يتم التحميل...

المناسبة: عشية انتخابات رئاسة الجمهورية

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 88

التاريخ: 2 مهر 1360 هـ ش/ 25 ذي القعدة 1401 هـ ق/ 24 أيلول (سبتمبر) 1981 م‏
المكان: طهران جماران‏
المخاطب: الشعب الإيراني‏

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعب الإيراني المجاهد الملتزم:

إن الجمهورية الإسلامية جاءت نتيجة لجهادكم المضني وتضحياتكم الخالصة ولأبنائكم الأماجد وشهدائكم العظام.

أنتم الذين أنقذتم بلادكم الغالية من أسر السلاطين والنظام الشاهنشاهي الظالم وأزلامة السفاكين بالاعتماد على قوة الإيمان والالتزام بالإسلام. وأنتم الذين حررتم بلادكم بثورة عظيمة من سيطرة القوى الكبرى وبخاصة أمريكا الماكرة الناهبة للعالم مثل المجاهدين الملتزمين في صدر الإسلام.

لقد قمتم بإحياء الإسلام العظيم وتجديده بعد أن كاد أن يمسه انحراف المنحرفين والمنافقين وكادت أحكامه التقدمية تستبدل بأحكام يرتضيها الجاهلون وكادت قوانينه المسلم بها والمنصوص عليها في القرآن الكريم يطويها النسيان وصمدتم أمام الهجوم العسكري والدعايي الشاملين وقد اختصرتم مسافة الطريق الذي يحتاج إلى مائة عام خلال سنتين أو ثلاث وكسحتم جميع العراقيل الموجود في الطريق وأسستم الجمهوريه الإسلامية بجميع موسساتها ومنحتم بلادكم وثقافتكم حياةجديد مشرقة. عليكم أنتم الكرام اليوم كذلك أن تحرسوا هذه الثروة العظيمة والأمانة الالهيةالتي سُلّمت اليكم بدماء أولياء الله الأكارم ومجاهدي الإسلام الكرام وأبنائكم الأعزة الأبطال وأن تسعوا في سبيل حفظها وصيانتها بكل القوى نساء ورجالا وصغاراً وكباراً بجهادكم الشجاع المستمر فلا تسمحوا للشك أن يدب في نفوسكم من خلال دعايات المفلسين الواسعةالتي تدل على عظمة الثورة الإسلامية وتدل على خوفهم وخوف السلطويين والناهبين وسيروا على دربكم بحماسكم والتزامكم واطمئنوا إلى أنكم مرفوعو الراس منتصرون في العالم وأنكم مكرمون عند الله تعالي والإسلام وأوليائه الكرام. وإننا إذ نتجه نحو صناديق الانتخابات لاختيار رئيس للجمهوريه بعد أن فقدنا جندياً كبيراً ورئيساً خادماً ملتزماً مثل الشهيد رجائي على الشعب الكريم أن يثبت صموده ومقاومته للخالق وصاحب الإسلام وللعالم وأمام عيون الأعداء والمغرضين المحتارة. حيث‏ استهدفوكم بالتهم المختلفه مشككين في وفائكم أنتم الأحباب الملتزمين بالجمهورية الإسلامية لها، عليكم أن تتجهوا نحو الصناديق كامواج هادرة وبحر متلاطم في صفوف متراصة بكل حماس وبتلاحم الأمر الذي يناط به حفظ سمعة الجمهورية الإسلامية والشعب الشريف. واختاروا شخصاً ملتزماً بالإسلام خادماً للشعب والبلاد مدافعاً عن المستضعفين للمستضعفين بعيداً بأمر الدين والدنيا بصيراً عن الاتجاه نحو الشرق والغرب والمدارس المنحرفة وصاحب الرؤيةالسياسية. إن المشاركة في الانتخابات لا تعد اليوم واجباً اجتماعياً ووطنياً فحسب بل هو واجب شرعي إسلامي والهي والهزيمة فيه هزيمة للجمهورية الإسلامية التي يعد حفظها من أكبر الواجبات والفرائض على جميع الناس وإن أي شاكّ في ذلك هو من وساوس الشيطان بل هو من عملاء الشيطان الأكبر.

على الاخوة والأخوات أن يتعاملو مع القضايا بنظرة إسلامية سياسية وبوعي كبير وأن يتجنبوا وساوس المنحرفين والمخالفين للإسلام وأتباع سياسة الأجانب إذ يريدون بأية وسيلة تقويض أركان الجمهورية الإسلامية ويستغلون كل فرصة واهمين الوصول إلى أهدافهم حتى لايسمحوا لكم بالمشاركة في هذا الأمر الحيوي الذي ترتبط شخصيتكم وسمعة بلادكم به.

إنني أطلب من العلماء الكرام وأئمةالجمعة وأئمة المساجد المحترمين والخطباء والمتحدثين الملتزمين في أرجاء البلاد أن يُطلعوا الشعب الشريف على أهمية هذا الأمر الحيوي المصيري وأن يرشدوه إلى واجبه الشرعي. كما أرجو الكتاب والمتحدثين والمثقفين والأساتذة المحترمين والمعلمين والعلماء في البلاد في أي اتجاه أو مجموعه كانوا أن ينتبهوا إلى أمرهم وهو أن هذه الجمهورية الإسلامية التي هي حصيلة أتعاب الشرائح العظيمة المتعبه المظلومةلو أنها مُنيت بالهزيمة فعليهم ألا يظنوا بأن حكومة اكثر التزاماً واكثر اشفاقاً على الناس واكثر وطنية واكثر اسلامية ستحل محلها وأن يعلموا علم اليقين أن حكومةغربية أمريكية مائة في المائة أو شرقيةشيوعية ستحل محلها على يد إحدي القوتين الكبريين وإن كانت قوميه اسلامية في ظاهرها.

بناء على ذلك فإن أي عرقلةللأمر أو اللامبالاة فيه ستعني تقريب البلاد من أحد القطبين الناهبين للعالم وهدر دماء الشباب وجهود الشعب المضنية.

و أطلب من المجامع الإسلامية في أرجاء البلاد أينما كانت أن تطلع من يرتبطون بها على أهمية هذا الأمر على أمل أن يوفق الله الأمة الإسلامية لتعمل اكثر فأكثر لتقدم الأهداف الإسلامية وأن يرزقنا جميعاً توفيق الخدمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج15، ص:220

2011-06-06