أمينك على وحيك
مواعظ حسنة
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: ( اللهم فصل على محمد أمينك على وحيك )1 إختار سبحانه محمداً لرسالته، لا لذكائه، وفطنته، أو لنسبه، وشجاعته، وكفى، بل ولصلابته في الحق إلى حد التضحية بالنفس من أجله، ولالتزامه بالصدق وإن أضر به، وقيامه بالقسط
عدد الزوار: 96
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: ( اللهم فصل على محمد أمينك على وحيك )1 إختار سبحانه محمداً لرسالته، لا لذكائه، وفطنته، أو لنسبه، وشجاعته، وكفى، بل ولصلابته في الحق إلى حد التضحية بالنفس من أجله، ولالتزامه بالصدق وإن أضر به، وقيامه بالقسط ولو على نفسه، ولطهره في السيرة، والسريرة، وحبه للخير، ورحمته بأعدائه، وأوليائه، وحرصه على سعادة الجميع، وهذه الخلال الفضلى، وأمثالها ألزم له من ظله قبل النبوة، وبعدها ، لأنها تنبع من نفسه، ومن هنا كان أهلاً لوحي الله، ورسالته، وأيضاً من هنا قال الشيعة الإمامية بعصمة النبي عن الخطأ، والخطيئة كبارها، وصغارها منذ خلقه الله إلى أن قبضه إليه.
والأمانة من حيث هي من أمهات الفضائل، فهي توأم العفة في البطن، والفرج، والنزاهة في اليد، واللسان، والورع عن جميع المعاصي، والمحارم. وفي سفينة البحار مادة ( خ. و. ن ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "من خان أمانة في الدنيا، ولم يردها إلى أهلها، ثم أدركه الموت مات على غير ملتي"2، ومعنى هذا أن من لا وفاء له لا دين له.
وتجدر الإشارة أن الأمانة يجب ردها لمن هي له حتى ولو حل دمه، وماله.
قال الإمام الصادق عليه السلام: أن ضارب علي بالسيف، وقاتله لو ائتمنني، قبلت ذلك منه لأديت له الأمانة. 3
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: فوالذي بعث بالحق محمداً نبياً لو أن قاتل أبي الحسين عليه السلام ائتمنني على السيف الذي قتل به أبي لأديته إليه.4
وهذا الحكم من الأحكام الشرعية الإلزامية، لا من الأخلاقيات، والمستحبات، على أن كل الأحكام الشرعية أخلاقية، وكل الأحكام الأخلاقية شرعية. 5
1- من فقرات الدعاء الأول من الصحيفة السجادية .
2- مستدرك سفينة البحار : 3 / 230
3- وسائل الشيعة ج19ص57.
4- وسائل الشيعة ج19ص57.
5- في ظلال الصحيفة السجادية / العلامة محمد جواد مغنية ص95_97.