تحصيل الرزق بالسعي
مواعظ حسنة
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: وجعل لكل روح منهم قوتاً1. وقال تعالى: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ هود:6. تحصيل الرزق يكون بالسعي مع القدره عليه، لأن لكل شيء داعيه، وسبباً،
عدد الزوار: 136
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: وجعل لكل روح منهم قوتاً1. وقال تعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ هود:6. تحصيل الرزق يكون بالسعي مع القدره عليه، لأن لكل شيء داعيه، وسبباً، وقصة مريم التي أشار إليها تعالى بقوله:: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ آل عمران:37. هي قضية في واقعة خاصة، وكرامة من الله لمريم عليها السلام. قال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ الملك:15.
فالسعي طريق لابد من سلوكه، ولكن يجب أن لا يذهل عن الله سبحانه، فكم من فقير استغنى، ومن غني افتقر بالمخبآت، والمفاجآت التي لا يعلم بها إلا الله.
ولا بد من التنبيه إلى أن الحرام من رزق الشيطان، ومحال أن يكون من الرحمن، كيف وقد نهى عنه؟ وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾ٌ البقرة:174.
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ النساء:10.
أما من عجز عن السعي فإنه يرزق بسبب طبيعي كالجنين في الرحم، أو عاطفي كرب العيال، والأطفال يسعى لهم، أو من الصدقات، وبيت المال كالمقعدين الذين لا معيل لهم، ولا كفيل، ومهما يكن فكل الأسباب، ووسائل العيش تنتهي إليه تعالى، لأنه خالق كل شيء حتى العاطفة في قلب المعين هو باعثها. وقول الإمام عليه السلام في الدعاء: لا ينقص من زاده ـ الله ـ ناقص، ولا يزيده من نقص منهم زائد2. يريد به أن كل حي يستوفي بالكامل رزقه قبل موته، فلا يحرم شيئاً مما هو له، ولا يرزق ما ليس له، وإذن علام التحاسد، والتباغض؟.3
1- الدعاء الأول في تحميد الله تعالى .
2- المصدر السابق.
3- في ظلال الصحيفة السجادية /العلامة مغنية ص48_50.