الجنة مخلوقة
بحوث ومعتقدات
قـال كـبـار الـمـفسرين عند تفسيرهم لهذه الاية انه يستفاد منها بان الجنة مخلوقة وموجودة الان.ومـمـا يـلـفت الانتباه ان القرطبي اشار في تفسيره لهذه الاية قائلا: يرى غالبية علماء الاسلام بان الـجـنـة مـخـلـوقة الان وموجودة،
عدد الزوار: 117
قال تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ الحديد:21
قـال كـبـار الـمـفسرين عند تفسيرهم لهذه الاية انه يستفاد منها بان الجنة مخلوقة وموجودة الان.
ومـمـا يـلـفت الانتباه ان القرطبي اشار في تفسيره لهذه الاية قائلا: يرى غالبية علماء الاسلام بان الـجـنـة مـخـلـوقة الان وموجودة، وان صريح روايات المعراج والروايات الاخرى الواردة في(الـصـحـيـحين ) وغيرهما يفيد هذا المعنى، لكن المعتزلة رفضوا هذا المعنى ولم يعتقدوا به وقـالـوا انها تخلق بعد نهاية هدا العالم،وذلك لانها دار الثواب وهنا دار التكليف، وهما لايجتمعان ولا يشكل استدلال المعتزلة هذا الا مغالطة لا اكثر ولا اقل لان الحديث هنا يدور حول خلقها حاليا لادخول الناس فيها.
آراء العلما المسلمين في خلق الجنة والنار
يـعـتـقـد اغـلب العلماء المسلمين بان الجنة والنارموجودتان في الوقت الحاضر واسـتـدلوا ببعض الايات لتدعيم معتقدهم هذا،لكن بعض علماء الكلام من امثال ابي هـاشم وعبد الجبار وهما من قدماء المتكلمين يعتقدون بان الجنة والنار ليس لهما وجود حاليا وانهما سـيخلقان فيما بعد، وتاكيدا لرايهم هذا استدلوا بالاية الشريفة: (كل شي هالك الا وجهه ) القصص ـ88 فـلو كانتا موجودتين حاليا فانهما ستتعرضان للفناء في نهاية هذا العالم وعندئذ تتنافى هذه الاية مع الاية القرآنية القائلة: (اكلها دائم ) الرعد 35.
يـقـول الـعـلامة الحلي ردا على هذا الاستدلال: ان الهلاك والفناء اللذين وردا في الاية يراد منهما الـخـروج عن قابلية الاستفادة ومن البديهي ان الناس وجميع المكلفين لو كتب عليهم الفناء لما عادت للجنة اية فائدة.
والـجـواب الاخـر عن هذا السؤال هو ان الجنة والنار غير موجودتين في ظاهر هذا العالم بل في بـاطـنـه، والـهلاك والفنا يصدقان على ظاهر هذا العالم.
وقـال الـبعض ايضا ان الاية (كل شي هالك الا وجهه ) تشير الى ان اللّه عزوجل وكل ماخلق بغير اسـبـاب مـادية وبلطفه ورحمته، خالد، وان كلمة ((وجه اللّه ))تشمل جميع هذه المعاني ومنها الجنة والنار وان الفاني والهالك هو عالم المادة الذي جاء الى الوجود بعلل مادية.
الوجود الحالي للجنة والنار في الروايات الاسلامية
هـناك الكثير من الاحاديث الاسلامية تدعم هذا المعنى وتؤكد ان الجنة والنارمخلوقتان حاليا، ومن جـملة ذلك ماورد عن الامام علي بن موسى الرضاحين ساله احد اصحابه عن الجنة والنار هل هـمـا مـخـلـوقـتان ؟ قال: وان رسول اللّه قد دخل الجنة وراى النار لما عرج به الى الـسماء، فقال له السائل: ان قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين فقال: مااولئك منا ولا نحن منهم، من انكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي وكذبنا.
ووردت فـي الكثير من الروايات الاسلامية المتعلقة بمعراج النبي اشارات الى موضوع الجنة والـنـار ووجـودهـما حاليا وهى تشكل في الحقيقة تاكيدا لماورد في الايات واشار اليها القرآن الكريم في سورة النجم اثناء الحديث عن معراج النبي وهناك روايات تؤيد هذا المعنى جات في مصادر اهل السنة ومصادرالشيعة بخصوص ولادة السيدة فـاطـمـة الـزهـرا جـا فـيـهـا ان نبي الاسلام قال: ( لما عرج بي الى السماء اخذ بيدي جـبرائيل فادخلني الجنة فناولني من رطبها فاكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي فلما هبطت الى الارض واقـعـت خـديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء انسية فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة. 1
وهذا يدل على ان الجنة مخلوقة لا انها ستوجد بعد فناء العالم.2
1- بحار الانوار ج80ص64.
2- نفحات من القران ج6ص196_199.