يتم التحميل...

الموضوع: المنجزات التي حققها الاستشهاد ومصائب حقبة الثورة

خطاب

الحضور: الخامنئي السيد على (الأمين العام للحزب الجمهوري الإسلامي) وأعضاءالمجلس المركزي للحزب الجمهوري الإسلامي.

عدد الزوار: 146

التاريخ صبيحة 17 من شهريرو 1360 هـ ش/ 9 ذي القعدة هـ ق‏
المكان: طهران جماران‏
الحضور: الخامنئي السيد على (الأمين العام للحزب الجمهوري الإسلامي) وأعضاءالمجلس المركزي للحزب الجمهوري الإسلامي.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

منجزات الشهادة وما حققته مصائب عهد الثورة
قد أجدني أفكّر في الأشياء التي حصلنا عليها إزاءما فقدناه منذ بدايةالنهضة التي انطلقت في الخامس عشر من خرداد وما حصل بعد ذلك من أحداث وهل كسبنا شيئاً أم لا؟ فمثلًا عندما شكل اجتماع مصغر لمعارضة ما حصل في ذلك الوقت فلوكان الشاه المخلوع يحسن معاملتنا آنذاك لما كانت تحدث الثورة وإذا كان يقبل فإن كثيراً من القضايا الكبيرةلم تكن موجودة عندنا.

فلو كان يقبل المتطلبات كان مخالفوه يضعفون وما كان الأمر لينتهي إلى هنا. إن تلك التشديدات التي ظهرت منهم حيث لا أستطيع ذكرها كلها على حدة، وهي كثيرةجداً إزاء تلك الضغوط والشتائم التي كانوا يوجهونها خاصةأمام بعض السادة. طبعاً أنا لم أسمح لهم ولكنهم قد حضروا مرة وأظنهم جاؤوا في الوقت الذي أبرق المرحوم السيد الحكيم 1 حيث كانوا يريدون منع الجواب أظن الأمر في ذلك الوقت أو قبله- لقد قيل لي بأنهم عدة أشخاص يريدون زيارتكم من قبل النظام لكنني قلت بأنني لا أريد مقابلتهم لأن هؤلاء أناس إذا حضروا إلى هنا وتحدثوا معي سيكذبون بعد أن ذهبوا لذلك إنني لا أقابلهم.

ولكنهم قابلوا بعض السادةالآخرين وكان ذلك السيد 2 الذي قابلوه قد حضر عصر ذلك اليوم إلى مذعوراً وقال بأنهم أتوا ويقولون باننا سنها جم منازلكم إذا رددتم على السيد الحكيم وسنفعل كذا وكذا بكم وبنسائكم وغير ذلك من كلام الأرذال وكان يسأل عما يجب أن نفعل. قلت له هل صدّقت كلامهم. قال: ماذا يجب أن نعمل؟ فقد قمت في نفس اللحظة ورددت على السيد الحكيم. لو كان هؤلاء في ذلك الوقت يحسنون معاملتنا لما كان بالإمكان أن نستفيد جيداً ولم يكن الأمر ينتهي إلى هذه المسائل لولم يحدث حادث الخامس عشر من خرداد وتلك المجزرة الفظيعة والظلم العظيم ولكن أي حادث حدث كانت به فائدةقطعية. لو لا حادث السابع عشر من شهريور ولو أنهم سمحوا للناس بأن يقولوا ما يريدون لما كان الأمر ينتهي إلى ذهابهم ولو كانت الأمور حسب رغبتهم لما كان كثير من الأمور المهمه ليحدث أصلًا. ولو أن الشاه كان يقول أنني مستعد للعمل على أساس الدستور فما كانت هذه الأمور تحصل. ولكن الشرور التي أظهروها أدت في المقابل إلى السقوط إلى سقوط النظام الشاهنشاهي الذي حكم 2500 عامٍ فقي كل حادثة أدت إلى توجيه بعض الضربات إلينا استطعنا أن نستفيد استفادةكبيرة. انظروا، عند ما كان السيد البهشتي حياً لقد صوّروه بشكل آخر وخلقوا وضعاً سيئاً بحيث أن الناس كانوا يتظاهرون ضده في الشارع وكانوا يتحدثون دون أن يعلموا الأمر. لكن استشهاده أدي إلى فائدةكبيرة لنا وهي أن ذلك الكلام كان كله انحرافاً وإن عملهم كان منحرفاً. وكذلك في جميع الأمور التي كان هؤلاء يريدون الاستفادةمنه فإننا استفدنا منه ولاشك في أننا تكبدنا خسائر كثيرة لكن الخسارة كانت للاسلام أي كان لدنيا هدف وغاية وكان هدفنا هدفاً إلهياً ومعنوياً. إن من فقد ناهم كانوا مهمين ولكننا فقدناهم في سبيل الهدف فإذا كانت الاستفادةللهدف فهي قيّمةجداً ولذلك فإننا استفدنا لهدفنا. هل تعلمون كيف كان وضعكم ووضع حزبكم بين الناس لولا حصول القضايا بهذا الشكل.

كانوا يصورونكم والحزب الحاكم بصورةمشوهة. وهم الآن يتحدثون في الخارج عن الحزب الحاكم ففي هذه الحاله كانوا يصورونكم تصويراً مشوهاً كمسؤولين على رأس الحزب، بحيث أن غير المطلعين من الناس كانوا يصدقونهم ويقولون بأن المسأله هي أن هؤلاء مشغولون باحتكار السلطة إن هؤلاء هم الذين يريدون كل شي‏ءٍ لأنفسهم وهم الذين يسيئون إلى الإسلام. كان بإمكانهم خلق هذه الأمور ولكنّ أي ضرر وُجّه إلينا فكإن بجانبه فائدة أكبر اي إننا كان هدفنا الأساس الحصول على نتيجه لأجل الإسلام إننا كنا نريد النفع للإسلام. لقد قتل حسب ما قيل- حوالي خمسةعشر ألف شخص من المسلمين في الخامس عشر من خرداد وكان ذلك قوة كبيرةللإسلام ولكنه كان منطلقاً لإسقاط نظام ظالم جبار عاش 2500 عام.

وكذلك السابع عشر من شهريور الذي يصادف اليوم فإن فيه تم توجيه ضربة إلى إيران وإن كثيرين كانوا يفكرون بأن الأمرقد انتهي ولكن الفائدةالتي‏ جناها الإسلام من ذلك هي نفس الفوائد التي كان يتم الحصول عليها في صدر الإسلام من مقتل سيد الشهداء سلام الله عليه إن من كانوا لايهتمون بالمسائل الروحية والمعنوية في ذلك الوقت كانوا يسالون لماذا جاء سيد الشهداء إلى هنا ولماذا أتي؟ طيب كان المقدسون الموجودن هناك يقولون لماذا ذهب؟ لماذا أخذ أطفاله معه؟ وفي البدايةكانوا يسألونه أيضاً لماذا تأتون بهؤلاء؟ ولكن استشهاد سيد الشهداء الذي كان مؤلماً جداً للإسلام إلّا انه قد قضي على نظام بني أميه وأسقطه لانه كان في سبيل العقيدةو الهدف ويخدم العقيدة. وفي أي وقت حصل حادث ما فإنّ الله تبارك وتعالي في هذه الحوادث التي حصلت‏لنا- قد أعطانا أشياء أكثر دون أن يحتاج الأمر إلى دعايات كثيرة للترويج له.

استشهاد الشهيد البهشتي وتبعاته‏
لقد رأيتم أن الناس قد تغيروا في صبيحة اليوم الذي استشهد السيد البهشتي والسبعون شخصاً من المظلومين بذلك الشكل المأساوي وقد تغيرت الأحادث كلها. إن من كانوا يهتفون ضده شعارات من صنع الآخرين حيث كانوا يقولون بأن هذا الإنسان كذا وكذا حيث كانوا يهتفون ضده فقد تغيرت الشعارات فجأة وعادت لصالحه أي لصالح الإسلام لقد كان حزبكم في الحالةنفسها من خلال وصفهم له حيث كان يوصف بالحزب الحاكم والمحتكر للسلطه وبأنه كذا ... وطبعاً فانني ما كنت أعرف جميع أفراد الحزب ولا أعرفهم ولكنني كنت أعرف من أسسوا هذا الحزب إنني ربيّت السيد الخامنئي إنني ربيّت السيد هاشمي ولقد ربيّت السيد البهشتي وقد رأيتهم منذ البدايه وحتي اليوم وكنت أعرف الكثيرين منهم وأعلم أنهم ليسوا محتكرين للسلطة بالمعني الذي يقوله هؤلاء. إذا كان الاحتكار بمعني أن يكون الإسلام ولايكون غير الإسلام فإننا جميعاً بهذا المعني محتكرون والإسلام كذلك وكان رسول الإسلام أيضا يقول: لا إله إلّا لله إنه حصر أي هذا وليس غيره ونحن نقول أيضاً الإسلام فقط ولا لغير الإسلام. فإذا كان الحصر والاحتكار بهذا المعني فإن جميع المسلمين محتكرون للحكم كما كان الأنبياء جميعاً محتكرين كذلك الله تبارك وتعالي محتكر أيضاً.


إن الاحتكار بهذا المعني صحيح. إن الحصر والاحتكار ليس أمراً فاسداً في حد ذاته بحيث نعتبر كل من يحتكر أمراً دون غيره فاسداً. إن الاحتكار الذي ينتهي إلى النفع المادي وإلى مصالح الفرد فإنه فاسد. طبعاً نحن وأنتم وأي واحد إذا كنا نريد الاستفادة الشخصية من دماء هؤلاء الشهداء الذين بذلوا دماءهم فإننا محتكرون بمعناه الفاسد. ولكني كنت أعرفكم وأرى أن الأمر ليس كذلك وأن مقصدكم هو الإسلام وكنت أقول أحياناً للأشخاص إن هذا ليس صحيحاً. على كل حال فإن استشهاد الشهيد البهشتي وهؤلاء السبعين شخصاً من‏ المظلومين قد غير الناس حيث انتهوا شيئاً فشيئاً، حيث إن بعض الأشخاص الذين كانوا يقولون مثلًا بعض الأشياء قد تراجعوا عن كلامهم وندموا ويظهرون ندمهم الآن ويتوبون وأصبح الأمر مثل قضيةالتوابين وكل حادث يحدث فإن نتيجته هذه.

رحم الله السيد قدوسي لقد كنت أعرف كيف هو، لقد اتهموه كثيراً بأنه يقتل الناس ويفعل كذا وكنت أعرفه وكان كثير الاحتياط حتى في الضرائب كان البعض يشتكون منه بأنه كثير الاحتياط في المصروفات بحيث إن المال الذي يجب أن يصرف لا يسمح بصرفه. ولكن عندما استشهد فإن البعض قد انتبهوا فجأةً وأدركوا بأنهم يقتلون أناساً مثله، إذا ما قتلنا هؤلاء وقتلوكم فإن ذلك لصالح الإسلام ونحن لانخاف ذلك وهذا يضرهم. لوكان هؤلاء يعملون على أساس العقل كما عملت بعض الجهات السياسية التي هي مثلهم- فإن رئيس الجمهورية كان الشخص نفسه والنواب هم أنفسهم وكانوا يستطيعون جرّ الجمهورية الإسلامية تدريجباً نحو المسائل الغربيةو كانت قبلتهم الغرب.

لكن الله تعالي قد شاء ألا يتمالك هؤلاء حيث كانوا لايفهمون السياسية وكانوا لايعرفون كيف يتعاملون مع الشعب لم يعرفوا هذا الشعب ولم ينتبهوا للإسلام. لم يكونوا يدركون ما معني الشعب المسلم ولذلك فقد استعجلوا الأمر وفضحوا أنفسهم. كل كلام رددوه قد فضحهم وأدي إلى تقويض بنيانهم إلى أن ثاروا حقيقة وبذلك اتضح أنهم بأيه جهات يتصلون وبماذا يرتبطون. وبذلك قضوا على أنفسهم بأنفسهم. إن الله تبارك وتعالي قد يجعل الأمر بحيث أن شخصاً يصرع نفسه بنفسه وهذا يشبه من كان جالساً على غصن شجره وكان ينشره بالمنشار.

و هكذا قضي هؤلاءعلى أنفسهم بأنفسهم وكان ذلك كله لمصلحتنا، بمعني أن الإنسان يدرك بأن الله تبارك وتعالي يهتم بهذا الشعب الذي لديه الشهادة في سبيل الله كما كان مهمتاً بالإسلام الذي قد توسع باستشهاد سادتنا الكبار، واليوم فإن اللطف الالهي يشمل هذه البلاد ويحفظ هذه البلاد والإسلام بأيدي هؤلاء ويفضحهم بأيديهم وإن الطريق الذي كانوا قد نهجوه لكي يحرفونا عن الطريق قدتم تدميره على أيديهم. إن ذلك من الأمور التي لا نستطيع نحن تدبيرها، فإن الله هو الذي يدبرها وإننا مرتبطون بالمبدأ الذي يعود إليه كل شي‏ء.

يأس الأعداء وبدء التفجيرات‏
إن ما أود قوله لكم إيها السادة هو أن هؤلاء كانوا يريدون إثارةالبلبلة منذ البدايه كما هو الحال عند الدول الكبرى إنها لاتأتي بشخص فجأة إلى هنا لكي يعمل فإنهم منذ أن خططوا لاستعمار جميع المناطق فقد صار لديهم مأمورون يظهرون مقدسين طيبين في مظهر القومية وفي زي جال الدين وفي جميع الأشياء لديهم مأمورون. حيث يفاجَأُ الإنسان بأن من كان يتحدث ثلاثين عاماً عن الشعب والناس فإنه يصبح مثل بختيار.

يجب عليكم أن تنتبهوا جيداً بحيث لايكون بينهم من هؤلاءأحدٌ فإنهم بإمكانهم أن يميلوا بجمع من الناس عن الطريق الصحيح ويمكنهم التحريف بالدعاية وبالتدريج وعندما يعجزون عن التحريف يمكن أن يلجأوا إلى التفجير. فإمّا الأنحراف وإما التفجيرات. إنهم يائسون اليوم من تحريف الشعب الإيراني فكل ما عمله هؤلاء جعل الشعب الإيراني يدرك بأنهم المنحرفون فكل كلام وكل عمل منهم كانت نتيجته ظهور انحرافهم وقد يئسوا اليوم من العمل السياسي الذي يستغلون من خلاله إيران كما أن أمريكا يائسة طبعاً فإن أمريكا لديها مخططاتها التي قد تشمل مائتي عام ولكن هؤلاء الذين يقومون بالأعمال الصبيانية فقد انتهي أمرهم وقديئسوا من جميع الجهات فهم كسنور مغلوب يصول على الأسد فعندما ييأسون يقومون بذلك.

إنهم يقومون بأعمال يائسة ويرون بأنهم ليسوا شيئاً يقولون: إننا غير موجودين فيجب ألا يكون هؤلاء موجودين أيضاً لقد قلت مراراً للسيد رفسنجاني بأن إحدي المسائل المهمةهي المجلس فهو كان مستهدفاً منذ البداية وحتي الآن ولذلك فإن عليكم أن تختاروا له حراساً من الذين تعرفونهم مائةبالمائة واعرفوا الذين يقومون بحراسةالمجلس فقد يكون حامي الإنسان حراميه ويسبب له كارثة صحيح إن كل ما حدث ومايحدث جميعه لصالح الشعب المسلم إلّا أننا نحتاج إلى كل واحد منكم فإن وجود كل واحد منكم ضروري لهذا البلد وإن رحيل كل منكم كارثة فمن رحل منكم كان رحيله كارثة وقد تمت الاستفادة منه وإذا ما رحلنا جميعاً فإن الأمر كذلك ولكن يجب أن نمنع حدوث ذلك إنني أسأل الله تبارك وتعالي سعادة السادة وصحتهم وآمل أن تكون جريدتكم 3 التي انتهت مشاكلها التي كانت موجودة قبل ذلك، جريدة تهدي الناس وتكون أسوة لسائر الجرائد ووفقكم الله بأن تكون جريدتكم جريدة إسلامية محترمة مفيدة للمجتمع الإسلامي والبلاد الإسلامية إن شاء الله تعالي‏.
و السلام عليكم ورحمةالله وبركاته‏

*صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 175


1- السيد محسن الحكيم من مراجع الشيعة العظام الذي طلب من الامام الخميني عبر رسالةالهجرة من قم إلى النجف ولكن الإمام لم ير هجرة العلماء في تلك الحقبْ عملًا مناسباً.
2- السيد كاظم شريعتمداري.
3-جريده جمهوري اسلامي الناطقةباسم الحزب الجمهوري الإسلامي وكان رئيس تحريرها السيد مير حسين الموسوي
.

2011-06-05