هل الثواب تفضل من الله أو إستحقاق كالعقاب؟
بحوث ومعتقدات
ثمة اتجاهات لعلماء الكلام في هذه القضية: فالبعض قال: العقاب استحقاق بينما الثواب تفضل من الله سبحانه. واختار البعض: أن الثواب كالعقاب استحقاق، فكما أن العاصي يستحق العقوبة فإن المطيع يستحق المثوبة.
عدد الزوار: 110ثمة اتجاهات لعلماء الكلام في هذه القضية:
فالبعض قال: العقاب استحقاق بينما الثواب تفضل من الله سبحانه.
واختار البعض: أن الثواب كالعقاب استحقاق، فكما أن العاصي يستحق العقوبة فإن المطيع يستحق المثوبة.
وممن اختار الرأي الثاني العلامة مغنية يقول رحمه الله: وفي رأينا أنه لا مبادلة بين الخالق، والمخلوق، ولا عرض، ومعوض بين الواجب والممكن، فالملك كله لله ولا أحد يملك معه شيئاً. ولكنه تقدست كلماته، هو الذي تفضل. وجعل الثواب على طاعته حتماً، وحقاً على رحمته كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ التوبة:111.
اشترى سبحانه الأنفس، والأموال من عباده، وهو بها أملك، ولكنه تعالى وعد بالثواب، ووعده حق لازم لمن وعد علماً بأنه تعالى لا يجب عليه أن يعد، ولا أن يثيب لولا الوعد، ولكن أصبح الثواب واجباً بالوعد تماماً كما يجب علينا الوفاء بالعهد، والنذر، واليمين. وبهذا نجد تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ النحل:32.
وعليه فالثواب أمر يستحقّه العبد الملتزم بخط الرسالة لكونه تعالى لا يخلف وعده.1
1- في ظلال الصحيفة السجادية / العلامة محمد جواد مغنية ص140_142.
2011-10-24