يتم التحميل...

الموضوع: دور جهاد البناء في جبهات الحرب المفروضة

نداء

المخاطب: الشعب الايراني وأعضاء مجلس جهاد البناء

عدد الزوار: 130

التاريخ 27 خرداد 1361هـ. ش/ 24 شعبان 1402 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المناسبة: الذكرى السنوية لتأسيس جهاد البناء (27 خرداد)
المخاطب: الشعب الايراني وأعضاء مجلس جهاد البناء

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أبارك لعموم الشعب الايراني الثوري والشريف وجميع المكافحين الملتزمين والمؤمنين في طريق تحقيق أهداف شعب ايران المسلم، بمناسبة السابع والعشرين من خرداد.

إنه اليوم الذي استطاعت فيه ثورتنا الإسلامية من خلال تأسيس هذه المؤسسة الضخمة أن تصل إلى أبعد مناطق البلاد، وتبلغ رسالتها التاريخية والإسلامية إلى أقصى مناطق البلاد رغم جميع العقبات.
حقاً لقد استطاع ابناء الإسلام، الأخوات والأخوة المضحون، من خلال عضويتهم في هذه المؤسسة الثورية، وتضحياتهم التي لا مثيل لها في أكثر ظروف الحياة والمناطق الجغرافية في البلاد صعوبة، استطاعوا خلال مدة قصيرة، أن يخلقوا كل هذه الآثار الحية والقيمة في جميع الجوانب للشعب الايراني المظلوم. فما أكثر المجاهدين الذين استشهدوا أو أصيبوا ب- إعاقة في طريق تحسين الظروف المعيشية لشعبنا المحروم والمستضعف، وما أكثر الأخوات والأخوة الذين أنجزوا الأعمال الثقافية والعمرانية في أسوأ الظروف، واستشهدوا بأبشع الأساليب على يد الشراذم الكافرة والمنافقة الملتصقة بالدنيا. ذلك لأن هؤلاء الكفرة أدركوا جيداً أن هؤلاء الشباب المجاهدين الذين يبذرون بذور الثورة في قلب كل قرية، ويتحولون إلى جنود من خلال اعمار المناطق المحرومة في كل قرية ومدينة محرومة، فهم حراس ثورتهم الإسلامية الأصيلة؛ ذلك لأن أميركا وعملاءها المرتزقين، وصلوا إلى هذه النتيجة وهي ان الجهاد المقدس لأبناء الإسلام هو الذي يؤدي إلى نمو فسيلة الثورة الإسلامية في القرى والمدن النائية من هذا البلد. ولهذا السبب فقط فانهم يعتبرون كل مجاهد بمثابة مقاتل في ساحة الحرب، يدافع عن الثورة والإسلام وايران.

إن دور جهاد البناء في الحرب، لم ولن يقل عن القوات العسكرية، وهذا ما اعترف به مراراً قادة الجيش والحرس حيث أقرّوا أنه لو لم يكن الجهاد لما تحقق الانتصار بهذه السرعة. علينا أن نعترف أنهم حققوا أكبر المفاخر لثورتهم الإسلامية، وتحولوا في هذا الطريق إلى افضل‏ نموذج لجميع الشباب المسلم والملتزم من خلال الالتزام بالإسلام، والايمان بالله تعالى. انكم تصادفون اليوم في انحاء البلاد وبين أقصى المناطق المحرومة ذات الظروف المناخية السيئة، المضحين في جهاد البناء الذين توجهوا إلى هناك بسرعة قبلكم، ليبذلوا جهودهم رغم عدم تمتعهم بالامكانيات اللازمة، وبكل وسيلة امتلكوها ويمتلكونها، وبكل كيانهم، من أجل ازالة النواقص والمشاكل والأمراض، ولم يترددوا في الكثير من الحالات عن التضحية بأرواحهم من اجل توفير اسباب الرفاهية لأبناء الشعب.

انني كلما التقي عن قرب شباب جهاد البناء المتحمسين والنشطين، أو أسمع أو أشاهد في وسائل الاعلام انجازاتهم الثقافية والعمرانية القيمة، فاني أدعو لهم من أعماق قلبي بالنجاح والفخر. فمرحى لكم لأنكم شرّفتم الإسلام والثورة الإسلامية. وتحية لكم يا من سارعتم لاستقبال الشهادة والحب يعمر قلوبكم من أجل تحقيق أهداف الشعب الايراني المسلم والثوري، وتنفيذ برامج الإسلام، ولم توقفوا جهودكم الفردية والجماعية في هذا الطريق رغم دعائيات الأعداء الواهية، والاختلافات في اللغة والملبس، وأنتم ترون الآن كيف شاركتم سوية في هذه التظاهرة المهمة بالأزياء المحلية واللغات القومية.

آمل أن لا تغفلوا عن بناء أنفسكم والآخرين، هذا البناء المقدّم على جميع أنواع البناء الأخرى، كما وظفتم جميع طاقاتكم المادية والمعنوية في طريق بناء البلد، وأن تقدّموا كما ذكرتكم مراراً بناء الروح على بناء الجسم كي تمضي الأمور إلى الأمام بقوة الايمان على أفضل وأسرع وجه، بمشيئة الله تعالى، وأن نوصل هذا البلد بعون الله، وبالتعاون مع بعضنا البعض، إلى الاكتفاء الذاتي والإعمار الكامل، إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله.1

روح الله الموسوي الخميني‏

*صحيفة الإمام، ج‏16، ص: 256



1-تلا رسالة الامام الخميني، السيد أحمد الخميني في حضور حشد كبير من العاملين في جهاد البناء وأهالي طهران خلال تكريم يوم جهاد البناء.
 

2011-06-08