يتم التحميل...

أمثلة من نظام الخلق الدالة على وجود الله

أدلة إثبات الخالق

إنَّ مظاهر النّظام والغاية والتّخطيط واضحة في جميع أرجاء عالم الوجود. هنا نورد لكم بعض الأمثلة الكبيرة والصغيرة: إنْ تقدم العلوم الطّبيعية والكشف عن أسرار عالم الطبيعية وعجائبه ودقائق خلق الانسان والحيوان والنّبات، وبناء الخلية والذّرة العجيب، ونظام المنظومات الشّمسية والنّجوم المحير للعقول...

عدد الزوار: 287

إنَّ مظاهر "النّظام" و"الغاية" و"التّخطيط" واضحة في جميع أرجاء عالم الوجود.

هنا نورد لكم بعض الأمثلة الكبيرة والصغيرة:
إنْ تقدم العلوم الطّبيعية والكشف عن أسرار عالم الطبيعية وعجائبه ودقائق خلق الانسان والحيوان والنّبات، وبناء الخلية والذّرة العجيب، ونظام المنظومات الشّمسية والنّجوم المحير للعقول وأمثال ذلك قد فتحت أمامنا أبواب معرفة الله بحيث نستطيع القول بكل جرأة وثقة بأنَّ جميع كتب العلوم الطبيعية هي كتب في التوحيد ومعرفة الله، و أنَّها تلقي علينا دروساً في عظمة الله الخالق، لأنَّها تزيح الستار عن نظام الخلق المدهش في هذا العالم، وتدلنا على مدى عظمة خالق هذا الكون وقدرته.

مقر قيادة مملكة الجسم
تملأ جمجمتنا مادة رمادية اللّون يطلق عليها اسم "الدّماغ". وهذا الدماغ يعتبر أهم أجهزة أجسامنا وأدقها. لان وظيفته هي قيادة جميع قوى الجسم الاخرى وادارة شؤونها.

ولكي ندرك أهمية هذا المركز العظيم، يحسن بنا أنْ ننقل اليكم هذا الخبر:

أوردت الصحف خبراً مفاده أنَّ طالباً شاباً من شيراز قد اُصيب في حادث سياقة في خوزستان بضربة على رأسة دون أنْ يصاب ظاهراً بمكروه آخر في جسمه وكانت أعضاؤه جميعاً سالمة، ولكن العجيب في أمره أنّه نسي كل ما يتعلق بماضي حياته. كان تفكيره سليماً، يدرك الاشياء. ولكنه إذا رأى أبويه لم يعرفهما. واذا قيل له أنَّ هذه اُمّك. إنتابه العجب. أخذوه الى بيته في شيراز، وأروه ماكان قد صنعه بيديه وعلقه على الجدران من الاعمال اليدوية، وقالوا له إنّّه هو الذي صنع كل هذه الاشياء بنفسه. فكان يظهر العجب ويقول إنه يراها لاوّل مرّة في حياته.

تبين من ذلك أنَّ الضربة التي أصابت دماغه قد قطعت الاسلاك التي تربط بين فكره وحافظته، وكأنَّ عطباً أصاب الفيوز الكهربائى في حافظته فغرقت في ظلام تام وأخفت ذكرياته كلها.

ولعل هذا الفيوز الذي أصابه العطب لايزيد حجمه على رأس الإبرة، ولكن لاحظ مدى تأثيره في حياته. من هنا يتضح لنا مقدار تعقيد جهاز الدّماغ وأهميته.

يتألف الدّماغ والجهاز العصبي من قسمين متميزين
1- مجموعة الأعصاب الارادية التى تسيطر على جميع فعالياتنا الاختيارية، كالمشي، والنظر، والتكلم، وغيرها.
2- مجموعة الأعصاب غير الارادية التي تسيطر على الحركات اللاإرادية، مثل حركة القلب وتحرك المعدة وغيرهما، فتدير أعمالها، بحيث إنَّ اصابة هذا الجانب من الدّماغ بعطب يكفي لايقاف القلب أو أي جهاز لا إرادي آخر عن العمل.

أعجب أقسام الدّماغ
"المخ" هو مركز الذّكاء والارادة، والاحساس، والحافظة، وعلى ذلك فهو من أشد أجهزة الدّماغ حساسية، وإليه يعزى الكثير من ردود الفعل الانفعالية، كالغضب والخوف وغيرهما.

لو اُزيل مخ حيوان ما، دون الاضرار بأعصابه، فإنَّ الحيوان يظل حيّاً، ولكنّه يفقد كل قدرة على الفهم والادراك. من ذلك أنّّهم رفعوا مخ أحد الطيور من دماغه، فبقي حياً، ولكنه لم يميز الحب الذى نثر امامه ولم يلتقط منه شيئاً بالرغم من جوعه واذا اطلقوه في الهواء كان يطير حتى يرتطم بحاجز فيقع.

الحافظة العجيبة
من أقسام الدّماغ العجيبة الاُخرى هو الحافظة. هل خطر لكم مدى غرابة قوّة الحافظة العجيبة؟ وهل فكرتم كيف سيكون سوء حالنا لو أنَّنا فقدنا حافظتنا ساعة واحدة؟

مركز الحافظة، الذي يشكل جزءاً صغيراً من الدّماغ، يحتفظ بجميع ذكرياتنا ودقائقها طوال حياة الانسان. كلّ انسان نتعرف عليه تحتفظ حافظتنا له بجميع خصوصياته، شكله، لونه، ملابسه، اخلاقه، نفسيته وكل ما ندركه منه، فتعد له اضبارة خاصّة به. فما أنْ نراه مرّة اُخرى حتى تقوم حافظتنا باستخراج الاضبارة الخاصة به وتلقي عليها نظرة شاملة، وعندئذ يرشدنا فكرنا الى الطريقة التي يجب أن نعامل بها هذا الشّخص وكيف يجب أنْ تكون ردود فعلنا معه؟ فاذا كان صديقاً احترمناه، واذا كان عدواً تحاشيناه. وهذه الاُمور تجرى بسرعة مذهلة بحيث إنَّك لا تكاد تحس بمرور أي فترة زمنية بين رؤيتك الشخص وظهور رد فعلك ازاءه.

إنَّ غرابة هذه الحالة تتضح أكثر إذا أردنا كتابة ما تحفظه ذاكرتنا على الورق أو أن نسجِّله على أشرطة التسجيل، لاشك أنَّنا سنحتاج الى مقدار كبير من الورق أو الاشرطة قد يملأ مخزناً كبيراً. والأعجب من ذلك هوأنَّنا لاستخراج ورقة أو شريط من بين ذلك الحشد نحتاج الى عدد كبير من الموظفين الموكّلين بحفظها. غير أنَّ ذاكرتنا تقوم بكل ذلك بسهولة وبكل سرعة.

الطّبيعة غير العاقلة كيف تخلق العقل؟

لقد ألفت كتب كثيرة في عجائب الدّماغ، وذكر قسم منها في الكتب المدرسية والجامعية. فهل يمكى أنْ نصدق بأنَّ هذا الجهاز المعقد الدقيق والرقيق والغامض قد صنعته طبيعة فاقدة للعقل؟ بل أشد من ذلك حماقة هو أنَّ تعتبر هذه الطّبيعة العديمة العقل هي خالقة العقل!

يقول القرآن الكريم: ﴿... وَفِي أنْفُسِكُمْ أفَلا تُبْصِرُونَ(الذاريات:21)

*سلسلة دروس في العقائد الاسلامية،آية الله مكارم الشيرازي ، مؤسسة البعثة،ط2،ص39-43

2009-07-27