الموضوع: ضرورة اتحاد مسلمي العالم
حديث
الحاضرون: أبو جهاد (المسؤول العسكري لحركة فتح) وهاني الحسن (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في طهران)
عدد الزوار: 96
التاريخ: 22 مهر 1358 هـ. ش/ 22 ذي القعدة 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: أبو جهاد (المسؤول العسكري لحركة فتح) وهاني الحسن (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في طهران)
بسم الله الرحمن الرحيم
الامام: كيف حال السيد أبو عمار؟
أبو جهاد: الحمد لله منشغل في مواجهة العدو ويتنقل من جبهة إلى أخرى
الإمام: أتمنى أن يستقر في القدس قريباً إن شاء الله.
أبو جهاد: إن شاء الله. كما نتمنى أن نستقبلكم في القدس معاً
الإمام: إنه أملنا أيضاً وإن شاء الله سنصلي في القدس معاً.
أبو جهاد: سيتحقق ذلك بالكفاح والنضال ودعم المؤمنين. فبالاخلاص سنتمكن من تحرير القدس إن شاء الله. فهذا أملنا جميعاً وسنبلغ هذا الهدف بالاصرار والمقاومة وإن عزم المسلمين الراسخ وايمانهم سيكون الداعم لنا في بلوغ هذه الأهداف
الامام: إن الطريق إلى ذلك يكمن في وحدة الكلمة لا سيما كلمة القادة العرب. فكل هذه المصائب والويلات التي يتعرض لها شعبنا وأخوتنا في القدس كانت بسبب تهاون القادة العرب تجاه هذه القضية. ولقد نصحت هؤلاء القادة مراراً وطوال اكثر من 20 عاماً، بتجاوز الإختلافات الجزئية والتضامن معاً لبلوغ الأهداف الإسلامية. ولا بد لي من القول هنا بأنني أشعر بالخجل لعجز أكثر من مائة مليون عربي وسبعمائة مليون مسلم عن مواجهة بضعة ملايين والتغلب عليهم. ولا يمكن القبول بالعذر القائل أن أمريكا تقدم الدعم لإسرائيل، لأن امريكا كانت تدعم الشاه أيضاً، ولكن عندما تصمم أمة وشعب كامل على تحقيق أمر ما فحينها لن تتمكن القوة الشيطانية من الوقوف أمامها ولن يتمكن الداعمون والراعون لهذه القوة من مواجهة الأمة أيضاً. فلو اتحدت الدول العربية فمما لاشك فيه ان امريكا لن تتمكن من مواجهتهم. وأسأل الله تعالى أن يحل هذه القضية بقدرته المطلقة.
ومما يذكر في هذا الشأن أن شعبنا كان أعزلًا ولكن إرادته القوية وايمانه الراسخ وإتكاله على الله سبحانه وتعالى وتآزر الجميع رجالًا ونساءً وأطفالًا وتكاتفهم في هذه المسيرة، ورفع شعار الله اكبر، مكّنت شعبنا من قهر الأعداء المدججين بأنواع السلاح والعتاد. بينما نجد أن الدول الإسلامية ورغم كل ما تملك من قدرات لم تستطع فعل شيء لحد الآن، وليس هذا فحسب بل يرتكب بعضها خيانات عظمى.
أسأل الله أن يخرجهم من غفلتهم هذه وينصر المسلمين في كل مكان، إننا ندرك حجم المشاكل والويلات التي تعانون منها لأننا واجهنا ظروفاً شبيهة جداً بالظروف التي تواجهونها، واننا نعاني اليوم من مشاكل كهذه كقضية كردستان مثلًا التي يؤجج نارها الغرب من خلال المرتبطين به من الخونة. وكذلك ربما افتعلوا هذه المشاكل في سيستان وبلوجستان.
على كل حال الجهاد في سبيل الله يكتنفه الكثير من المصاعب والعقبات، فلقد واجه الرسول (ص) الكثير من المشاكل في صدر الإسلام ولكن قوة الايمان التي كان المسلمون آنذاك يتمتعون بها مكنتهم من بسط نفوذ الإسلام ونشره في أقصى نقاط العالم. وبالنسبة للمشاكل التي تواجهونها عليكم التسلح بالإيمان الراسخ والتوكل على الله لأنه وحده القادر على حل مشاكلنا على كثرتها.
إن الإرادة الصلبة للشعب، والأهم من ذلك التوكل على الله عز وجل، يسهلان من القضاء على هذه المشاكل ونأمل بأن تحل جميع مشاكلكم قريباً.
نسأل الله أن يوفقنا في التوجه اليه والتوكل عليه عز وجل. ونسأله سبحانه أن يوفقكم لذلك أيضاً بحل مشاكلكم. فالتوكل على الله تعالى مفتاح النصر فلا خوف حينها ولا هلع. كما وينبغي للمسلمين أن يكونوا إخوة فيما بينهم ويساندوا بعضهم البعض في حل مشاكلهم. وعلينا أن نساندكم كما فعلنا ذلك حتى الآن من الناحية المادية، وآمل أن نتمكن بمشيئة الله عز وجل من حل كافة المشاكل المادية والمعنوية التي نعاني وتعانون منها إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج10، ص: 208-209
2011-05-10