الموضوع: وحدة وتلاحم الشعوب المستضعفة تجاه القوى الكبرى- تنامي الوعي الشعبي
خطاب
الحضور: شرائح الشعب المختلفة المسلمون الباكستانيون من منظمة الإمامية
عدد الزوار: 161
التاريخ 10 شهريور 1360 هـ.. ش/ 2 ذي القعدة 1401 هـ.. ق
المكان: طهران حسينيه جماران
المناسبة: استشهاد محمدعلى رجائي (رئيس الجمهورية) ومحمدجواد باهنر (رئيس الوزراء)
الحضور: شرائح الشعب المختلفة المسلمون الباكستانيون من منظمة الإمامية
بسم الله الرحمن الرحيم
تلاحم مسلمي العالم ومستضعفيه أمام القوى الكبرى
إنني أحذر الشعب الإيراني والشعوب المستضعفة في العالم من الأمور التي تخطط ضد الإسلام، إذ كلما زادت هذه التخريبات فإن أبعاد التلاحم يجب أن تزداد بين الشعوب المستضعفه ومستضعفي العالم.
و الأساس هو أنّ المستكبرين في العالم وكلَّ من كانوا يستغلون هذه البلاد المستضعفة قد أحسوا بالخطر ولكونهم اعتبروا أن إيران منطلق لنهضةالمسلمين والمستضعفين العامةفإنهم قد عبّأوا جميع طاقاتهم ضد إيران سواء في أمر الدعاية ضدها أو في القيام بالتخريبات. وعلى جميع إخواننا في أنحاء العالم- وكما قيل لي يوجد هنا جمع من إخواننا من باكستان على جميع الإخوة في الإيمان حيث أن الله تعالي يعتبرهم اخواناً أن يعلموا أن توجيه أي صدمةلبؤرة المعارضه للقوى الكبرى (ايران) سيودي إلى انزواء الإسلام لسنوات طويلة. ولأن جميع إخواننا في الإيمان يحبون الإسلام في كل مكان وقد اختاروه نهجاً للحياة في هذا العالم ويعتبرونه قاعدتهم الوحيدة، فإن عليهم الانتباه إلى أن جميع القوى في العالم قد عبّأت طاقاتها في المستويين الإعلامي والتخريب العملي والهجوم العسكري لإجهاض هذا الفكر الذي انطلق من هنا لقطع أيدي المستكبرين الشرقيين والغربيين في العالم ومنعه من الانتشار إلى الأماكن الأخري خوفاً من أن يُمنعوا من نهب ثروات المناطق المختلفه كما قطعت أيديهم من ثروات ايران وانتهت سيطرتهم الشاملة عليها.
لابد لاخواننا المسلمين أينما كانوا وفي أي بلد يسكنون بل على جميع مستضعفي العالم الذين سحقوا تحت سيطرةالقوى الشيطانية وتحت أقدام القوات العسكرية للقوى الشيطانيه، أن ينتبهوا وأن يجهزوا أنفسهم كما جهز الأعداء أنفسهم لقمع هذه الثورةالإسلامية في ايران لخوفهم منها، وأن يحفظوا هذا المنطلق الذي انطلقت منه فكرة الثورة.
إن أي ضعف أو هزيمة- لاسمح الله- لايران التي انطلقت منها فكرة مناهضة القوى الكبرى ومناهضة جميع شياطين العالم سيكون بمثابة هزيمة لجميع مستضعفي العالم وهزيمة للاسلام في جميع البلاد الإسلامية. وإذا ما بقيت هذه القدره التي منحها الله تعالي لهذا الشعب حيث استطاع من خلالها أن يستخف بجميع الامكانيات التي كانت مجهزة ضد الشعب ويبطل مفعولها جميعاً وأن يقطع أيدي الناهبين عن ثرواته فإن الأمل يحدونا بأن يتم ذلك في جميع البلاد الإسلامية وجميع مناطق العالم التي يوجد فيها مستضعفون يرزحون تحت سيطرة المستكبرين.
عدم تبعية الثورةالإسلامية لقوة أو فئة معينة
إذا ما نظر المحللون في الداخل والخارج بدقة فإن إيران قد قامت بعمل لايوجدله مثيل في التاريخ. إن جميع الثورات في التاريخ كانت تابعةللشرق أو الغرب كما أن جميعها شهدت مشاكل شتي في طريقها إلّا أن الثورة الإيرانية ثورة غير تابعة لأحد وليست ثورة حكومية ولا انقلاباً عسكريّا ولا ثورةحزبية إنها ثورةقومية تستند إلى الإسلام إنها إسلامية تشبه الثورات التي حصلت على أيدي الأنبياء عبر التاريخ حيث لم تكن تابعة لأحد إلّا لجهةواحدة هي مبدأ الوحي والاتصال بالله تبارك وتعالي لقد كان طريق إيران منذ بدايات الثورة حيث تم وضع أساسها طريق الأنبيائ وكان منهجها مستقيماً لا شرقياً ولا غربياً بل كانت الغاية جمهوريةإسلامية، ولايزال شعبنا سائراً على هذا النهج وكلما حصلت المصائب والأحداث المريرة فإن هذا النهج الاسلامي يحتفظ به هو يسير إلى الأمام ويزداد قوة. وكلّما يظهر بعض الفتور والضعف في صفوف الشعب فإن الله تبارك وتعالي يُحدث أمراً بارادته يؤدي إلى ازدياد صحوة الشعب وقوته وانسجامه.
تنامي الالتزام والصحوة عند الشعب في مواجهة الاغتيالات
لاشك في أن الأحداث التي حدثت خلال هذه الثورة وبخاصةفي الشهور الأخيرة تبعث على الحزن والأ لم لشعبنا إذ يمثل كل واحد ممن نفقدهم ذخيرةلبلادنا ولإسلامنا. إن كل واحد من هؤلاء رجال يساوون لوحدهم حشودا من الناس وانهم ملتزمون بالله ومتجهون نحوه. إن اولئك الذين استشهدوا في السابع من شهرتير وإن هؤلاء الذين استشهدوا في الفتره الأخيرة كان لجميعهم أهمية كبرى عند الشعب وكانوا خادمين لهذا الشعب ويساوون عدداً كبيراً من الناس بالإضافة إلى كونهم ملتزمين ومعتقدين بالإسلام. ولكن رحيل هؤلاء سواء كان رحيلًا جماعياً أم فردياً فإنه قد زاد هذا الشعب قوة وانسجاماً ووعياً واطلع الشعب على أهداف القوى الكبرى المشوؤمه وكذلك على الأهداف المشوؤمة لهؤلاء الطفيليين الذين يعملون لها.
إن هؤلاء الأدعياء الذين كانوا يزعمون أنهم فدائيو الشعب ومجاهدوه فإن شعبنا أدرك أنهم مجرمون ضد الشعب يعملون لصالح القوى الكبرى ولذلك عندما حكم على بعض قادتهم قبل الثورةبالإعدام فإن القوى الكبرى منعت ذلك. وعندما انهزموا هنا وهربوا إلى خارج البلاد فإن الحكومات والقوى الكبرى وأجهزه الاعلام قد قامت بدعمهم بشكل شامل. ودافعت عنهم على حساب إيران وأبقت عليهم في تلك البلاد. وقد أثبت ذلك لشعبنا أن مزاعم هؤلاء المبنية على حل مشاكل إيران واستقلالها وتقديم الخدمة لها كانت مزاعم لا أساس لها وقدتم فضحهم في منتصف الطريق وقد سبّيوا بأنفسهم في تسفيه ما قالوه طوال هذه الفترة. وأبطلوا كل كلام تحدثوا عنه طول السنوات الأخيرةوبذلك قد حفروا قبورهم بأيديهم ولم تبق لهم سمعة بين الشعب، وكلّما تزداد الدعايات الأجنبية لصالحهم فإنّ سمعتهم تزول أكثر فأكثر. ويفتضحون أكثر فأكثر كلما يقومون بارتكاب التخريبات في داخل البلاد أو يقومون باغتيال أحباب هذا الشعب أو يحرقون ويدمرون البيوت على رؤوس أصحابها وكل ذلك يودي إلى ازدياد وعي هذا الشعب.
إن شعبنا شعب واع ملتزم بالإسلام لايمكن أن تترك الدعايات المغرضة من قبل جميع البلاد الأجنبية المعادية للاسلام أدني تأثير في هذا الشعب. وآمل ألاتترك تأثيراً في سائر الشعوب أيضاً.
وتأتي هذه الأبواق التي ينفخ فيها ضد بلادنا وثورتنا الإسلامية لأنها تخاف من انتقال هذه الثورة إلى أماكن أخري الأمرالذي جعلهم في حالة الخوف والهلع وإنني أرجو أن تستيفظ هذه الشعوب وأن تنتبه إلى أن جميع الدعايات تهدف إلى خنق الإسلام هنا ومنعه من التطبيق في أماكن أخري حسب مفهوم "لاشرقية ولاغربية". لذلك فإنّ شعبنا واقف بعزيمة وصمود وقوة وصلابه للدفاع عن مصالح الاسلام وإن استشهاد أي شخصية لايترك أدني تأثير على هذا الشعب إلّا أن يزيده انسجاماً وقوة من الجانب المعنوي كما كان الأمر عليه في صدر الإسلام حيث أن استشهاد اولئك الملتزمين كان يؤدي إلى ازدياد قوة جيش الإسلام ليواصل زحفه. ولكون شعبنا لا يتجه إلّا نحو الإسلام وقد توجه نحو الله تعالي ويسير على نهجه فإن هذه الأمور المادية التي تثبط عزيمة الآخرين لن توثر عليه. وستزول هذه الأعمال القذره والتخريبات التي تحدث في إيران، بقدرةالشعب وعلى يديه من خلال الترتيبات القانوية.
مرعاة الموازين الإسلامية والقانونية في معاملة الأسري والمساجين
إنني أود توجيه كلمة للمحاكم الموجودة وجميع المعنيين، حول موضوع ألا وهو أن الأعمال الشريرة التي تتم في البلاد مثل هذا الحادث المؤلم الذي حصل لنا واستشهد فيه اثنان من خيرةشبابنا ومن خادمي البلاد «1»، يجب ألا تجعل هؤلاء يفقدون السيطرة على أحاسيسهم ويقومون بأعمال تتجاوز الحكم الالهي والقانون الإسلامي.
يجب ألا يؤدي الأمر إلى ممارسة العنف بحق الأسري والمساجين او القبض على من هم أبرياء- لاسمح الله يجب على المسلمين العمل بالهدوء والتؤدة دون وجل واضطراب كما يريد الإسلام وأن يستمروا في عملهم وأن يعاملوا الأسري معاملةطيبة وأن يعاملوهم حسب مقتضيات القوانين الإسلامية وألا يعملوا عملًا بالغضب والاستعجال وأن يكون تعاملهم معهم على أساس الرزانة والطمأنينه حسب الأسس القانونية والإسلامية. ويجب ألا يؤدي استشهاد أعزّائنا إلى معاملتهم معاملةقاسية فوق ما يستحقون.
إن معاملةالمساجين طيبة وأرجو أن تكون أفضل وإن معاملةالأسري كانت جيدةو هي اليوم جيدة وأرجو أن تكون أفضل في المستقبل. وعلى المحاكم أن تواصل أعمالها بكل قوة. وعلى الشعب أن يزداد انتباهه إلى الأمور وأن يهتموا بهؤلاء المتآمرين وأن يخبروا المحاكم ومسؤولي الشرطةعنهم. وعلى هؤلاء أن يعاملوهم معاملة قانونية إسلامية وأن يعاقب
ا المفسدين على أعمالهم وأن يطلقوا سراح الأبرياء وأن يكون التعامل على أيه حال تعاملًا إسلامياً.
لأن هذه الجمهورية إسلامية ويجب أن يكون التعامل مع من ثبتت عليه جريمة القتل تعاملًا إسلامياً وإن كان عقابهم يتم بقوة دون هوادة، ولكن يجب أن يكون العقاب المحدد دون الاعتداء عليه أكثر مما يستحق وإنني أرجو من الله تبارك وتعالي أن ينقذ هذه الأمة من شرور الأعداء وأعداء البشرية والإسلام هذه الأمة التي عانت الظلم عبر التاريخ وتريد الخلاص من الظلم والاضطهاد والخلاص من ظلم القوى الكبرى وهي تعاني من هجوم القوى الكبرى عليها ومن بقية الطفيليين وأن يوفق الله الجميع، ويوفق المسلمين في العمل الدقيق بأحكام الإسلام، وأن يطرد مخالفي الإسلام من الساحة.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج15، ص: 127
2011-06-05