الموضوع: دعوة القرآن إلى الوحدة بين المسلمين مسؤولية رجال الدين الكبيرة
خطاب
الحضور: أئمة جمع محافظة كيلان
عدد الزوار: 102
التاريخ 22 دي 1360 هـ ش/ 16 ربيع الأول 1402 هـ ق 1
المكان: طهران جماران
الحضور: أئمة جمع محافظة كيلان 2
بسم الله الرحمن الرحيم
تأكيد القرآن على الوحدة
إن إحدي بركات هذه الثورة هي أننا متصلون بجميع رجال الدين في البلاد. أظن أن اجتماعاً هكذا مع علماء تلك المنطقه لم يحدث من قبل حيث أننا نجلس ونتحدث معاً والحمدلله هذه النعمة موجودة اليوم. ويأتي السادة العلماء وأئمة الجمع من أماكن أخري إلى هنا ونتحدث معاً ونبث شكاوانا وهذه إحدي بركات وجودكم لقد أشرتم في جزءٍ من كلامكم إلى أن أمير المؤمنين سلام الله عليه قد ذكّر الناس بالإسلام والجهاد. وما أريد قوله هو أن الإسلام قد أتي بكل شيءٍ. لقد تم الإصرار على هذه القضية في القران وتم التذكير بها بتعابير مختلفة 3 والمهم هو أن يعمل المسلمون بالاسلام والقران هذا هو واجبنا. إنّ كلَّ شي موجود في الإسلام فكل القضايا التي تتعلق بحياة البشر في هذه الدنيا فكل ما يرتبط بنمو الانسان وتربيته وقيمه فكل هذه الأشياء موجودة في الإسلام ففي المدارس البشرية الموجودة الآن والمدارس المنحرفة كلها لايوجد الاهتمام الذي يوليه الإسلام بالأمور. فمثلًا قبل أن يحصل الزواج بين الرجل والمرأة توجد آداب خاصه حوله كما توجد قوانين لفترةالحمل ولحضانة الطفل وتربيته فكل هذه الأمور موجودة في الإسلام بشكل كامل، يجب ألا نقول بأنّ هناك أشياء غير موجودة في الإسلام ونحن وجدناها. فإذا رأينا بأننا لانجدها فالواجب أن نفتش لنعرف أين توجد فالإسلام ليست به مشكلة المشكلة في المسلمين فالإسلام قد قال كل هذه الأشياء ولكن على المسلمين أن يتابعوها فقضية الوحدة هذه التي ذكّر تمونا بها ونحن الآن بحمدالله في اسبوع الوحدة بمناسبةولادةهذا المولود السعيد صلي الله عليه واله وسلم- وحفيده الكريم الإمام الصادق سلام الله عليه.
توسيع دائرة الخلافات على أيدي الأعداء
يمكن للبشر تحقيق آمالهم سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة. إن الوحدة أمرأكدّه القرآن ودعا إليه. كما دعا إليه أئمة المسلمين، إن الدعوة إلى الإسلام في أساسها دعوة إلى الوحدة بمعني أن يكون الجميع متفقين معاً في كلمة الإسلام وأن يعيشوا في راحة. لكن كما تعلمون فإن هذه الوحدة لم تتحقق خاصة في هذه الفترات الأخيرةحيث وسعوا دائرة الخلافات وكان الأساس في ذلك أن خبراءهم قد أدركوا لو أن هذه الجموع الإسلامية اقتربت من بعضها وتلاحمت فإن أية قوة لاتستطيع مواجهتهم ولاتتمكن أية قوة أن تسيطر عليهم. والطريق الذي وجدوه لأهدافهم المشؤؤمة هو إيجاد الخلاف بين جميع الفئات. عندما تذهبون إلى أي مكان أو أي مدينة تلاحظون بأن فيها خلافات وإن قلت اليوم ولكنها موجودة لقد كانت لدي الفئات المختلفه في كل مدينه أو في كل حيّ خلافات.
ففي قضية عاشوراء التي يجب أن تكون أساساً للوحدة كنا نشاهد أن مواكب العزاء في المدن المقدسة تحدث بينها خلافات وكان ذلك يدل على أننا أولا لم نبلغ الرشد وثانياً إن هناك عوامل دخلت في كل مكان حتى في مواكب العزاء بحيث أن مواكب العزاء التي من المفترض أن تكون مجتمعة تحت لواء الإمام الحسين سلام الله عليه- تتنازع فيما بينها وتتقاتل. فهذه المواكب كانت بينها خلافات كانت تودي إلى خلافات بين الأحياء. فعندما كنت تمرّ بها في المدن وفي المدن الكبيره كنت تري الخلافات التي اختلقوها بينهم. فكانت هذه الخلافات بين رجال الدين فيما بينهم وبين الناس فيما بينهم. فعندما كانوا يؤسسون حزباً كان يسبب الخلاف لكل شيءٍ كانوا يعملونه كان لأجل هذا لأمر وكان سبباً للخلافات وكانت أمورهم كلها تهدف إلى ايجاد الخلافات وعدم الاتحاد. وكان ذلك قد نجح حتى في أعلى مستويات رجال الدين وأعلى مستويات المثقفين. فالخلافات التي كان يجب عليهم حلها أصبحوا طرفاً فيها وإنني أظن أننا أدركنا اليوم جميع القضايا كما أن الناس أدركوا ذلك وهذا ببركة الثورة الإسلاميةحيث ازداد الوعي السياسي عند عامه الناس. إن وعيهم السياسي اليوم أصبح بحيث أنهم يتدخلون في الأمور وهم كانوا بعيدين عنها وإن جميع شرائح الشعب تدرك الأمورو هي في حالة نمو الوعي كانت النساء خارجات عن جميع شؤون المجتمع ولكنهن دخلن الآن بشكل لائق مع مراعاةالموازين الشرعية فلديهن محاضرات وإعلام وكل شي لديهن موجود.
اصلاح المجتمع بإصلاح رجال الدين
إن رجال الدين هم الذين يجب أن يقدّروا هذه الأمو فإذا صلح رجل الدين صلح كل شي وإذا فسد العالِم لاسمح الله- فسد العالَم 4 إن هذا هو الواقع. لقد كنت أذهب أيام الشباب إلى بعض البلاد في الصيف فكنت أرى أن الناس جميعاً طيبون ففي مدينة محلات- الواقعه بالقرب من مدينة خمين كنت أرى الناس طيبين متدينين فبعد البحث كان الإنسان يدرك أن هناك عالماً طيباً فكان هناك عدة علماءطيبين وكان الناس طيبين تبعاً لطيبة هؤلاء فأينما وجد العالم الطيب فإنه يصلح الأمور- طبعاً العالم العاقل المتدين- وإذا حصل انحراف لاسمح الله- في هذه الشريحة من الناس سينتقل هذا الانحراف فإن الناس ينظرون إلى هذه الفئةماذا تعمل.
لذلك فإن على عواتقنا مسؤولية كبيرة سواء في ذلك أئمة الجمع والجماعات وجميع علماء البلاد. فقد أتم الله حجته فإذا كنا معذورين قبل عدة سنوات لأننا كنا لانستطيع مواجهة الحراب فكل كلمة كانت تؤدي إلى السجن لقد كانت لدينا هذه الأعذار لكنها غير موجودة اليوم أي إن الله قد أتم حجته علينا لايمكن أن نقول إننا لم نعمل لاننالم نكن قادرين عليه. فإنّ لديكم اليوم القدرة على إصلاح المكان الذي انتم فيه وذلك بإصلاح نفوسكم والتفاهم مع الناس والتفاهم مع المسؤولين إننا اليوم مطالبون بحفظ الوحدة عملياً سواء في الأحياءالتي نحن فيها أو في المدن أو القري أو الأرياف التي يسكنها الناس. فإذا ما تفاهم هؤلاء جميعاً فيما بينهم وتم التركيز على أننا يجب أن نكون مع بعضنا البعض وأن نتعاون فيما بيننا والقضايا الموجودة ستنحلّ فإن الناس موجودن بحمدالله.
إنكم تلاحظون أن الناس سابقاً كانوا يعرقلون الأمور إذا كانت الحكومة تريد عمل شيء لأنهم كانوا يعتبرونها حكومة فاسدة. فإذا كانت الحكومة تريد- فرضاً- أن تعمل عملًا جيداً حسب زعمها فإن الناس كانوا يسيئون الظن بها. فحتي إذا كانت تطالبهم بقول لا إله إلّا الله فان الناس كانوا يكرهون ذلك لأنهم كانوا يرون أن من يردد كلمة لا إله إلّا الله لا يؤمن بها. ولكن الأمر اليوم كما تلاحظون فإن الناس في جميع أنحاء البلاد يتابعون أمر النهضة لتسيير أمورها فإذا ماوجد بعض الأفراد أو عدة أشخاص فإن الناس بأنفسهم يحاولون إزالة الخلافات.
مسؤولية أئمة الجمع الصعبة والمهمة
و إن ما يعد أهم من كل شيءٍ هو رجال الدين. فإذا ما عمل رجال الدين أينما كانوا بواجبهم المعنوي ودعوتهم المعنويه فإن الناس يصلحون وهم مستعدون للقبول الأن جميعاً. بناء على ذلك فإن الإسلام قدجاء بكل شيءِ من ناحيةكما أنكم تستطيعون تطبيق جميع الأمور فالإسلام جاء بكل الأشياء. ولكنكم في وقت من الأوقات كنتم غير قادرين على العمل به وكنتم عاجزين عن ذلك. فاليوم لديكم القدرة على إصلاح الناس كما لديكم القدرة أن تعملوا على خلاف ذلك لاسمح الله وليس لديكم أي عذر. فلاعذر لدي ولا عذر لديكم لا أحد منّالديه عذر بأن نقول: لم نتمكن، لم يكن ممكنا. فكل من لديه قدرةعلى التبليغ في أي مكان، فليعمل وإذا ما ظهر خلاف فرضاً- بين فئتين ويمكن للسادة أن يصلحوا ذات بينهما فإن الناس يحبون ذلك ويقبلونه من أئمة الجماعات وبخاصةأئمة الجمع. لذلك فإن مسؤولية أئمة الجمع أكبر من مسؤولية أئمةالجماعات. إذ أن لديهم موقعاً بالغ الحساسية ويعبرون عن قضايا مهمة والناس مستعدون.
لذلك فإن مسؤولية أئمة الجمع أكبر من غير هم فإذا ما ارتكبوا عملًا سيئاً لاسمح الله- سواء في كلامهم أو في عملهم فإن ذلك سينتقل إلى الناس فالناس يدركون وإن كانوا لا ينشرونه. فإذا مادعا أئمة الجمع في جميع أنحاء البلاد الناس إلى الوحدة والصلاح والإسلام فإن الناس سيتابعون هذه الأمور ويحققونها لأنهم يقبلون بأئمة الجمع لديهم. ففي أي وقت يدعون الناس إلى المساعدة المالية مثلًا- أو الدعم الثقافي فإنهم يقومون بذلك. هذا كلام حول ما ذكرتم.
صعوبة العمل الثقافي في شمال البلاد
لدي كلام حول أوضاع منطقتكم ونحن نعلم جميعاً أن هذه المنطقه على الرغم من خصوبتها وأهميتها للبلاد إلّا أنهم كانوا يريدون منع هذه الأعمال فيها. لقد كان من الأفضل أن يبعثوا إليها المبلغين الذين عليهم أن يصححوا ما فيها من المشاكل. ولكنهم كانوا مصرين على إيفاد أشخاص فاسدين إليها وعندما شاهد الناس اولئك الفاسدين الذين قدموا إليهم أصبحو ايتقاعسون عن العمل. إن منطقتكم من أصعب المناطق من حيث نشاطاتكم ولم تكن هناك منطقه مثلها. لأن هذه المنطقة من المناطق التي تمّ إفسادها في السابق وجعلوها مراكزاً للفساد. سواء على يد رضاخان وابنه الذي كان أسوأ منه أم من ناحيةالوافدين إليها والذين كانوا يأتون إلى البحر للتنزة وكانوا يرتّبون فيها مجالس الترف والخمر وكانوا يفسدون الشباب. لذلك فإن مشكلتكم أكبر من مشاكل الآخرين إن إصلاح الشباب في قم مثلًا- سهل لكن المشكلة في رشت وفي كيلان وفي مازندران، يحتاج الأمر إلى همة كبيرة.
أسباب قلة أعداد رجال الدين
أما مسألة قلة أعداد رجال الدين فالأمر لاينحصر فيكم بل إن المشكلة قائمة في جميع أنحاء البلاد والمهم أن رجال الدين سُلبوا كي شيءٍ في عهد ذلك الأب وهذا الابن. فكان قد بقي المسجد الذي كان مثلًا- تحت إشراف شخص متقاعد وكان محدوداً لم يكن بإمكانكم أن تنبسوا ببنت شفتكم. لم يكن بإمكانكم أن تتحدثوا أينما كنتم. لقد سلبوا رجال الدين كل شيءٍ. لقد كان رجال الدين لايستطيعون القيام بأي عمل وكان الفاسدون مشغولين بالعمل. لقد كان مكاناً للنزهه للفاسدين وكانوا يشجعون الفساد فيه وكانت مشاهد الفساد وأماكنه كثيرة. لقد كانت هذه الأمور موجودة هناك وهي كانت أكثر في مناطقكم إلى جانب البحر والغابة وفي المتنزهات. لذلك فإن أتعابكم أكثر وإن النقص أكبر فإذا كان في قرية واحدة يعمل رجل دين واحد فإن في منطقتكم يجب أن يعمل اثنان أو ثلاثة من رجال الدين. إن النقص موجود في كل مكان وسببه كما ذكرت هو أنهم سلبوا رجال الدين كل شيءٍ.
ففي وقت من الأوقات فتح داور 5 بعض الصفوف لقبول الطلبة إذا كنتم تتذكرون، لقد ذهب عدد كبير من الطلبة الفاسدين للعلوم الدينية وسجّلوا أسماءهم وعملوا ما عملوا فدخلوا. فكان ذلك طريقاً لإضعاف حوزةقم العلمية فمن جهة مارسوا الضغوط ومن جهة أخري قالوا لهم إننا نعطيكم وظائف. فبعد أن توفي المرحوم الحاج الشيخ رحمه الله - كان في قم حوالي أربعمائة طالب للعلوم الدينية ولم يكن هؤلاء الأربعمائه ليستطيعوا فعل شيءٍ بل كانوا إربعمائة شخص من اليائسين، أربعمائه شخص كانت الأوضاع مخالفه لما يريدون أربعائه شخص كانوا غريبين تقريباً- في هذه البلاد لقد أراد الله تبارك وتعالي أن يحدث ذلك وأراد أن تنقطع أيديهم وهم كانوا في الأقلية وغرباء وإن أيديكم مفتوحة بحمدالله ولكن لدينا نقصٌ، ونعلم بهذا النقص فالنقص جاء من أنكم كنتم لاتستطيعون أن تقولوا شيئاً أو أن تقرأوا شيئاً. ففي تلك الأيام لم يكن يوجد عمل. كانت لديكم البحوث العلمية والصلاة.
اليوم تستطيعون أن تعملوا أي عمل نحتاج إلى الأفراد ويجب أن تؤسسوا الحوزات الدينية. يجب أن تكون أبوابها مفتوحة وأن تكون موجودة في كل مكان يجب أن تكون حواليكم حوزات لكي تأتوا بهؤلاء القرويين وأن تربوهم وأن تصنعوا منهم رجال دين للمستقبل. إن أمر القضاء اليوم من المشاكل فأمر القضاء من المسائل المهمة في الاسلام فهو مرتبط بأعراض الناس ونفوسهم وأموالهم. لدينا اليوم نقص في القضاة لأن أمر القضاء لم يكن بأيديهم حتى يربوا القضاه ففي الأساس كان كتاب القضاء كتاباً مهجوراً، اليوم بعد أن أصبح أمر القضاء بأيديكم عليكم أن تربوا الأشخاص.
* صحيفة الإمام، ج15، ص: 413
1- لقد ورد هذا الخطاب في كتاب صحيفة النور بتاريخ 23/ 10/ 1360 هـ ش.
2- السادة: احسان بخش( امام جمعة مدينه رشت) شمس( امام جمعة لنكرود) قرباني( امام جمعةلاهيجان) يكتا( امام جمعة صومعه سرا) قتيل زاده( امام جمعة بندر انزلي) اجاق نجاد( امام جمعة آستارا) صفوي( امام جمعة فومن) قدس( امام جمعة كلاتشاي) شفيعي( امام جمعة جابكسر) ناطقي( امام جمعة هشتبر).
3- آل عمران:103
4-على اكبر داور وزير العدل في عهد رضاخان.
5- السيد عبد الكريم الحائري مؤسس حوزةقم العلمية.