الموضوع: ضرورة دراسة المشاكل عند مشردي الحرب وحلها
خطاب
المخاطب: طبقات الشعب المختلفه مسؤولو مؤسسةالمستضعفين ومؤسسة شؤون منكوبي الحرب معاقو الحرب، المهجرون من المناطق الحربية ونائب وزير الداخليه ومساعده في الشؤون السياسية والاجتماعية
عدد الزوار: 95
التاريخ صبيحة 3 آذر 1360 هـ ش/ 27 محرم 1402 هـ ق
المكان: طهران جماران
المخاطب: طبقات الشعب المختلفه مسؤولو مؤسسةالمستضعفين ومؤسسة شؤون منكوبي الحرب معاقو الحرب، المهجرون من المناطق الحربية ونائب وزير الداخليه ومساعده في الشؤون السياسية والاجتماعية
بسم الله الرحمن الرحيم
تطور الشعب بيدالله الخفية
إنه يد الغيب التي استطاعت خلق هذه التطورات ببلادنا، إذ لواجتمع البشر وجميع القوى البشريةلتغيير قلب انسان وتطوره لما تمكنوا من ذلك إنه الله الذي استطاع أن يحول فجأة قلوب أفراد هذا الشعب ودفعهم جميعاً للصمود أمام القوى الشيطانية العظمية جداً وقطع أيدي جميع القوى الكبرى من بلادكم وإن القدرة الالهية هي التي منحت منكوبي الحرب وجميع المشردين قوة تحمل المشاكل والأتعاب والنقص الموجود بل تحولواهم إلى مساعدين للآخرين وإن القدرة الالهية هي الت دفعتكم أنتم الشباب إلى خدمة المستضعفين في مؤسسة المستضعفين. إن الله تبارك وتعالي هو الذي جعل هذا الشعب أقوياء بقدرته اللامتناهيةو بعنايته وحولهم إلى أناس الهيين ثاروا لأجل الله ويواصلون المسيرةللّه يقاتلون في الجبهات لله تعالي ويخدمون خلف الجبهات لله ويخدمون في مؤسسةالمستضعفين ويتجشمون العناء في سبيل الله. وإن قدرة الله تعالي هي التي حولت شبابنا إلى عاشقين للاستشهاد في سبيله يأتي هؤلاء الأعزاء ويطلب مني بعضهم أن ادعُ لي حتى أستشهد في سبيل الله وأنا أقول لهم وفقكم الله ولكم ثواب الشهادة إن شاء الله.
امكانية تحمل المشاكل المادية
أنتم أيها الأعزة المسؤولون عن شؤون منكوبي الحرب حيث تدبرون هذا الأمر وتديرون شؤونهم بشكل جيد، إنني أعلم أن هذا عمل شاق وإنه عملٌ لايمكن القيام به فوراً وهو عمل تعجز الحكومة عن القيام به بشكل اعتيادي لكن يدالله هي التي دفعت شبابنا بعنايته إلى خدمة هؤلاء الإخوةو الأخوات والأطفال المنكوبين من الحرب ليكونوا عزاءً لهم في المصائب التي نزلت بهم. إن الله تبارك وتعالي هو الذي جعل منكوبي الحرب يعملون ويساعدون ويقاومون في حين أنهم كان يجب أن يكونوا غير راضين ومعترضين في الحالات الاعتيادية وقد أخبرني اليوم السيد مير سليم 1 بأن منكوبي الحرب تحولوا إلى قوة ضد صدام وهذا شيءٌ تم بيدالله الخفيةإن يدعنايةالله فوق رؤوسكم ولن يصيبكم ضرر إن شاءالله. إننا نعلم أن هناك نواقص في إدارة أمور منكوبي الحرب وفي أنشطة مؤسسةالمستضعفين كما أن هناك شياطين تعمل لإضعاف هؤلاء الإخوة الذين يعملون للّه وينسبون إليهم بعض الأشياء لكن الله تعالي هو الذي جعل قلوبكم متما سكة وجعلكم واعين بحيث تستطيعون إبطال كيد الكائدين ومكائدهم. وأن تكونوا في الساحة بأنفسكم إننا نشكر الله على أنّ أفراد هذا الشّعب في أرجاء البلاد رجالًا ونساء وصغاراً وكباراً يعملون لخدمةالإسلام ولن يتركوا هذا الأمر إن شاءالله حتى يتحقق النصر النهائي. إنني مطلع على الألام التي حلت بإخواننا وأخواتنا في الجنوب وفي الغرب وأنا حزين لهم. كما أن جميع المؤمنين وجميع المسلمين يحزنون لهم ولكن اعلموا أن هذه الأعمال المتسرعة والعمل على خلاف موازين جميع بلاد العالم وجميع حروب العالم وقصف المدن بالصواريخ من الأماكن البعيده وارتكاب الأعمال البعيدة عن المروءة كل ذلك يدل على ضعفهم.
إنهم قد طردوا من آبادان وانهزموا هزيمة نكراء وسوف ينهزمون ويُطردون من الأماكن الأخري إن شاء الله إنهم لا يستطيعون المواجهةيطلقون الصواريخ من مسافات بعيدة ويستهدفون المناطق السكنية والجوامع والمستشفيات وأماكن تواجد الناس الأبرياء لكننا على طريق الحق والشعب الايراني على طريق الحق ونحن صامدون أمام الظلم ومنذ البدايه عند ما ثار الشعب الإيراني وقف صامداً أمام الظلم والكفر وكان قصده من ذلك إقامة الجمهورية الإسلامية والخلاص من القيود والمصائب الأجنبية وهذا الهدف هدف الهي وموضوع أمر الإسلام مرتبط به. أنتم أيها الاخوة الذين تقاتلون في جبهات القتال والأخوةالذين تضررتم بالحرب وأنتم أيها الاخوة والأخوات الذين أصابتكم مصيبة إن ذلك كله لله تعالي وسيعوض عنه الله تبارك وتعالي وأنا آمل أن تنتهي هذه الحرب بسرعة وأن يتم التعويض عن الدمار الذي لحق بنا بأيدي الكفار وأن يتم تشييد المساكن أحسن من ذي قبل وأن يستأنف هؤلاءالمسلمون الأعزاء وسكان مناطق الجنوب والغرب حياتهم العادية إن شاء الله. إن الأساس هو أننا نتحمل كل الضربات التي توجّه إلينا لأننا على طريق الحق ونريد الإسلام وتطبيق أحكام الإسلام. إن هذه الضربات لم توجه إلينا فحسب بل انكم تلاحظون أن جميع الأنبياء طول التاريخ مند عهد آدم عليه السلام وجميع الأولياء ووعظماء الدين قد وقفوا في وجه الظلم وتلقوا الأضرار لقد أحرقو هم في النار وقطعوهم بالمنشار إلى شقين وقد ارتكبوا في كربلاء وبحق أولاد رسول الله ما ارتكبوا ولكنهم لكونهم على طريق الحق ولأن عملهم كان لله فإن كل المشاكل تهون. إن المشاكل مشاكل مادية وهي لا تستطيع أن تصمد كثيراً أمام المعنويات إن المجهزين بالمعنويات والمتصلين بالله تعالي والمتصلين بمصدر الوحي لايمكن للأمور الماديةأن تمنعهم عن مواصلةطريقهم.
قيمةتقديم الخدمة للمستضعفين ومنكوبي الحرب
انتهبوا أيها الخادمون للمستضعفين ولمنكوبي الحرب أن تكون دوافعكم دوافع اسلاميه انسانيةو أرجو أن تكون كذلك إن شاءالله وهي كذلك. اعلموا أنكم في حالة أداءواجب كبير وقمتم دوماً لطاعةالحق تعالي وإن ثوابكم يساوي ثواب العبادات التي قام بها الآخرون خلال خمسين أوستين عاماً أرجو أن تظل هذه البلاد بنفس القوة والالتزام والوعي الذي ثارت به منذ البداية ووصلت به إلى ما وصلت إليه وأن تستمر هذه النهضة والثورة إلى ظهور صاحبها الأصلي إن شاء الله حتى نسلّم إليه هذه الأمانه لا تضعفوا أيها الأحبة الملتزمون الذين تعملون لله تبارك وتعالي من أي أمر من الأمور ومن الانتقادات التي توجّهها إليكم بعض التيارات الفاسدة سواء في ذلك العاملون في مؤسسة المستضعفين أو العاملون في مؤسسةمنكوبي الحرب. لأنكم تقومون بالواجب لله ومن يقوم بالواجب لله فإنه منتصرٌ. اعملوا أعمالكم بكل قوة واعتنوا بالأمور أحسن من السابق واعلموا أن الاهتمام بشؤون المستضعفين ومنكوبي الحرب من العبادات الكبيرة لأنهم عباد الله وأن الله تعالي يحبهم. وفقكم الله إن شاء الله وألهم منكوبي الحرب ومن فقدوا شبانهم وخسروا مساكنهم الصبر والأجر.
و السلام عليكم ورحمة الله
*صحيفة الإمام، ج15، ص: 333
1- السيد مصطفي مير سليم مسؤول مؤسسةشؤون منكوبي الحرب.
2011-06-05