ذم المن و الاذى فى الصدقة
مواعظ حسنة
ينبغي للمتصدق ان يجتنب عن المن و الاذى. قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
عدد الزوار: 107
ينبغي للمتصدق ان يجتنب عن المن و الاذى. قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ البقرة:264.
و قال: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ البقرة:263.
و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: "ان الله تبارك و تعالى كره لي ست خصال، و كرهتهن للاوصياء من ولدى و اتباعهم من بعدى: العبث في الصلاة، و الرفث في الصوم، و المن بعد الصدقة، و اتيان المساجد جنبا، و التطلع في الوفد، و الضحك بين القبور".
و(المن): ان يرى نفسه محسنا. و من ثمراتها الظاهرة: الاظهار بالانفاق، و التحدث به، و طلب المكافاة منه، بالشكر و الخدمة و التعظيم و المتابعة في الامور.
و(الاذى): التعبير، و التوبيخ، و الاستخفاف و الاستخدام، و القول السيء، و تقطيب الوجه، و هتك الستر. ثم معرفة الاذى ظاهرة، و كذا معرفة الثمرات الظاهرة للمن. و اما المن الباطني، اى رؤية نفسه محسنا، فيعرف بان يكون استبعاده من خيانة القابض بعد العطاء اكثر من استبعاده منه قبله.
و علاج المن: ان يعرف ان المحسن هو الفقير القابض لا يصاله الثواب و الانجاء من العذاب، و كونه نائبا عن الله تعالى، و كون ما يعطيه حقا من الله سبحانه، احال عليه الفقير انجازا لما وعده من الرزق.
و علاج الاذى: ان يعرف ان سببه استكثار العطاء و كراهية انفاق المال و التكبر على الفقير القابض برؤية نفسه خيرا منه، لغنائه و احتياجه، و جميع ذلك جهل و حماقة. اما استكثاره العطاء، فلان ما اعطاه بالنظر الى ما يطلبه لاجله من رضا الله و ثواب الآخرة في غاية القلة و الخسة، و كيف يستعظم العاقل بذل خسيس فانه اذا اخذ في مقابله خطيرا باقيا. و اما استحقاره الفقير، فلما تقدم من فضل الفقير على الغنى، فكيف يرى نفسه خيرا منه؟ و كفى للفقير فضلا: ان الله سبحانه جعل الغنى مسخرا له، بان يكتسب المال بالجهد و التعب، و يسعى في حفظه، و يسلمه الى الفقير بقدر حاجته، و يكف عنه الفاضل الذي يضره لو سلمه اليه. فالغني يخدم الفقير في طلب المال، مع كون ما يحمد منه للفقير، و كون ما يذم منه من تحمل المشاق و تقلد المظالم و حراسة الفضلات الى ان يموت فتاكله الاعداء، على الغني.
و بالجملة: العاقل، بعد التامل، يعلم ان ما يعطيه قليل في مقابلة ما ياخذه، و ان الفقير محسن اليه. قال امير المؤمنين عليه السلام: "و من علم ان ما صنع انما صنع الى نفسه، لم يستبطئ الناس في شكرهم، و لم يستزدهم فى مودتهم، فلا تلتمس من غيرك شكر ما اتيت الى نفسك و وقيتبه عرضك، و اعلم ان الطالب اليك لحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك، فاكرم وجهك عن رده". و ينبغي للمحترز عن المن و الاذى ان يتواضع و يتخضع للفقير عند اعطائه، بان يضع الصدقة لديه و يمثل قائما بين يديه، او يبسط كفه لياخذ الفقير، و تكون يد الفقير هي العليا.
* جامع السعادات / العارف النراقي ج 1 _ ذم المن و الاذى فى الصدقة.
2012-01-09