الموضوع: دراسة أسباب وأبعاد الحرب المفروضة، جرائم صدام في ظل دعم القوى الكبرى
نداء
المخاطب: الشعب الإيراني والمسلمون والأحرار في العالم
عدد الزوار: 79
التاريخ: 27 شهريور 1360 هـ ش/ 19 ذي القعدة 1401 هـ ق/ السابع عشر من أيلول (سبتمبر) 1981 م
المكان: طهران جماران
المناسبة: الذكرى الأولى لاندلاع الحرب المفروضة (اسبوع الدفاع المقدس)
المخاطب: الشعب الإيراني والمسلمون والأحرار في العالم 1.
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مضت سنة واحدة على حرب صدام التكريتي الأمريكي ضد الإسلام الغالي ومضي عام على هجوم البعث العراقي الكافر على أرض الإسلام وضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
لدنيا كلام اليوم ونحن على أعتاب (اسبوع الحرب) عن دراسة أبعادها المختلفة وعن الدوافع والتبعات وعن الأيدي المجرمة التي تساند حزب البعث العراقي الكافر وصدام العفلقي. وكذلك عن النتائج المريرة والحلوة التي سببتها لنا في مواجهة الحق والباطل والإسلام والكفر. يقوم الكتاب والخطباء والمجاهدون والمطلعون على الأمور والفنانون في هذا الأسبوع بالدراسة المستفيضة للحرب ويوضحون أبعاد هذا الحدث التاريخي. إن مالايخفي على من لهم البصيرة فيما يتعلق بدوافع صدام البعثي وحزب البعث العراقي هو أن القوى الكبرى المجرمة وخاصةامريكا أدركت من خلال هذه الثورةالاسلامية للشعب الإيراني أنها مختلفة اختلافاً جدرياً عن الثورات غير الالهية عبر التاريخ. وقد وجدوا بعد الدراسة والتحليل أن سرنجاحها الباهر يكمن في الإسلام الحقيقي كما أنهم وجدوا أن سر وحدة الكلمة ومشاركة جميع شرائح الشعب في النهضة هو في الإسلام العظيم وقد أخافهم الخطر العظيم الذي ينبع من تصدير الثورة ونور الحق في العالم الإسلامي بل في عالم المستضعفين. ذلك الخوف الذي يرون فيه قطع أيديهم المجرمة من البلاد الإسلامية بل من البلاد المظلومة المقهورة في أنحاء المعمورة. إن خبراءهم الشياطين قد دقوا جرس انذار سقوط امبراطوريتهم العالمية. فلذا كلّما زاد عمر الثورة هذا الرمز الالهي لاسقاط الأتطمة الظالمة الناهبة، زادت مؤامرتهم لإسقاط الإسلام. ولم يجدوا من بين حكومات المنطقة حكومة مخالفة للإسلام مائةً في المائه عاقدة العزم على قمعه إلا البعث العراقي وصدام وقد أوقعوه في هذا الشرك بوعود الفتح والانتصار والقضاء على الإسلام وبذريعة حمقاء، إن حقيقته البشعه التي كانت معروفة لمسلمي العراق وكان الحاده وكفر ثابتين من خلال فتوي الفقيه في ذلك الوقت اتضحت بحمدالله وعلى الرغم من رغباتهم لجميع المسلمين.
بعد مضي عام من البلطجة والجريمة وتكبيد الشعبين المظلومين في إيران والعراق الخسائر الجسمية وبعد هدر طاقاتهما الانسانية والمادية بدأ صدام وبشكل جنوني بقتل الشعب العراقي وجيشه ولينتقم من الذين لا يقبلون بالحاده وبذلك يقضي حياته المقرفةفي حالة يائسة.
لقد كان دافعه ودافع أصدقائه قمع الإسلام لصالح القوى الكبرى كما أن دافع الشعب والقوات المسلحة المسلمةفي إيران هو الدفاع عن الإسلام والقرآن الكريم لصالح الشعوب الإسلامية والمستضعفين في العالم.
إن حزب البعث الخبيث في العراق يتدحرج في منحدر السقوط نحو العذاب الأليم من خلال دافعه الشيطاني. ولكن الشعب الإيراني والجيش وحرس الثورة وقوات التعبئة (البسيج) وسائر القوات المسلحة العسكرية والنظامية جميعهم يسيرون نحو بلوغ قمة السعادة وهي إحدي الحسنيين إما النصر وإما الشهادة وبلوغ لقاء الله.
ما الذي يحزن أمة إما أن تسير نحو الله تعالي وإما أن تسير نحو تحقيق أهداف الإسلام ونشرها في العالم. وماذا يحزن أمة ثورية لديها أسابيع الحرب ويتأسي برسول الإسلام صلي الله عليه وآله- وأهل بيته في الجهاد المقدس في سبيل أهداف الإسلام طول عمره المفعم بالشرف والمجد. وستهتم بعد الخلاص من صدام عدو الاسلام بإسرائيل الخبيثة عدوة البشرية-.
إن مايؤسفنا في هذه الحرب المفروضه هو أن الطاقات التي كان يجب أن توقه توجّه نحو القضاء على اسرائيل وإنقاذ بيت المقدس العظيم. وجهّت بتأمربين الشيطان الأكبر والصهيونية العالميه وحزب البعث العراقي ضد ألدّ أعداء اسرائيل وامريكا.
إنّنا نكرر اليوم هذا الكلام أنه مالم تثر الشعوب الإسلامية والمستضعفون في العالم ضد المستكبرين في العالم وربائبهم خاصه اسرائيل الغاصبه فإن أيديهم الآثمة المجرمة لن تقطع من البلاد الإسلامية ولايتم طرد هذه الغدة السرطانية من بيت المقدس ولبنان وإن أمثال صدام والسادات سيوا صلون جرائمهم وسيفسدون مصر والعراق. إن الحل في دفع هؤلاء الظالمين يكمن في اللجوء إلى الإسلام والتوجه الملتزم نحو القرآن الكريم والقيام تحت لواء التوحيد بكل وحدة وانسجام.
أيها المسلمون في العالم أيها المستضعفون في أرجاء المعمورة إن الله يريد الأتطمة الالهية لكم وفي مقدمتها الإسلام لكي تنالوا النمو والكمال وسعادة الدنيا والأخرة وبهدف القضاء على الظلم وعلى سفك الدماء ومنع نهب المظلومين في العالم وللتربية الإنسانية والتعليم الانساني ولحريه بلادكم واستقلالها.
إن أمثال منظمات حقوق الإنسان تهدف إلى جرّ العالم نحو مصالح القوى الكبرى الظالمه وإضعاف الأنظمة الإلهية وعلى رأسها الإسلام الذي يحارب المستكبرين طول التاريخ لأجل المستضعفين ويقول «لا» للاستعمار ونهب الثروات. ولذلك نجد المستكبرين والناهبين والباحثين عن القدرة قاتلوه، وإنكم ترون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قامت بشعار (لاشرقية لاغربيه) لأجل الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية وثارت وانتصرت قام المنحرفون والقوى الكافرة جميعهما أمامها وعرقلوا مسيرتها بواسطة الحثالات والطفيليات والمجموعات المنافقة الملحدة وبدأت أبواق الدعايةجميعها بالعمل ضد الثورة الإسلامية الإيرانيه وقامت الأنظمة المشتته للمسلمين بالعمل الجاد ووجهت التهم والافتراءات عبر الأمواج الاستعمارية نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانيه وتدفقت المساعدات الاعلامية والعسكرية السخية إلى النظام العراقي لقمع الاسلام.
على الشعب الإيراني الشريف والمجاهد أن يصمد أمام جميع المؤامرات والأعمال الشريرة وكما أنه قطع أيدي القوى الكبرى وحثالاتها من إيران بثورته ونهضته فإن عليه أن لايخاف أية قوة لأجل استمرار ثورته الإسلامية وإقامة العدل الالهي.
و على القوات المسلحة المسلمة سواء الجيش وقوات حرس الثورة والتعبئة (البسيج) وسائر القوات العسكرية والنظامية والقوات الشعبيةفي الجبهات وخلف الجبهات أن تدحر العملاء والمرتزقة في الجبهات من بلادهم الإسلامية كالسيل الهادر وأن تطهر إيران الإسلامية من هذه الأقذار والأوساخ ولتعلم أن قوة الإيمان هي المنتصرة وعلى الشعب الإيراني البطل أن يلقي القبض على المجموعات المفلسة التي تقوم بالأعمال الشريرة في الشوارع وأن يسلمها إلى المحاكم الصالحة وذلك بهدف مساعدته المخلصة لقوات الشرطه وحرس الثورة.
و على محاكم الثورة أن تتعامل معهم حسب الأوامر الالهية وأن تنفذ أحكام القرآن عليهم دون أي نقصان وأن تقضي على الفتنة وأن تتحاشي التعدي والافراط.
انني أطلب من الشعب العزيز وخاصةالمسؤولين والقوات المسلحة أن لاتشغلهم شاغلة عن الحرب المفروضة وأن يجعلوا الحرب نصب أعينهم وفي رأس أعمالهم لأن هناك أيدياً خائنة تريد صرفهم عن الحرب وأوكد للمشردين المظلومين في الحرب ألا يفقدوا الصبر والتجلد وأن يطمئنوا إلى أن خسائر الحرب سيتم التعويض عنها بإذن الله على يد الشعب والحكومة وأرجو من الشعب والحكومة ألا يبخلا بأي جهد في توفير حاجات مشردي الحرب إنهم إخوانكم واخواتكم وأولادكم الذين شردوا من ديارهم على أيدي عملاء أمريكا. وأتضرع إلى الله تعالي أن يساند الشعب الإيراني بامداداته الغيبية وأن يقطع أيدي أعداء الإسلام عن بلادنا الإسلامية وأن يزرق بلادنا الإسلامية النصر المحتم في جميع الجبهات، والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج15، ص:210
1- لقد ألقي السيد احمد الخميني نجل الإمام الخميني نص النداء على الحشود المجتمعة لصلاة الجمعة بجامعة طهران.
2011-06-06