يتم التحميل...

الموضوع: مكانة ودور الجامعة في البلاد

خطاب

الحضور: عمداء الكليات المختلفه ومدراء المستشفيات التابعة للجامعة

عدد الزوار: 92

التاريخ صبيحة 22 آذر 1360 هـ ش/ 16 صفر 1402 هـ ق‏
المكان: طهران جماران‏
الحضور: عمداء الكليات المختلفه ومدراء المستشفيات التابعة للجامعة

بسم الله الرحمن الرحيم‏

ضرورةإصلاح الجامعات‏
أيها السادة: تعلمون أن اصلاح الجامعات في أي بلد يعني اصلاح ذلك البلد. لأن من يعملون في المناصب التنفيذية أو التشريعية أو القضائية هم الجامعيون أو رجال الدين من إصلاح الجامعة تصلح أمور البلاد وبانحرافها ينحرف البلد. فحتي لوكان هناك استاذ منحرف فإن أثره قد يكون كبيرا على مستوي البلد. لأن أي استاذ منحرف يمكن أن يسبب انحراف جمع من الشباب وهم على المدي البعيد يقومون بنفس الدور وستظهر مشكلة كبرى فجأة. لذلك فإن أهم قضية في عملية إصلاح الجامعة والثورةالثقافية هي قضيةأساتذة الجامعات والمعلمين وكذلك الطلبةمن المستويات الأولى وحتي المستويات العليا حتى يكون هؤلاءالناشئة في أيدي أناس ملتزمين وهكذا حتى الوصول إلى الجامعة يجب أن يكونوا في عهدة أناس ملتزمين ولكي تستطيع الجامعة أن تبنيهم جيداً.

إن الضربات التي تلقيناها حتى الآن كانت من الجامعات إذ أنها لم تكن جامعات ملتزمة. فلم تكن الجامعة لاتنزع منزعاً دينياً فحسب بل لم يكن لديها اتجاه وطني أيضاً. فقد كان اولئك الذين يريدون نهب بلاد مثل بلادنا يسعون إلى القضاءعلى كل شي فيها وجرّها نحو الانحراف. إنهم يعملون في كل مكان وبخاصة في الجامعات إذ أنهم يعلمون إذا كانت الجامعة في خدمةالغرب فإن البلاد ستكون في خدمةالغرب لذلك فإن من أهم الأمور هو أن تنظر الجامعات في شؤون الأساتذة والمعلمين والطلبة لمعرفة أمورهم قبل الثورة وبعدها وكيف أمورهم الآن ويجب فتح الجامعات بأشخاص ملتزمين وطبعاً لابدّ من فتح الجامعات، ولكن يجب أن يكون العمل على هذا الأساس ويجب ألّا يتصور أحد بأن فتح الجامعات لوحده سيزيل جيمع العقبات. إن الجامعةالجيدة هي التي تزيل العقبات وإن انعدام الجامعةالسيئة خير من وجودها. لأن عدم وجود الجامعةيعني جهل الناس ولكن وجود الجامعة الفاسدة يعني تربية المعاندين والمخالفين للشعب وللإسلام. لذلك فإن هذا موضوع مهم في الجامعة ويجب أن يتعاون‏ الجميع لأن اللجنةالمنتخبة لهذا الأمر لا تستطيع العمل لوحدها. يجب على جميع الملتزمين في الجامعة وهم كُثر بحمدالله أن يساعدوا وأن يوجهوا الجامعةالوجهة التي تفيد الشعب وتفيد الإسلام. وإن ما تخبرونني به من أن البعض يتجه من الجامعة نحو الجبهه ويقدمون الشهداء موضوع جديد. وهو التحول الذي حدث من خلال هذه النهضة. إنه تحول الهي أن يتجه الجامعي والأستاذ الجامعي إلى الجبهات بكل ترحاب ويقدمون الجرحي والشهداء وهذا من بركات الثورة.

العزة والقدرة تتحققان بالاستقلال‏
إنني آمل أن تحدث بركات هذه الثورة تحولًا في جميع الطبقات حتى المنحرفين إن المنحرفين عبارة عن مجموعةمعاندة متعنتةٌ لايمكن إصلاحها إنهم كالسرطان يجب إصلاحهم بالعملية الجراحية وهناك منحرفون غير معاندين يجب إرشادهم. يجب على من يسيرون على الطريق المستقيم أن يرشدوا هؤلاء ويقولوالهم إن هذا البلد أصبح للشعب نفسه وإن الجميع يهتفون بأننا لانريد تدخل أمريكا أو الاتحاد السوفيتي في شؤون هذا البلد. نريد أن نكون مستقلين قانعين بفقرنا، فالشريف مستعد أن يعيش فقيرا لكن محافظا على شرفه.
لقد شاهدت محمدرضا بهلوي في احدي الصور في السنوات الماضية واقفاً أمام أحد الرّؤساء الأمريكيين 1الذي فاتني الآن اسمه لقد أحسست بأنه واقف كعبد ضعيف أمام سيد قوى قد أمسك نظارته بيده ولاينظر إليه أصلًا وقد أمال وجهه عنه وكان هو واقفاً أمامه كتلميذ الكتاتيب أمام معلّمه لقد تملكني الحزن الشديد بأن شخصاً يحكمنا ويُعدّ ملكا علينا يقف هكذا أمام شخص أجنبي يحتاج إلينا فلو كان هذا الأجنبي غير محتاج إلينا- وإلى هذا البلد وثرواته لكان معقولًا.

إن من عقدوا العزم على أن يظلّوا عبيداً لأمريكا حتى النهاية فليذهبوا، ولكن الناس ليسوا هكذا حتى ولو كانت لديهم بعض الانحرافات الفكرية. يجب أن ندرك بأننا لابد من أن نقف على أرجلنا وألا نكون أسرى الآخرين وألا نكون تحت سيطرة أمريكا يجب ألا تأتي أميركا لإصلاح جامعاتنا ولتأسيس جيشنا وسائر شؤوننا. يجب أن نؤمن بهذه الفكرة بأن لدينا بلداً غنياً يحتاج إليه الآخرون وعلى هذا البلد الغني أن يجتهد للوقوف على رجليه وألّا ييأس أبداً. لقد أدخل هؤلاء في دماغ البعض أن الحياة دون الاعتماد على الغرب أو الشرق مستحيلة وقد أملي هؤلاء هذه الفكرة وروجوا لها ودعوا إليها كلّا، بل يمكن لهذا البلد الذي منعه ذلك الأب والابن من التقدم أن يتقدم ويمكن لجامعاته التي منعوها من التقدم أن تتقدم.

الإيمان بالذات رمز التحرر من التبعية
علينا أن نفكّر بأننا قادرون على العمل إن أردناه لابد من استخدام عقولنا. لاحظوا أن كثيرين استطاعوا استخدام عقولهم خلال فترة الحرب القصيرة هذه وتمكنوا من تصنيع بعض الأشياء ويمكننا أن نستغني في كل الأمور وعن كل الناس على المدي البعيد. مادمنا قادرين على الاستغناء عن الآخرين ومادمنا قادرين على جعل شبابنا يستغنون عن الآخرين فلنجتهد.

لابد من التعاون بيننا جميعاً للقضاءعلى هذه التبعية للخارج. إنهم يحكموننا من خلال الدعايات، إن الأجانب يحكموننا بالدعايات وكانت دعاياتهم واسعة حول هذه القضايا. وبما كان بعض هؤلاء الأساتذة اللامبالين المنحازين إلى الغرب أو الشرق يروجون لهذا "يجب علينا أن نكون تابعين ولايمكن الحياةدون التبعية". كلّا، إن هذا غير صحيح.

و لقد شاء الله أن تقف‏هاتان القوتان العظيمان وجهاً لوجه فإذاما أرادت كل واحدةمنها الاعتداء على أحد تخاف الأخري ولقد أدركنا أن جميع أبناء هذا الشعب صامدون ولن يرضحوا لهما. إنهما لاتريدان القضاءعلى شعب بأكمله بل تريدان استغلال الشعب ولاتريدان القضاء على الجامعات بل تريدان استغلال الجامعات ولاتريدان زوال الزراعه والصناعة بل تريداننا سوقاً لهما. تريدان نهب ثرواتنا من جهة وأن نكون سوقاً لهما من جهة أخري لتستفيدا منّا تجارياً.

لذلك إذا ما أحستا بأن شعباً صامد أما مهما مثل اليوم ....
كان محمد رضا يتصور ذلك وكان يقول إذا ما خرجت من ايران فإنها ستتجزأ، بل خرج ولم تتجزأ. إن هاتين القوتين العظميين لن تتفقا على شئٍ بينهما وتظلان كذئبين يريدان افتراس بعضهما البعض. لذلك علينا أن نسير إلى الأمام آخذين بعين الاعتبار أنهما لاتستطيعان احتلال بلادنا وبأننا نستطيع انجاز أعمالنا بأنفسنا. لقد لاحظتم هذه الحرب، وربما كان في البدايات من يتصورون أن حرباًقد حصلت وأمامنا أمريكا ولايمكن القيام بشي‏ءٍ. وانتبهتم فجأةأن المعتدين فاجأونا بالاستيلاء على بعض المناطق من خلال خيانه بعض المسؤولين آنذاك وعندما وقف الشباب أمامهم لم يتمكنوا من التقدم خطوة واحدة وقد بدأوا ينسحبون الآن لأنهم أدركوا أننا قادرون وقد أدرك شبابنا وجيشنا وسائر قواتنا مثل الحرس والتعبئة (البسيج) بأننا قادرون على التصدي لهم. وقد أدرك الشعب بأنه من الضروري أن يمنعهم فاتجه الجميع من مختلف الفئات إلي الجبهات‏ إن الجامعيين يذهبون‏ إلى الجبهة ويقدمون الشهداء ومردّ ذلك إلى التحول الذي حصل في الأفكار حيث يرون بأننا يجب أن نتصدي بل يجب أن نزحف إلى الأمام علينا أن نكون أحياء مستقلين أحراراً وإلا فسنكون عبيداً للأجانب فماذا تنفع الحياة إذا كنا عبيداً للأجانب وأرقّاء لهم. ليست حياة صدام حياةحقيقية اليوم، لاتظنوا أن لدي صدام فكراً حراً بل إنّ أفكاره مشوشةو يقوم بأعماله من منطلق جنونه لأنه يري أنه خسر كل شي وانخدع بهجومه على إيران ولم يتقدم بل سيذهب حزيناً إلى جحيمه.

مكانة الجامعات ودورها في صيانةاستقلال البلاد
إن الجامعات من الأماكن التي عليها أن تصون إيران وأن تصون الإسلام. بمعني أن تسودها الثقافة الوطنيه والإسلامية والإنسانية فإذا ماتم إصلاح الجامعات فسوف يصان استقلالنا وحريتنا وكل مالدينا. وتأكداو بأننا سنستغني عن الآخرين على المدي البعيد في كل الشؤون وحاولوا دعم هذه الثورة الثقافية فدعمها دعم دعم لاستقلالكم ودعم لحريتكم ومساعدةلبلادكم لتنطلق من نير التبعية ولابد من توجيه الشكر للملتزمين الذين يفكرون دوماً في هذه الشؤون ويعملون من أجل الإسلام ولأجل بلادهم وأدركوا أن بلادنا اليوم بأيدينا إذ أن هذا الشعور لم يكن موجوداً في السابق. فلربما كانوا يؤمنون بأن علينا أن نعمل للآخرين أو كانوا يرون العمل مستحيلًا أوكانوا ينجرّون إلى ذلك. إن بلادكم اليوم بأيديكم وبأيدي الشعب ولاتستطيع قوة أجنبيةالتدخل في شؤونها. ليس لدينا مستشارون في جيشنا وليس في الجامعات من يريد أن يرتكب مخالفةً علينا أن نصون بلادنا بأنفسنا. إن جميع أفراد الشعب مسؤولون بخاصة الجامعات التي لديها المسؤولية في هذا الشأن. على الجامعات أن تعد نفسها لتربية الشباب عليكم أن تضعوا أسس المستقبل لهذه البلاد وعلينا ألانفكر في أنفسنا وفي هذا العصر فقط بل يجب أن نفكر في مستقبل البلاد لأنه مستقبل الإسلام ولابد من صيانه مستقبل الإسلام ومستقبل البلاد يجب أن تدرك الأجيال القادمة بأن حفظ هذا الكيان كيان الإسلام والبلاد قد بدأ من هذا المنطلق.

التحرر من سيطرة الأجانب أهم ثمار الثورة
بناءً على ذلك فإن ما أحسّه وما تشعرون به أنتم جميعاً ويشعربه القاطنون في المناطق النائيه هو أن أمريكا عدوتهم وهذا لايحتاج إلى الوعظ ويجب أن لاتكون هذه العدوة موجودة.

عليهم أن يزرعوا للقضاء على هذه العدوة. لقد أتوا من الأماكن المختلفه بالأمس قائلين بأن مزارعاً في منطقة لم يزرها أي شخص مثقف يقول بأننا نزرع للتحرر من قيود أسر أمريكا إن هذا إحساس أدخله الله في قلب أبناء هذا الشعب وقد أدرك جميع أفراد الشعب‏

بأننا يجب أن نتحرر من وطأة هؤلاء. وعلينا أن ندير حياتنا بأنفسنا ونحن قادرون على ذلك المهم هو أن العزيمة تتحقق من خلال الشعور بالقدرة والإحساس بأننا نستطيع. لقد استطاع الشعب خلال السنوات الثلاث الأربع الأخيره التي حصلت هذه المشاكل خلال ثلاث سنوات منها أن نحل هذه المشاكل فالحرب التي كانت تعتبر مشكله كبيرة استطاع الشعب حلها وسائر المشاكل ستنحل وسيحلها الشعب.

إنكم تلاحظون أن من بين ثورات العالم لم تحصل ثورة كالتي حصلت في ايران إذ أن ثمارها كانت عظيمة وخسائرها كانت قليلة فالتحرر من سيطرةالشرق والغرب ليس نتيجة قليلة الأهمية لم يحدث أن قطعت ثورة علاقاتها مع الجميع فإنها لمجرد التحرر من جهة ارتبطت بجهة أخري. فهنا لا توجد علاقة مع أية جهة ولم ينقطع شي‏ءٌ. لقد قطعت أيديهم عن كل شي‏ءٍ وقد حصل تطور عظيم لهذا البلد ولهذا الشعب وهذه ثمرة عظيمة إذ أن حكومةظالمة ستتحول إلى حكومة يطبق فيها العدل إن شاء الله. وهذا أمر مهم قد تحقق. إنه من الأمورالتي ضحّي الأنبياء بأنفسهم من أجلها لقد كان رسول الإسلام وأولياؤنا يسعون إلى قطع أيدي المستكبرين عن المستضعفين ويوجد في ايران اليوم شعور عام الحمدلله وإن هذا الشعور العام هو الذي جعل القوى تحوك المؤامرات وسوف لن تنجح إن شاءالله وسوف نجلس على مائدتنا لنأكل طعامنا المتواضع. ولانحتاج إلى أتطمه القوى الكبرى لنستسلم لهم مكتوفي الأيدي حتى تكون لدينا حديقه عامةأو عمارة شاهقة.

* صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 371


1- ليندون جانسون.

2011-06-05