القصيدة الغديرية
خطب وأشعار
كيف يظمأ من فيه يجري الغدير ظمئ الشعر أم جفاك الشعور كيف تعنو للجدب أغراس فكر لعلي بها تمت الجذور
عدد الزوار: 386
كيف يظمأ من فيه يجري الغدير |
ظمئ الشعر أم جفاك الشعور |
لعلي بها تمت الجذور |
كيف تعنو للجدب أغراس فكر |
من بنيه غمر العطاء -البذور |
نبتت-بين (نهجه) وربيع |
نمير القرآن يحلو نمير؟ |
وسقاها نبع النبي، وهل بعد |
ونما برعم، ونمت عطور |
فزهت واحة، ورفت غصون |
الغض منا، قرائح وثغور |
وأعدت سلالها، للقطاف |
وتغني على هواه الطيور |
هكذا يزدهي ربيع علي |
فانتشت أحرف، وجنت شطور |
شربت حبه قلوب القوافي |
وتنمو نسوره وتطير |
ظامئ الشعر، ها هنا يولد الشعر، |
فتستاق من شذاها الدهور |
ها هنا تنشر البلاغة فرعيها، |
(ثم قرت) .. وما يزال الهدير |
(هدرت) حوله بكوفان يوماً |
منبر من بيانه مسحور |
وسيبقى يهز سمع الليالي |
ففهم عا، وفهم نصير |
تتلاقى الأفهام من حوله شتى: |
الزاد منه، و لا الصديق فقير |
ويعودون... لا العدو قليل |
وصوت سمح البيان،جهير |
ظامئ الشعر، هاهنا: الشعر، والفن، |
في أكؤس القصيد البحور |
بدعة الشعر أن تشوب الغدير العذب |
بسود الأحقاد كادت تنير |
وعلي إشراقة الحب، لو شيب |
هنيئاً لك الجناح الخبير |
أيها الصاعد المغذ مع النجم |
وإن ظن: أنك المبهور |
قد بهرت(النجوم) مجداً وإشعاعا، |
وانطوى جانح عليه كسير |
وبلغت المرمى، وإن فل ريش |
إلا هتافها المخمور |
وملأت الدنيا دوياً، فلا يسمع |
وأكف إلى علاك تشير |
فقلوب على هواك تغني |
لاعبيه.. والرابح المقمور!! |
حيل للخلود،قامرفيها |
في ناعم الحرير، الغمور |
وسيبقى لك الخلود، وللغافين، |
ولدنيا سواك تبنى القصور |
وستبنى لك الضمائر عشاً |
لزه الظلم، واجتواه الغرور |
وستبقى إمام كل شريد |
(حجرك) نحر.. تقفو سناه النحور |
وسيجري بمرج عذراء من |
والصراط الذي عليه نسير |
سيدي أيها الضمير المصفى |
نربي عقولنا، ونمير |
لك مهوى قلوبنا، وعلى زادك |
وارتمى خافق بها مذعور |
وإذا هزت المخاوف روحاً |
وهدانا إلى ثباتك نور |
قربتنا إلى جراحك نار |
وإن هام في هواك الكثير |
نحن عشاقك الملحون في العشق |
فظنوا: أن اللباب القشور |
باعدتنا عن (قومنا) لغة الحب |
من ظنون... وبعضه تشهير |
بعض ما يبتلى به الحب همس |
أن يطلب منه لنبضه تفسير |
إن أقسى ما يحمل القلب |
أنك من أحمد أخ ووزير |
نحن نهواك، لالشيء، سوى |
ولسان يدعو، وعقل يشير |
وحسام يحمي، وروح تفدي |
لك، إذ أنت كنزها المذخور |
ومفاتيح من علوم، حباها |
فأنت المنار وهو المنير |
ضرب الله بين وهجيكما حددا: |
غطت الكون من سناها البدور |
وإذا الشمس آذنت بمغيب |
سواء، يلذ فيه المسير |
نحن يا قومنا ، وأنتم على درب |
وندري: أن الطريق عسير |
غير أنا نسري إلى(الوحدة الكبرى) |
وجنت بجانبيه الصخور |
في متيه تناهبته الأعاصير، |
شوك يدمي، ورمل يمور |
وعلى دربنا إلى القمة السمحاء، |
وتدري: أن الوقوف خطير |
وبنو عمنا تراوح في السير، |
ينشق بيننا ويغور |
ويقولن: إن نهراً من الفرقة |
حقداً .. فيستحيل العبور! |
وعلى ضفتيه يمتلئ التاريخ |
الأمر ما طال حوله التفكير |
صدقوا ... غير أننا لا نحيل |
قصور، وبعضه تقصير |
بعض ما يستحال كم وحدة الرأي |
في هوى الضفتين منا الجسور |
وإذا طابت النوايا تلاقت |
الحقد تغلي قلوبه وتفور |
قاربونا نقرب إليكم، وخلوا |
ذابت بنار الأحقاد حتى القدور |
فسيصحو الطهاة يوماً، وقد |
يستوي بدؤنا به والمصير |
نحن، يا قومنا سراة طرق |
فما عاقنا اللظى والهجير |
قد صعدنا به إلى ذروة المجد، |
فهبت .. وفي شباها النشور |
واستشار الإسلام موتى مواضينا |
وأحد، وخيبر، والنضير |
ودعتنا بدر لصحوتنا الأولى |
إلى الموت أعمى، يسير حيث نسير |
فركبنا متن الزمان، وقدنا |
شعثاً، فارتج فيه السرير |
وأتينا (هرقل)في ضفة(اليرموك) |
فانداف طيبه والحرير |
قد مزجنا أمواجه بالعقاص الشقر |
(رستم) كف الردى، ولا (أردشير) |
واقتمحنا (الأيوان) هوجاً فلا |
مذ دخلنا، وفي ظبانا (النور) |
أسألوه: هل شبت (النار) فيه |
السيف أم غمده المكسور |
يا لأمجادنا: أنحن بقايا |
أغول يقودها أم أمير؟ |
هدنا ذعرنا وحازت سرايانا: |
وأعطى ثماره التذعير |
أيها الخانعون قد أينع الذعر، |
حتى استكان منا الجسور |
وملأتم أسواقنا بغلال الجبن، |
السمع من جاثم الأسود (الزئير) |
فألفنا(العويل) حين نبا في |
سيم فيه النهى ، وبيع الضمير |
واصطنعتم للفكر سوق رقيق |
هروب، تخزى عليها السطور |
فقرأنا ما دبجوا من معاذير |
-على بؤسه- خطاب مثير |
وسمعنا صوت الهزيمة،يخفيه |
أن الحرب في مثل حالنا تغرير |
وعلمنا-كما تريدون- : |
-ما رد عادياً - معذور |
وبأن الجيش الذي سد عين الشمس |
بضحاياه من بنينا، القبور |
والسلاح الذي حشدنا ، فضاقت |
سفيناً، ولم تهبها بحور |
قد عذرنا به الأساطيل لم ترهب |
مغاراً.. وكيف يرنوا ضرير!! |
وعذرنا حتى(الأواكس)، لم تكشف |
وانهزاماً، فسعيكم مشكور! |
حسبكم أيها المليئون نصحاً |
ونردي الرمح اللئيم صدور |
اتركونا .. نحارب السيف أواداج، |
لشعب، تحت الرماد يثور |
وأريحوا سلاحكم ، وأعدوه |
صغير يحميه عزم كبير |
ودعونا نرمي الحجارة من كف |
ووراء (الصاروخ) رعب و زور |
فوراء (المقلاع) بأس وصدق |