الموضوع: الاستقلال والحرية منوطان بحفظ الوحدة والتفاهم
خطاب
الحضور: أعضاء مجلس الدفاع الأعلى والقادة العسكريون
عدد الزوار: 138
التاريخ صبيحة 11 مهر 1360 هـ- ش/ 4 ذي الحجة 1401 هـ ق
المكان: طهران جماران
المناسبة: سقوط الطائرة التي كانت تقل القادة العسكريين
الحضور: أعضاء مجلس الدفاع الأعلى والقادة العسكريون
بسم الله الرحمن الرحيم
دعم الشعب والجيش لبعضهما البعض
اعزيكم بمناسبة استشهاد قادة الجيش، لقد حزنت كثيراً على هذا الحادث إن الجيش والحكومةاختلفا عن سابق عهدهما. على السادةأن يتشاوروا وليتعاونوا وأن يكونوا متفقين مع بعضهم البعض في تحقيق أهداف بلد الإسلام. على قادة الجيش أن يكونوا متفاهمين. إننا ابتلينا اليوم بالحرب وإن أغلب الدول تقريباً تتآمر ضدنا لايمكنكم أن تحفظوا استقلالكم وحريتكم من دون التفاهم. انظروا إلى الشعب كيف يدعمكم انظروا إلى الانتخابات لتعرفوا أن ايران صامدة، يمكن أن يطلق البعض في الخارج الترهات لكن الشعب يعيش الواقع ويراه إن الشعب هو الموجود في الساحة ويحب ألّا يحدث ما يودّي إلى زعزعةالشعب إن العالم يهتم بالشعوب، وعندما تشاهد الدول بأن شعبنا مستعد لكل شيءٍ وقد أثبت هذا الاستعداد حتى اليوم حيث إنّ والداً يرسل ابنه إلى الجبهة، وإن والدة تسلّم ابنها، فكيف يمكن أن تطمع الدول الأجنبية إن الحكومات تطمع في الحكومات الأخري دائماً. وهي تقوم بالهجوم أو الانقلاب العسكري عندما لايوجد الشعب في الساحة ولكن عندما يتواجد الشعب في الساحة فماذا هي فاعلةٌ.
و قد عُرف في هذه الحرب أن شعبنا ليس محايداً وإن شعبنا وجيشنا قويان ويستطيعان صون البلاد بشكل جيد. علينا وعلى جميع المفكرين أن نحفط انسجام الشعب إن الشعب مع الجيش اليوم وليس ذلك موجوداً في أي بلدٍ إن الجيش يقاتل في الجنوب والغرب ويتعاون معه الشيوخ والمسنّون من الرجال والنساءفي تلك الناحية من البلاد. ولايستطيع أحد خلق هذه الوحدةإلّا الله تعالي. على الجيش أن يكسب ود الشعب بعطفه عليه، إن دعم الشعب والجيش لبعضهما البعض سيصون البلاد وعند ذلك ستيأس القوى الكبرى أيضاً، وسوف يتركها اليأس عندما تستطيع أن تخلق الخلافات بين الشعب والحكومة والجيش إن عمل الحكومات
والمسؤولين هو الذي يؤدي إلى إبعاد الشعب عنهم عليكم بحفظ الوحدةلتظل بلادكم مستقلة وأن تبقوا شرفاء فلو أننا قنعنا بالخبز المعمول من الشعير أفضل لنا من أن نعيش في القصور الشاهقة وأيدينا ممتدة نحو الآخرين لحاجاتنا.
هذا ما يقتضيه الشرف إنكم تحررتم من النظام السابق وتقاتلون اليوم لأجل عزتكم وشرفكم. لذا عليكم بالتصالح. لا معني للأعلى والأدني في الإسلام وأنتم لكونكم تقاتلون لأجل عزتكم ورفعة بلادكم يجب أن تتضامنوا. يجب أن لايكون انفصال مثلًا بين القوة الجوية والقوة البرية. هناك شعب واحد وبلاد واحدة واسلام واحد يعاديه العالم بأسره، ولكن لايتمكن الأعداء من فعل شيءٍ فعليكم بالتضامن "يدالله مع الجماعة" 1 وفي اليوم الذي يفترق أعضاء الحرس عن أعضاء الجيش وينفصل أعضاء الجيش عن أعضاء الحرس فإنه يوم الوهن والجميع يتضررون. لقد قام الجميع اليوم بتقسيم الواجبات وكلهم اخوةولديهم فكرةواحدةأسأل الله تعالي الهدايةللسير وراء هذا المعني وهو اكمال مسيرة الحرب حتى النصر النهائي وتأكدوا بأن هذه الحثالات ذاهبة وهي زائلة.
و السلام عليكم ورحمة الله
*صحيفة الإمام، ج15، ص: 236
1- الحديث النبوي صحيح الترمذي ج 3 ص 316.