الموضوع: أبعاد شخصية أمير المؤمنين عليه السلام
خطاب
الحاضرون: عوائل الشهداء والمفقودين والأسرى مضحوا مدن قزوين وآبيك، آران وبيد كل، زرند ساوة ومؤسسة المستضعفين أعضاء مدن قزوين، آبيك، آران، بيد كل، زرند ساوة في مجلس الشورى الاسلامي مسؤولوا مؤسسة الشهيد ومؤسسة المستضعفين.
عدد الزوار: 100
التاريخ: صباح 12 اسفند 1366 هـ.. ش/ 13 رجب 1408 هـ.. ق
المكان: طهران، حسينية جماران
المناسبة: ميلاد الامام علي عليه السلام
الحاضرون: عوائل الشهداء والمفقودين والأسرى مضحوا مدن قزوين وآبيك، آران وبيد كل، زرند ساوة ومؤسسة المستضعفين أعضاء مدن قزوين، آبيك، آران، بيد كل، زرند ساوة في مجلس الشورى الاسلامي مسؤولوا مؤسسة الشهيد ومؤسسة المستضعفين.
بسم الله الرحمن الرحيم
مظلومية الامام عليه السلام في التعاريف المشينة
يسعدني أن أقدم التهاني والتبريكات لكافة المسلمين والمستضعفين في العالم وخاصة الشعب الايراني، وأسأل الله تعالى السلامة للجميع.
نحن نعجز عن ذكر الأبعاد المعنوية لأمير المؤمنين، فلا نتمكن من قول جملة واحدة مطابقة للواقع بشأنها، لكن يمكن التحدث حول بعض الأبعاد المادية والاجتماعية؛ لا حظوا أحوال من كان خليفة للمسلمين وبيده زمام أمور الدولة؛ فبرغم كونه خليفة ويصلي الجمعة بالمسلمين لا يمتلك ملابساً كثيرة، وكما ينقل عنه أنّه صعد المنبر لتحريك الملابس التي يلبسها كي تجف لعدم امتلاكه غيرها؛ وكانت له نعل يخصفها بنفسه، ولما يسأل عن ذلك يقول: ما قيمة هذا النعل؟ فيجاب: لا قيمة لها، فيقول عليه السلام : "والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلًا".
أي خليفة في الأرض يشبه وضعه وضع أمير المؤمنين عليه السلام ؟ لقد كان الامام مظلوماً حقاًحتى من قبل الشيعة أيضاً، فعندما يريدون التعريف به يذكرون ما يخالف الواقع، وهذا بحد ذاته يمثل انتهاكاً له، فمثلًا يقولون: إنّ خاتمه الذي أراد أن يهديه الى الفقير كان يساوي خراج الشام! هل يعقل أن يلبس ذو الملابس الرثة خاتماً بهذه القيمة؟! إنّ هذا كذب محض حتى لو ورد في رواية، والحال أنّه لم يرو أبداً.
و عندما يريد العرفاء اللفظيون فالحقيقيون منهم قليلون جداً النقل عنه ينقلون أحاديث الدراويش والزهاد؛ ملخص الموضوع أنّهم لا يعرفون حقيقته، وهذه الأبعاد الظاهرية التي تنقل عنه ناتجة عن الجهالة لذا حرفت عن حقيقتها، لقد تصوروا أنّ تعريف الأمير وإبراز شخصيته يتجسد في قيمة خاتمه مثلًا، بينما كانت حياته حافلة بالغرائب والعجائب.
كانت الخلافة آنذاك تتطلب وضعاً خاصاً وبالأخص منذ خلافةمعاوية فما دونه، ففي الوقت الذي أظهر فيه معاوية تمرده وعصيانه كان الامام يعمل بيده شأنه شأن العامل العادي، ويفتح مجاري المياه ثم يقول: هذا الماء صدقة؛ نحن لو أردنا أن نقلده ونتأسى به لما استطعنا، حقاً لا نستطيع ذلك ولا نمتلك القدرة على فعله، وقد قال بنفسه: "أنتم لا تستطيعون لكن أعينوني بورع واجتهاد"، يمكننا أن نتحلى بالتقوى والورع ونسير على الخط الالهي ونؤمن بالباري جل وعلا.
خطأ المناهضين يكمن في عدم معرفة الشعب الايراني
يعيش شعبنا اليوم حالة خاصة وبحمد الله تعالى وربما لم يمر بها طول التاريخ، ففي زمن رسول الله والأئمة الأطهار عليه السلام كان الناس يختلفون فيما بينهم، وعند ما كانوا يريدون إرسال الناس ممن حولهم الى الحرب كانوا يأبون عن ذلك، أما اليوم يتطوعون للالتحاق بجبهات القتال؛ إن خطأ الغربيين ومناوئينا بصورة عامة يمكن في تصورهم بأنّ الشعب الايراني يخشى من إطلاقهم لكلمة صاروخ، ولم يعلموا بأنّ شعبنا لم يتخل عن موقعه لما أطلقوا الصواريخ وقتلوا الأبرياء وفعلوا ما فعلوا، لا بل جلس يضحك ساخراً منهم؛ لا تخيفوا الشعب الايراني بالصواريخ؛ لأنّه يعتبر الشهادة افتخاراً له، عندما يأتي بعض من فقد أبناءه الى هنا يصاب الانسان بالحيرة والذهول وخاصة لما يسمعه يقول: أريد أن أضحي ببقية أولادي في سبيل الله، أو يقول: كم أتمنى أن يكبر ولدي الصغير ليستشهد، أو عندما يرى النساء بنفس الحماس والاندفاع؛ أولئك يخيفون الاستشهاديين بالشهادة وهذا خطأ كبير نابع من عدم فهمهم وإدراكهم للمعنويات، نظير صدام وأمثاله الذين يجهلون واقع الشعب الايراني، لذا يتصور أنّ ايران ستهزم من إطلاقه صاروخاً عليها، ولا يعلم أنّ ذلك سيزيدها صلابة.
المهم أن نهتم بحفظ إيماننا ووحدتنا، فان حفظناها لا يبقى مجال للخوف من الصواريخ ومن غيرها، طبعاً شعبنا لا ينسى أولئك الذين ساعدوا صدام في حربه وشره، ويجب على من يرغب بالمحافظة على مصالحه في المنطقة أن يتصرف بطريقة مغايرة وإلا تعرضت مصالحه للخطر، أولئك الذين يقدمون المعونات المادية والعسكرية يتصورون بأنّنا نخشى منها، كلا؛ لأنّ شعبنا يطلب الشهادة ولا فرق بين أن يكون السبب صاروخاً أو دبابة أو مدفعاً أو أي شئ آخر؛ شعبنا يصبو للشهادة ولا يخاف من هذه الناحية، لكنّه في الوقت ذاته سوف لن ينسى من الذي قدم خدمات للظالمين والمتجاوزين، ومن أصدر الأوامر للقيام بهذه الجرائم، وما هو الدافع وراء ذلك.
أسأل الله تعالى أن يرسخ إيماننا جميعاً ويحفظ المسلمين من كيد الكفار، ويحفظ جميع المسلمين والمستضعفين في العالم.
و السلام عليكم ورحمة الله
*صحيفة الإمام، ج20، ص: 406
2011-06-27