الموضوع: نداء بمناسبة شهادة الشيخ صدوقي ممثل الامام وإمام جمعة يزد 1
نداء
المخاطب: الشعب الايراني
عدد الزوار: 104
التاريخ 11 تير 1361 هـ. ش/ 10 رمضان 1402 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: الشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
إن طبيعة الثورة، التضحية. وشرط الثورة، الشهادة، والاستعداد للشهادة. فلا مناص من الفداء والتضحية في طريق الثورة وانتصارها. وخاصة الثورة التي هي من أجل الله ولدينه ولانقاذ المستضعفين، ولقطع آمال المهيمنين والمستكبرين. فنحن نتوقع التضحية والشهادة في كل جمعة وفي كل جماعة وفي كل محفل اسلامي وفي كل تجمع لنصرة الله.
إن التضحية لثورة كبرى، هي علامة الانتصار والاقتراب من الهدف. فلم يكن من باب العبث ما روي حول سيد شهداء العالم، من أن وجهه المبارك كان يزداد استبشاراً وابتهاجاً كلما كان يفقد أصحابه الكرام، وكلما كان يقترب من ظهيرة عاشوراء. إن الهدف هو العقيدة والجهاد في سبيلها وفي سبيل انتصار الثورة، لا في سبيل الحياة والدنيا وطابعهما المشين. فالشهادات هي التي تعد شعبنا بالنصر النهائي. فهل تضرر الإسلام من جراء استشهاد 72 من النخبة الإلهية في ظل حكومة بني أمية الجبارة؟ وهل تضررت ايران بسبب شهادة 72 شخصاً من لحظة واحدة وآلاف الشباب العظام العاشقين لله والشهادة، كي نخشى الخسارة من شهادة عالم كبير وشخصية ملتزمة ومضحية؟ أو لا يجب أن يكون الفقهاء الكبار وأئمة الجمعة والجماعة اصحاب الشأن الذين كانوا وما يزالون في صف الثورة الأول، في الصف المقدم للشهداء والمضحين بأرواحهم في سبيل الحبيب؟ ومن هو أولى بالشهادة في العصر الذي كان فيه كفر بني أمية يهدد الإسلام، من الابن المعصوم لنبي الإسلام وأولاده وأصحابه؟ ومن أولى بالشهادة في عصر يهدد فيه الإسلام العزيز، الاستكبار العالمي وابناؤه في الداخل والخارج، من أمثال شهيدنا الفاضل والفقيه الملتزم والمضحي للاسلام الشهيد العزيز صدوقي رضوان الله عليه الشهيد الكبير الذي كان متواجداً في جميع مراحل الثورة، وكان المعين والمغيث للفقراء والمعوزين، وكان يخصص وقته الثمين في طريق انتصار الإسلام وحل مشاكل الثورة، ولخدمة الخلق والثورة. فقد كان الشهيد صدوقي حاضراً لإعمار الدمار ما أمكنه حيثما حدث زلزال؛ وحيثما حدثت سيول كان هو المتواجد في الصفوف الأولى لاعانة خلق الله.
وفي الجبهات كان هو ورفاقه وأمثاله يتفقدون المقاتلين بين فترة وأخرى وكانوا ينزلون السكينة على قلوب خلق الله. إن هؤلاء المدعين لخدمة الخلق والقيام بأمورهم الذين زحفوا من حجورهم ونشطوا ليل نهار أثناء الثورة في سبيل نهب أسلحة بيت مال الشعب وعتاده، يعملون الآن على حرمان الشعب من مثل هؤلاء العاملين المخلصين بعد أن فضح الله تعالى وجوههم الكريهة وأخذ على أيديهم كي لا يتطاولوا على أموال خلق الله وأرواحهم وذلك بعد أن خرجوا كاللصوص من جحورهم، وخطفوا على حين غفلة مثل هؤلاء الرجال المضحين للشعب والشرائح المحرومة، من المحرومين، عازين ذلك إلى قوتهم، ومعتبرينه فتحاً كبيراً لأنفسهم ولأربابهم، فاذا بهم يعدون أنفسهم والفضائح تحيط بهم لحكم هذا الشعب المسلم، غافلين عن أن كل شهادة تقرب الشعب أكثر من الهدف الكبير، وتزيد من فضائحهم وخزيهم أمام الحق والخلق.
ونحن في نفس الوقت الذي نشعر فيه بأننا منينا بشهادة وفقدان هذه الشخصيات الكبيرة المخلصة للاسلام والمحرومين، فاننا نشعر بالرضا والأمل من الاقتراب من الهدف الأعلى الذي تبشر به قطرات دم هؤلاء الشهداء. إن ما هو مطروح لدينا الهدف الكبير وشخصيات هؤلاء الرجال العظام الشهداء، حيث أن الهدف قريب والحمد لله وشخصياتهم تبرز وتكبر أكثر فأكثر. لقد فقدت صديقاً عزيزاً عرفته لأكثر من ثلاثين سنة، وأدركت عن قرب صفاته الروحية العظيمة، ولقد فقد الإسلام خادماً ملتزماً، وخسرت ايران فقيهاً مضحياً، ومحافظة يزد راعياً عالماً؛ واقتربت في مقابل ذلك من الهدف النهائي الذي يمثل آمال هؤلاء الشهداء. وإنني أقدم تبريكاتي وتعزيتي إلى بقية الله الأعظم روحي فداه والشعب العزيز والإسلام الأعز وأسأل الله تعالى لذلك الشهيد الكبير الرحمة والمغفرة، ولشعبنا العظيم وخاصة يزد الملتزمة الصبر الجميل والأجر الجزيل، ولأسرة هذا الانسان الفاضل وخاصة ابنه العزيز والبار، الصبر الجميل والأجر الجزيل. وأسأل الله تعالى النصر للاسلام وسقوط الكفر.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج16، ص: 279
1- شهيد المحراب» الشيخ محمد صدوقي، من العلماء المجاهدين ومن الرفاق القدامى للامام الخميني ونشطاء حركة الامام ضد نظام الشاه. كان وجوده في محافظة يزد يعتبر قاعدة لحماية الثورة الإسلامية. وكانت المساعدات المالية الكثيرة لأهالي يزد المحسنين والمؤمنين تحت اشرافه دعامة للمجاهدين. وبعد اقامة نظام الجمهورية الإسلامية اشتهرت خدماته القيمة باعتباره ممثل الامام وإمام جمعة يزد في المجالات الخدمية والعمرانية وتأسيس المراكز والمؤسسات الخيرية في المحافظة وخاصة في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية مثل السيول والزلازل وغيرها. استشهد في نهاية المطاف بعد عمر أمضاه في الجهاد العلمي والعملي، وهو في ذروة سمعته الطيبة، وعندما كان متوجهاً إلى محراب العبادة لاقامة الصلاة، على اثر انفجار قنبلة ألقاها عناصر منظمة المننافقين الارهابية.