الموضوع: استمرارية حركة الأنبياءفي هدايةالإنسان وإنقاذه من الظلمات
خطاب
الحضور: الخامنئي السيد على (رئيس الجمهورية) هاشمي رفسنجاني اكبر (رئيس مجلس الشوري الإسلامي) ميرحسين موسوي (رئيس الوزراء) أعضاء الحكومة
عدد الزوار: 56
التاريخ صبيحة 23 دي 1360 ه- ش/ 17 ربيع الأول 1402 ه- ق
المكان: طهران جماران
الحضور: الخامنئي السيد على (رئيس الجمهورية) هاشمي رفسنجاني اكبر (رئيس مجلس الشوري الإسلامي) ميرحسين موسوي (رئيس الوزراء) أعضاء الحكومة
بسم الله الرحمن الرحيم
تربية الإنسان منطلق جميع الإصلاحات
أبادلكم التهنئة وأهنّئ جميع السادة والشعب الإيراني والحكومة الإيرانيه وجميع المسلمين في العالم بمناسبة هذا العيد السعيد الذي هو مولد شخصيتين اسلاميتين كبيرتين. إن هذا اليوم يوم مبارك وسيكون لنا مباركاً عند ما نستطيع أن نبني أنفسنا وبعد ذلك نبني بلادنا. إن منطلق أي إصلاح الإنسان نفسه. فإذا لم تتم تربيةالإنسان لايستطيع أن يربي الآخرين. لقد رأيتم خلال حكم الملوك منذ البدايةو حتى هذه الحكومات الملكية الأخيرة التي عشتم في الغالب فيها والبعض الآخر منكم عاش بعضا منها، بأن الأمور كانت بأيدي الذين لم يتربوا تربية إسلاميةو لم يتم إصلاحهم، فإنهم جرّوا بلادنا إلى حيث تلاحظون وجرّوا شعبنا إلى حيث نحتاج إلى سنوات طويلة حتى يتم إصلاحه وذلك لأجل هذا النقص الكبير. لذلك فإن ما يجب علينا هو البدء بأنفسنا وعدم الأكتفاء بأن يكون ظاهرنا جيداً بل يجب أن بندأ بقلوبنا وبأفكارنا وبأن نحاول أن نجعل يومنا أفضل من الأمس. وأرجو أن يحدث لنا جميعاً هذا الجهاد مع النفس وأن نجاهد بعد ذلك لبناء بلد. إن عيدنا هو اليوم الذي يعيش فيه فقراؤنا ومستضعفونا حياة مليئة بالرفاهية والتربية الإسلامية الانسانية الصحيحة.
وحدة الشعب ببركةالإسلام
إنكم تلاحظون أن هذا الأمر على عاتقكم اليوم أي إصلاح الحكومة وإصلاح الدوائر وإصلاح المجتمع وإعادة البناء. إن مسؤولية هذه الأمور جميعها على عاتقنا جميعاً وخاصة على عاتقكم أنتم السادةالذين ترأسون الأمور فإذا لم تحلّوا الأمور في الوزارات والدوائر دون هوادة ووجد بينكم من يريدون أن يمنعوا سير الأمور نحو مسارها الإسلامي الانساني فقد نعود إلى الوراء ونتقهقر. عليكم بتصفية الدوائر بكل قوة ليس القصد تصفية الدوائرمن
كل شخص منحرف بل تجب تصفيتهم وتأديبهم وتهذيبهم والموجودون في الدوائر لم يدركوا القضايا الإسلامية جيداً أيضاً. إن الإسلام قد أتي لنا بكل شيءٍ وعلينا الاستفاده منه واليوم هو يوم الاستفادة. إن الإسلام هو الذي جعلنا نتغلب على تلك المشاكل الجسام حتى اليوم. لم يكن بإمكاننا نحن أن ننجز هذا العمل وإن الإسلام هو الذي وحدّ شعبنا وبدأ الآن ينتقل إلى سائر الأماكن ونحن نأمل أن يشرق هذا النور الاسلامي في جميع البلاد الإسلامية بل في جميع البلاد المستضعفة إن شاء الله وأن يتربي الناس كما يريد الإسلام ورسول الإسلام. لقد كان رسول الإسلام يحزن لأن الناس كانوا لايتلقون تربيته فكان الله تعالي يعزّيه بذلك فكان الرسول في عناءٍ حتى خاطبه الله تعالي بقوله: ﴿ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ 1. لقد كان حزن الرسول على الأمم اكبر من حب الأب العطوف لأبنائه. وكان يؤسفه أن لايثوب الكفار إلى المسار الانساني الطبيعي. وعلى كل انسان أن يتأسف للذين لايدخلون في طريق الإسلام والإنسانية.
الأنبياء من تجليات الرحمة الالهية
لقد قال بعض العلماء الكبار انني أدعو للمنحرفين اكثر من غير هم لأنهم بحاجة أكثر إلى الدعاء إن قلوب الملتزمين قلوب مفعمةبالرأفة والحب لجميع البشر فالحروب التي خاضها الرسول الأكرم كانت حروباً للدفاع عن النفس وتلك التي بدأها الرسول كانت هي الأخري من آثار رحمة الله. إذ أن الأمم التي يمكن تهذيبها يجب أن تهذب وتلك التي تمنع تهذيب الأمم يجب أن تتم إزالتها عن الطريق. إنها رحمة وإن كان الانسان يتصور بادي الأمر أنها قتل إلّا أنها في الواقع عبارةعن إزالة الموانع عن طريق البشرية. فما يطرح حول ايران من أنها تقتل البشر فهم يتصورون بأننا نقتل البشر إن ايران لم تقتل أحداً من البشر حتى اليوم إن ايران تقوم بتهذيب السباع التي هاجمت الإسلام والأمه والانسانية فإذا تمكنت من الابقاء عليهم بالحبس فعلت ذلك حتى يتهذبوا وإلّا ستقوم بتصفيتهم. وهو ما قام به الأنبياء منذ بدء الخلق حيث أن من لم يكن لديهم قابلية الإصلاح أغرقوهم أو قضوا عليهم. على أية حال كان الأنبياء جميعاً منذ بدء العالم حتى اليوم تجلياً من تجليات الرحمة من الله تبارك وتعالي كما أن وجودنا من تجليات رحمةالحق تعالي. كما أن أمر الهداية من جانب الله وبواسطة الأنبياء رحمة الهية كبيرةللجميع إن الرسول رحمة للعالمين وكان جميع الأنبياء رحمة وهذا كله لأن الناس لايعرفون فهم جاهلون لايدرون ماذا يوجد هناك لايعرف ما الذي سيحل به إن لم يقطع طريق الانسانية لذلك فإن من يعرفون الطريق يدركون الضلالةالتي يقع فيها البشر والأتعاب التي يتحملها من جراء أعماله وأفكاره الفاسدة.
إن الأمور كلها بيد الإنسان ليس هناك ما هو معدّ مسبقاً لكي يعذبوا الانسان لأجله فهن كلها صنع أيدينا فكل عمل نعمله ستكون له صورةبرزخية وأخري ملكوتية ونحن سنبلغها فالعمل الطيب هكذا والعمل السئ كذلك أيضاً. لذلك فإن الأنبياء والأولياء الذين كانوا يعرفون الطريق كانوا يعرفون العواقب وكانوا يحزنون لأجل البشر وكانوا يضحون بأنفسهم لإنقاذ البشر.
العمل لإنقاذ البشر من الظلمات
هناك نوع من التضحية والعمل يريد الشخص الوصول إلى متاع الدنيا من خلالها فهو يدفع الناس إلى الأعمال السيئه ويدفع الشباب نحو الموت حتى يمسك بزمام الأمور هذا شكل من الأشكال وهناك نوع آخر وهو أن يضحي بكل ما يملكه لأجل البشر ولتهذيبهم إن الأنبياء كذلك لم يخصص الأنبياء يوماً واحداً من حياتهم لأنفسهم بل ولاساعة واحدةمنها. بل كان كل همهم أن ينقذوا هؤلاء المرضي الذين سيسقطون في الحفر السحيقة والذين يسملون أنفسهم للعواقب السيئة.
وعلينا نحن أيضاً أن نعمل قدر المستطاع طبعاً نحن أقل شأناً من أن نقول بأننا نعمل ما عمله الأنبياء لإنقاذ الشعوب لانقاذ شعبنا والشعوب الأخري من الظلمات التي حصلت لها وللمصائب التي حدثت لها. وإن هؤلاء الذين انحرفوا وهم لايعرفون خاصة هؤلاء الناشئة والشباب من البنات والأولاد الذين جرّهم بعضٌ من عديمي الإنصاف إلى الطريق المعوج علينا أن نجدّ في أن يترّبوا إن شاء الله. فكل من يستطيع فليتحدث ليعيد هؤلاء إلى الطريق المستقيم وأن يربيّهم. فالسجناء منهم يتربّون إن شاءالله وألأنبياء كان طريقهم التربية والتهذيب لقد جاء الأنبياء للانسان ولبناء الإنسان ولم يكن لديهم عمل آخر لقد جاؤوا لكي يهدوا الناس الذين هم على شاكله الانسان ولكنهم يسيرون في الطريق الخاطئ إلى الصراط المستقيم. وآمل أن يكون هذا العيد مباركاً لجميع الاسلاميين وجميع المستضعفين ولشعبنا الإيراني الشريف الذي هو شعب طيب. فالحكومةو كل مالدينا والبرلمان ووالحكومة وسلطتنا القضائية كلها طيبة بحمدالله.
ونحن نريد أن تكون أحسن وأنتم تريدونها أن تكون أحسن وآمل أن يتم ذلك كله بهذا الانسجام الذي يوجد الآن وبهذه النعمة التي وهبنا إياها الله تبارك وتعالي وهي نعمةقد أنعم الله تعالي علينا بها وأرجو أن نشكر هذه النعمة. إذ لاأتصور أنه منذ تأسيس اول حكومةفي العالم حتى اليوم يوجد هناك برلمان على هذه الشاكلة برلمان ملئ بالمحبة والصفاء بين أناس لهم مناصبهم ونحن الآن معاً ونتحدث معاً ونذكر المشاكل ونهتم بها وأنا لا أتصور أن شيئاً كهذا كان موجوداً حتى اليوم. إن الشكر على هذه النعمة هو أن نعمل لله وللاسلام وأن يكون جهدنا منصباً على انقاذ المستضعفين والفقراء إن شاء الله من المشاكل التي لديهم ومن الحرمان الذي تحملوه طول التاريخ وأن توصلوهم جميعاً إن شاءالله إلى رخاء الدنيا والآخرةإن شاء الله.
و السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج15، ص: 420
1- طه: 2.