يتم التحميل...

القرآن وتجرّد النفس وخلودها

الموت والبرزخ

الآيات التي يستظهر منها خلود الروح وتجرّدها على قسمين: قسم يدلّ عليه بصراحة لا تقبل الإنكار، وقسم آخر يستظهر منه، وإن كان قابلاً للحمل على معنى آخر، وإليك نقل القسمين بإيضاح إجمالي...

عدد الزوار: 101

الآيات التي يستظهر منها خلود الروح وتجرّدها على قسمين: قسم يدلّ عليه بصراحة لا تقبل الإنكار، وقسم آخر يستظهر منه، وإن كان قابلاً للحمل على معنى آخر، وإليك نقل القسمين بإيضاح إجمالي:

القسم الأوّل من الآيات
أ-يقول سبحانه: ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرى إِلَى أَجَل مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ(الزمر:42).

والدلالة مبنية على إمعان النظر في لفظة التوفّي، التي تعني الأخذ والقبض، لا الإماتة. وعلى ذلك فالآية تدلّ على أنّ للإنسان وراء البدن شيئاً يأخذه الله سبحانه، حين الموت والنوم، فيمسكه إن كتب عليه الموت، ويرسله إن لم يكتب عليه ذلك إلى أجل مسمى، فلوكان الإنسان متمحضاً في المادة وآثارها، فلا معنى "للأخذ" و"الإمساك" و"الإرسال"، كما هو واضح.

ب- يقول سبحانه: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَة مِنَ اللهِ وَفَضْل وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ(آل عمران:169ـ171).

وصراحة الآية غير قابلة للإنكار، فإنّها تقول: إنّهم أحياء أوّلاً، ويرزقون ثانياً وانّ لهم آثاراً نفسانية يفرحون ويستبشرون، لا يخافون ولا يحزنون ثالثاً.

ونظيره قوله سبحانه: ﴿وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ(البقرة:154).

وتفسير الحياة في الآيتين، بالحياة في شعور الناس وضمائرهم، وقلوبهم، وفي الأندية والمحافل والمناسبات الرسمية، تفسير مادي للآية، جرّت إليه النزعات الإلحادية، ولوكان المراد هوهذا النوع من الحياة، فما معنى قوله سبحانه: (يُرْزَقُونَ)،(فَرِحِينَ)،(يَسْتَبْشِرُونَ)، وما معنى قوله: (وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ)، فإنّ الحياة بالمعنى الذي ذكروه يشعر بها كلّ الناس.

ج- يقول سبحانه: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(غافر:45ـ46).

فترى أنّه سبحانه يحكم على آل فرعون بأنّهم يعرضون على النار، في كل يوم وليلة، قبل يوم القيامة، بشهادة قوله بعده: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)، فإنّه دليلٌ على أنّ العرض على النار قبلها، فلوكان الموت بطلاناً للشخصية، واندثاراً لها، فما معنى العرض على النار، صباحاً ومساءً؟!

د- يقول سبحانه: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصَارًا(نوح:25).

ودلالة الآية كدلالة سابقتها، ولا يمكن تفسير قوله: (فَأُدْخِلُوا نَارًا)، بنار القيامة، وذلك لأنّ القيامة لم تقع بعد، والآية تحكي عن الدخول أوّلاً، وكونه متصلاً بغرقهم لا منفصلاً عنه ثانياً، قضاءً بحكم الفاء في قوله: (فَأُدْخِلُوا).

هـ- يقول سبحانه: ﴿قل ْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون(السجدة:11).

إنّ محور الدلالة هوالإمعان في معنى التوفّي.

و- يقول سبحانه: ﴿وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ(الأنعام:93).

والمراد من الأنفس، في الآية، هوعين ماورد في قوله سبحانه: (اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا)، وهي تحكي عن أنّ للظالمين أبداناً وأنفساً والملائكة موكّلون بأخذ أنفسهم وترك أبدانهم، ولوكان الإنسان موجوداً مادياً محضاً، فما معنى أخذ الأنفس، إذيكون الموت حينئذ خمود الحرارة الغريزية لا أكثر.

أضف إلى ذلك أنّ الآية تدلّ على أنّ الظالم يعذب يوم خروج نفسه بعذاب الهون، وهذا يدل على أنّ وراء البدن شي آخر يعذّب.

وتفسير عذاب الهون بشدة قبض الروح، تفسير على خلاف الظاهر.

ز- يقول سبحانه: ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمِين(يس:26ـ27).

يقول المفسرون: إنّ عيسى عليه السَّلام بعث رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية، فلقيا من أهلها عنفاً وردّاً، غير أنّ واحداً من أهلها اسمه حبيب النجار، آمن بهما وأظهر إيمانه، وقال: (إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)، فلما سمع القوم إيمانه وطؤوه بأرجلهم حتى مات، فأدخله الله الجنة، وخوطب بقوله تعالى: (ادْخُلِ الْجَنَّةَ). ثم هو تمنّى أن يعلم قومه بما آتاه الله تعالى من المغفرة وجزيل الثواب، فقال: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمِينَ).

فالآية تدل على أنّ الموت ليس فناء للإنسان، بل هوبعد الموت يرزق في الجنة، ويتمنى أن يعلم قومه بما رزق من الكرامة.

أضف إلى ذلك أنّ قوله تعالى: (ادْخُلِ الْجَنَّةَ)، لا يمكن أن يكون خطاباً للبدن لأنه يوارى تحت التراب، فالمخاطب به شيء آخر، وهوالروح، فتدخل الجنة وتتنعّم فيها، وكم فرق بين قوله: "ادخل الجنة" وقوله "أبشر بالجنة" فالثاني لا يدلّ على شيء مما ذكرنا بخلاف الأوّل.

و- يقول سبحانه: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَة مِنْ طِين * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَار مَكِين * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(المؤمنون:12ـ14).

وأمّا دلالة الآية على أنّ الروح أمر غير مادي فيظهر بالإمعان فيها، وبيانه: أنّ الآية تبيّن تكامل خلقة الإنسان من مرحلة إلى مرحلة، والمراحل الموجودة بين السلالة، وقوله: (فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً)، كلّها تكامل من صنف واحد، فمادة الإنسان لن تبرح تتكامل من السلالة إلى العظام المكسورة باللّحم.

وبعد ذلك نرى تغييراً في أسلوب بيان الآية، حيث يقول: ﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينََ. فهوسبحانه:

أوّلاً: يعطف هذه المرحلة على المراحل السابقة، بلفظة ثمّ، بخلاف المراحل السابقة، فيعطفها بالفاء، ويقول فخلقنا العلقة... فخلقنا المضّغة... فكسونا العظام... وهذا يدل على تغاير هائل بين هذه المرحلة والمراحل السابقة.

ثانياً: يستعمل في بيان خلقه هذه المرحلة لفظة الإنشاء، بمعنى الإبداع، وإنشاء شيء بلا مثال قبله، وهوأيضاً يدل على مغايرة هذه المرحلة لما سبقها من المراحل، مغايرةً جوهريّةً.

وثالثاً: إنّه سبحانه بعدما يقرر خلقه هذه المرحلة، يثني على نفسه، مما يعرب عن اختلاف هذه المرحلة مع ما تقدمها، وامتيازها عنها امتيازاً جوهرياً.

وهذه الوجوه، تكفي في دلالة الآية على أنّ المنشأ في هذه المرحلة شيء لا يشبه المنشآت السابقة، ويختلف عنها جوهراً، وحيث إنّ المنشآت السابقة من سنخ تكامل المادة، فيكون المنشأ في هذه المرحلة، منشأ غير مادي، وهوتعلّق النفس المجردة بالبدن في تلك المرحلة.

إلى هنا تم إيراد الآيات الصريحة في المطلوب، ويقع الكلام بعده في القسم الثاني من الآيات، وهي التي يستظهر منها الدلالة على تجرد الروح، وإن كانت قابلة للحمل على معان أُخرى.

القسم الثاني من الآيات
أ- يقول سبحانه: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً (يونس:92).

وتتضح الدلالة إذا أمعنّا أنّه سبحانه يخص النجاة ببدن فرعون، ويقول: (بِبَدَنِكَ) وهذا يعرب عن أنّ هناك شيء آخر لا يشمله النجاة، ويقع مورد العذاب.

أضف إلى ذلك خطابه سبحانه، أعني قوله: (نُنَجِّيك)، فإنه يدلّ على أنّ هناك واقعية، غير البدن، يكلمها ويخاطبها، ويعلّمها بأنّ النجاة تشمل بدنها لا غيره.

ب- يقول سبحانه: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ(الأعراف:77ـ 79).

فقوله تعالى: (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ): بعد قوله: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ )، يدل على أنّ توليه عنهم كان بعد هلاكهم، ويترتب على ذلك أنّ محاورتهم بقوله: (يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ)، كان محاورة بعد الدمار، فالآية تدل على أمرين، خلود الروح بعد الموت، وإمكان الاتّصال بالإرواح كما اتصل صالح بها فقال ما قال.

ونظير ذلك ما نقله عن شعيب، قال: ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ* فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْم كَافِرِينَ(الأعراف:92ـ93).

ووجه الدلالة في المقامين واحدٌ خصوصاً إذا أمعنّا في "الفاء" في قوله، (فَتَولّى)، المعرب عن تأخّر التولّي والمحاورة عن الهلاك.

وإنّما جعلناهما من الآيات غير الصريحة، لاحتمال أن تكون المحاورة تأثّريّة، يتكلم بها الإنسان بلا اختيار عندما يواجه حادثة مؤلمة حلّت على إنسان عاصي لا يسمع كلام ناصحه، كالمجرم المصلوب فإنه يخاطب، بمثل ما خوطب به هؤلاء، ولكنّ ظاهر الآية هوالأوّل.

ج- يقول سبحانه: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ(الزخرف:45).

والآية تأمر النبي أن يسأل المتقدمين من الرسل في شأن اختصاص العبادة بالله سبحانه، الذي يحكي عنه قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ(النحل:36).

والسؤال فرع وجود المسؤول أوّلاً، وإمكان الاتّصال ثانياً. فهي تدل على وجود أرواح الأنبياء، وإمكان اتصال النبي بها.

ومع ذلك يمكن أن يكون المراد هوسؤال علماء أهل الكتاب وأتباعهم لقوله سبحانه: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ(يونس:94). والغاية من السؤال هوالاحتجاج، ومع ذلك فهذا الاحتمال على خلاف الظاهر.

وفي الآيات1. ما يدل على أنّ الآية تأمر النبي بالسؤال في ليلة المعراج، ولوتمت الروايات سنداً لما كانت مخالفة لما قلنا.

إلى هنا تم إيراد الآيات بقسميها الدالة على خلود الروح بعد الموت، وتجرّدها من آثار المادة، وإمكان الاتصال بها في هذه النشأة وبذلك ثبت بنحوقاطع، من طريقي العقل والنقل، وجود الروح وتجردها وخلودها2، الذي له دور عظيم في حلّ معضلات المعاد، والإجابة على الأسئلة الواردة حوله.


*الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني،مؤسسة الامام الصادق عليه السلام.ج4،ص199-205
1- لاحظ مجمع البيان، 9 ـ 10/75 ـ 76.
2- لاحظ في تكلّم النبي مع أرواح المشركين في غزوة بدر، المصادر التالية: صحيح البخاري، غزوة بدر، ج 5، ص 97، 98، و110. وصحيح مسلم ج 4، كتاب الجنة. وسنن النسائي، ج 4، ص 89 و90. ومسند أحمد، ج 2 ص 131. وسيرة ابن هشام ج 1، ص 639، ومغازي الواقدي، ج1، غزوة بدر. وبحار الأنوار، ج 19، ص 364.وتكلّم النبي مع أرواح المؤمنين المدفونين في البقيع: طبقات ابن سعد، ج 2، ص 204.والسيرة النبوية، ج 2، ص 642. وإرشاد المفيد، ص 45. وتكلّم أمير المؤمنين مع النبي عند تغسيله: نهج البلاغة، الخطبة 230
2009-07-27