يتم التحميل...

الموضوع: واجب المسؤولين في النظام الإسلامى وضرورة تصفية العناصر غيرالصالحة

خطاب

الحضور: محمدعلى رجائى (رئيس الجمهورية)- محمدجواد باهنر (رئيس الوزراء) وأعضاء الحكومة

عدد الزوار: 144

الزمان: 31 مرداد 1360 هـ. ش/ 21 شوال 1401 هـ. ق‏
المكان: طهران جماران‏
الحضور: محمدعلى رجائى (رئيس الجمهورية)- محمدجواد باهنر (رئيس الوزراء) وأعضاء الحكومة

بسم الله الرحمن الرحيم‏

لقد القى السيدان رجائى وباهنر في البدء كلمة عن وضع الحكومة والشؤون الجارية للبلاد ثم تحدث الإمام الخميني قائلا:إن ما قلتم أنتم والسيد رئيس الوزراء كله صحيح وإننى أرجولكم التوفيق في هذه المهمة إن شاءالله، ولكن الناس يريدون العمل بدل تقديم الطروحات لا عذر لديكم انتم ولا عذر لدينا نحن.

مقارنة بين مسوولى الأتطمة السابقة والنظام الحالي‏
لقد كان هناك أعذار طوال الفترة التى مضت وهي أعذار حقيقية لقد أدى الناس واجبهم تجاه الجمهورية الإسلامية إلى الآن وقاموا بواجبهم فالعيب فينا وعلينا أن نجيب على الناس لقد صوت الناس للسيد رئيس الجمهورية بذلك الحماس وكان تصويتاً حقيقياً لأنهم يعتبرون السيد رئيس الجمهورية منهم ليس هو ممن يتكبر. إننى أذكر كثيراً من الحكومات، أتذكر حكومة خمين التي كانت ضيعة، وكذلك حكومة الولايات الثلاث التى كان مركزها كلبايكان ولماكان يتحرك الحكام كان يمشى أحدأمامهم وبيده عصا وكان حواليه بعض الأشخاص وكانت لهم أبهة وعظمة، ولكن عملهم كان كله ظلماً وكان كله اعتداء على الناس وكانت تلك الأبهة والعظمه كلها لإيذاء الناس لقد كنت طفلًا عندما كان يحكم كلبايكان أحد الشرّيرين، لقد سحبوا ذات يوم أحدكبار التجار واكثرهم تديناً من الغرفة التى كان جالساً فيها فاتوابه إلى الساحة ثم ربطوا رجله وبدأوا بضربه وذلك لكلام خشن جرى بين الحاكم وبينه ونحن كنا في الخارج ولم نعرف ماذا كان حديثهم كان هو يشاهد، هكذا كان الوضع وفي العهد اللاحق لذلك العهد لم يكن الوضع هكذا بل كان أسوأ. ويقال اليوم ماذاحدث؟ ماذا جرى؟ إنهم لايعلمون ماذاجرى أم‏ أنهم يعلمون كل شى ولكن يتخابثون. إن هذا الرجل رئيس الجمهورية وذاك السيد رئيس الوزراء وذاك السيد وزيرالداخليه وبقية السادة هم في سائر الوزارات ليس لديهم ماكان في حكومة خمين في ذلك العهد فكيف ءاذاقورنوا بعين الدولة 1وغيره ممن كانوا يعملون كل شئ.

لقد حدثت هذه الأشياء لقد كان أمثال عين الدوله أينما كانوا يكوون الناس بعذابهم ويمارسون ألوان الظلم وكانت تلك حكومات مؤجّرة بحيث أن من كان على رأس الحكومة في طهران يُقطع أحدهم خراسان ويُقطع الثانى اصفهان وكان يأخذ منهم الأموال حسب استطاعتهم وكان هو حراً طليقاً هناك فلما كان يدفع في ذلك الوقت عشرين ألف تومان مثلًا وهو مبلغ كان يعادل مليونين أو ثلاثه ملايين مما لدينا اليوم- فكان يجب أن يحصل هو بنفسه على عشرين ألف تومان أيضاً فكلما كان الناس يريدون أن يشتكوا لم يكن أحد ليسمع شكواهم.

فذلك الحاكم كان عليه أن يدفع عشرين ألف تومان وأن يكون فعالًا لما يشاء.
كلما كان الناس يشتكون كان لا يجديهم شيئاً فلذلك يئس الناس من أن يشتكوا فكانوا لا يرفعون الشكوى لأحد.

تثمين تضحيات الشعب من خلال تقديم الخدمة لهم‏
لقد أصبح الوضع اليوم وضعاً إسلامياً، اي ان المسوولين من الناس ومن داخل المجتمع ويريدون العمل للمجتمع وجميعهم مسلمون ملتزمون بحمدالله ويريدون أن يخدموا. طيب، إن هذا كله صحيح ولكن يجب أن يظهر شي‏ء إيجابي عملياً.
لقد تعب الناس في هذه الفترة وعانوا وفي الغالب قاموا بالتضحيات ولا يتوقعون شيئاً كثيراً ولكن الإسلام يتوقع مناأن نودي واجبنا. إن الناس ضحوا بأنفسهم وأولادهم وشبابهم لكنهم مع ذلك صوتوا لكم وصوّت مندوبوهم للسادة الوزراء وهم اختاروا مندوبيهم في البرلمان إنهم قاموا بعملهم.
وللإنصاف أقول إن من قام بواجبه منذ بداية الثورة وإلى اليوم بشكل صحيح هو الشعب لقد قام بواجبه مائة في المائة. لقد رافق الحكومة في جميع المشاكل.

أين تجدون بلاداً تحدث بها الحرب فيشترك الناس في الحرب يعدّون العدة لها خلف الجبهات إنها نماذج ينحصر وجودها في الإسلام، فالناس لكونهم مسلمين ملتزمين بالإسلام قد رأوا من واجبهم أن يحفظوا بلادهم وأن يخدموا السادة. والآن بعد هذه الجهود التي قام بها الناس وبعد هذه التضحيات التى قدموها جاء دور السادة لا لكي يعوّضوا عنها- فإن الناس لم يعملوا هذه الأعمال طلباً لشي‏ءٍ- ولكن الضمير يقضي بأن تكون الأعمال لصالح البلاد ولصالح الإسلام ولصالح هذه الجموع وبخاصة الفقراء الموجودين في أرجاء البلاد. يجب أن تتعاونوا ولا يكون الآمر بشكل- مثلَا- يجلس رئيس الجمهورية ويحيل الأمور إلى أعضاء الحكومة وإن ليس الأمر كذلك فإن السيد رئيس الجمهورية من أبناء الشعب فالبلاد بلاده وهو يقوم بواجبه.

إن جميع الوزارات إذا رأت من اللازم فلتتعاون فيما بينها ولتساعد بعضها بعضاً إنهم ليسوا أجانب حتى يعرقلوا أعمال البعض بحيث أن أحدهم يعرقل عمل الآخر ولايساعد الآخر. فالناس مستعدون إذا ما رأوا مشكله أن يعملوا. فالدور دوركم لكي تودّوا هذا الواجب تجاه الناس الذين جاؤوا بكم إلى هذا المنصب عليكم أن تودّوا هذا الدين الذي على عاتقكم.

إصلاح الوزارات والسفارات وتصفية العناصر غيرالصالحة منها
إن إحدي المسائل المهمه هي مسأله الأشخاص الموجودين في الوزارات حيث أن بعضهم ليسوا لا يقدمون الخدمة فحسب بل يعرقلون أيضاً.وهذا موجود الآن. فهناك مجموعات من هؤلاء لاتفكر إلّا في أن تنال مبلغاً أو راتباً شهرياً ثم يعترضون قليلًا على الأوضاع ويعرقلون ثم يذهبون إلى منازلهم. إن أمثال هؤلاء يجب أن تتم معرفتهم وتنحيتهم والتعامل معهم بالتدرج حسب ما ترونه صحيحاً.

طبعاً إن عمل السفارات عمل مهم. فمنذ تأسيس الجمهورية الإسلامية ذكّرت السادة الذين تم تعيينهم كوزراء للخارجية الواحد تلوالآخربأن هذه السفارات يجب أن تتم تصفيه عناصرها. ويجب إصلاحها فالذين ذهبوا وعادوا يقولون بأن أمور هؤلاء كالسابق لم تتغير، فقد جاء ني قبل فترة أحدهم وأخبرني بأن أمورهم كالسابق وقد يلاحظ أحياناً بعض التغيير.

إن هذه السفارات هي سمعة بلادنا الإسلامية فإذا كانت الأمور هنالك سيئة فإن الناس في الخارج ينظرون اليهم فعندما شاهدوا أن سفارة لا تنطبق على حكومة إسلامية وعلى الإسلام وانهم في حالة طاغوتية سيقيسون على ذلك بأن الأوضاع كذلك في الداخل ولا تختلف عنها في الخارج.

فإحدي الأمور المهمه هي هذه- وهي طبعاً على عاتق السيد وزير الخارجية- أن يقوم بهذه الأعمال وأن يكون جادّاً في هذا الأمر. أما قضية وزارة الإرشاد فهي من القضايا المهمه ففي وزارة الإرشاد يجب أن يتم إرشاد الناس ويجب أن يتم تبليغ الإسلام ويجب عليهم أن يعملوا بالقضايا التي تروج للإسلام وتبلّغ له وفي جميع الوزارات، فوزارة الداخليه من الوزارات الكبيرة ويرأسها بحمدالله السيد مهدوي2 الذي نكنّ له الحبّ منذ القديم وإلي الآن وإلي المستقبل، فعليه أن يعمل بنشاط أكثرفاليوم لا يوجد لديكم عذر بأن تعتذروا أنني كنت أريد أن أعمل ولكن فلاناً قد منعني فقديماً كانوا يعتذرون بأننا لم نتمكن من أن نأتي بوزير للخارجية وفعلًا كانت إحدي المصائب أن وزارة الخارجية لم يتم إصلاحها حتى النهاية وكانت تتم عرقلة سائرالأمور أيضاً فالأمور بأيديكم وعليكم أن تخدموا هذا الشعب وأن تعتبروا أنفسكم خداماً لهذا الشعب إذا خطر ببالكم بأنني وزير ويجب أن يسمع الناس كلامي فاعلموا بأن الإصلاح لم يشملكم فلو خطر ببالكم أو خطر ببال رئيس الجمهورية بأنني أكبر مسؤول في البلاد وما شابه ذلك فمعني ذلك أنه لم يصلح.

إن خطرات كهذه من الشيطان حتى ولو خطر بباله ذلك ولم يعمل به، وكذلك فإن جميعكم خدام لهذه البلاد وخدام لهذا الشعب.

وعليكم أن تقوموا بتصفية هذه الوزارات عملياً، تعبيراً عن الشكر لله على قطع أيدي المعتدين من هذا الشعب والقضاء على النظام الملكي المنحوس الذي كان منذ البداية غير صحيح وكذلك لأن بلادكم بأيديكم فأنتم من الشعب ومع الشعب فانظروا إلى اولئك الذين يريدون عرقلة الأمور بحيث يسخطون الشعب- فهناك من يريدون إسخاط الشعب- فإن عليكم أن تقوموا بتصفية هذه العناصر وإن كان نيل رضا الناس في جميع الأمور أمراً مستحيلًا، فإذا كانت هناك التصفية فإن تلك العناصر التي تمت تصفيتها ستكون ساخطة وكذلك أصحابها فأنتم جميعاً فكّروا في أداء الواجب الشرعي الملقي على عاتقكم في أي منصب كنتم فعليكم أن تخدموا بهذا المنصب فالمنصب وسيلة لأداء الخدمة فهو بنفسه ليس مهماً فإذا ماخدمتم الناس فإن المنصب يكون جيداً وإلّا فهو ليس شيئاً.

إنني أدعوالله أن يوفقكم إن شاءالله وأن يؤيدكم، فإن حكومة سليمة وطيبة بهذه الوجوه النيرة لم نشهدها أبداً، وأرجو أن يشرق نورالله عليها وأن تهتم الحكومة بالناس وبخاصة الشريحة المستضعفة التي يجب الاهتمام بها في جميع الشؤون مع مراعاة الموازين الإسلامية والشرعية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

*صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 107


1- عبدالمجيد ميرزا عين الدولة من أبناء الملوك القاجاريين وكان رئيساً للوزراء في قترة من حكم مظفرالدين شاه القاجاري وكان رجلًا مستبداً جداً.
2- السيد محمد رضا مهدوى كني وزير الداخلية في حكومة الشهيد باهنر

2011-06-05