الموضوع: خطر استغلال الحريّة
خطاب
الحاضرون: قوات وكوادر القوتين الجويّة والبحرية في بندر عباس
عدد الزوار: 172
التاريخ: 11 خرداد 1358 هـ. ش/ 6 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: قوات وكوادر القوتين الجويّة والبحرية في بندر عباس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحريّة أمانة إلهيّة
بدْءاً أشكر لكم أيها السادة أن تجشّمتم الطريق الطويل لملاقاتنا، وأنا مسرور بوجودنا معاً وتمكننا من محادثة بعضنا بعضا.
لقد اجتزنا الماضي، وكان اجتيازنا موفّقاً بحمد الله، ولا يجب الالتفات للماضي كثيراً، فالعمدة هي المستقبل، فما هو الواجب الفعلي؟ وما وراءه غدا؟
ولا فرق في الواجبات الإلاهية علينا بين الحال والاستقبال.
تعلمون أنّ هناك اضطراباً مشوباً بالمؤامرات ابتغاء الإخلال، فما تكليفنا في هذه الحال التي يُريد المُخلّون فيها أن لا تبلغ الثورة غايتها؟
وما تكليفنا في المستقبل؟
نحن حتّى الآن نلنا الحريّة، وكلّكم الآن حضرتم أحرارا، والتقينا كما نريد، وما كنتم هكذا قبلا، ولا نحن.
كلنا الآن أحرار، والحريّة نعمة إلاهية كبيرة، فهل ننظر في هذا الوقت الذي نحن فيه أحرار أَنستَغِلّ الحريّة أم نستثمرها؟
الحرية أمانة إلهية رزقناها الله، فماذا نفعل بهذه الأمانة التي وهبها الله- تبارك وتعالى- لنا ومتّعنا بها؟
أنضعها لمصلحة الشعب والإسلام، أم لما يُخالِف مسيرة الثورة ولا يرضي الله؟
كلّنا الآن قد اجتزنا قاعة الامتحان فئات الشعب جميعا من رجال الدين إلى الجامعيين، من القوّة الجويّة إلى القوة البريّة والبحرية، من أسواق الإسلام إلى حدوده وعشائر إيران.
كلّنا الآن أحرار وفي امتحان، يريد الله أن يبلونا بهذه النعمة.
فإذا وضعناها في سبيلها وهو صلاح الشعب والإسلام وخدمة البلاد نجحنا في الامتحان.
وإذا سِرْنا بها- لا سمح الله- على خلاف مسير الشعب والإسلام، وانحدرنا إلى الفوضى لأنّنا تحرّرنا، أو رُحنا نظلم أنفسنا لأننا انطلقنا، أو عاكسنا النظام الإسلامي والوطني، وأقمنا الفوضى خالعين كل قاعدة من قواعد هذا النظام بذريعة الحرية، إذا حدث هذا، فقد وضعنا الحرية على خلاف مسير الشعب ومسير الإسلام.
فاسعوا، نخرج من الامتحان فائزين.
وإذا تعدَّيتُ أنا الحوزوي إذا تحرّرت على رفاقي ومَن هم إليّ وأصدقائي، فقد عملت على خلاف مسيرة الثورة ومسيرة الشعب، وخنت هذه الحرية التي أعطاها الله- تبارك وتعالى.
وإذا كنتم إخوتي العسكريين الذين حظيتم بالحرية الآن تريدون أن تستغلوها، وتسيروا بها على خلاف مسير الشعب والبلاد والأنظمة المقرَّرة، فأنتم مثلي لم تخرجوا من الامتحان، وخنتم- لا سمح الله.
فاحفظوا أمانة الله، ولا تخونوها.
خطر كفر نعمة الثورة
أنتم أحرار، فضعوا الحرية في صلاح الشعب وصلاح البلاد، فليست الحرية أن يعمل كل إنسان كل مايُريد، فيهرّب ويبيعَ غالياً، ويُزعزع الحدود، ويُزلزل النظام، ولا يرعى المقررات الوطنية والحكومية والإسلامية.
فليس هذا معنى الحرية.
الحرية ذات حدود، ولابُدَّ لهذه الحرية أن تحفظ، فلا حقّ لأحد أن يعتدي عليكم، فأنتم أحرار، ولا حقّ لأحد أن يحدّكم، لكن علينا جميعاً أن نصون المقررات.
فأنا الموجود هنا وأنتم الذين في الحدود يجب أن نحفظ المقررات، يجب أن نحترم الأنظمة، ونرعى كل ما هو مقرّر لنا ولكم، لنرفع هذه البلاد- إن شاء الله- إلى ما يليق بها.
فإن أعملْ أنا الموجود هنا ويعملْ مَن هو في طهران ومن هو في الحدود على خلاف المقررات- لا سمح الله- نكفُرْ هذه النعمة التي حباناها الله، ويجب أن نشكرها له، ولا نكفُر بها، لئلا يستردَّها مِنّا- لا سمح لُطفُه- فنعود للسنين الماضية ووَيْلاتها الخالية.
أيّها السادة: نحن هنا، وأنتم هناك، وكل الشعب في كل مكان يجب أن نستفيد بالحرية استفادة صحيحة، ولا نستغلّها.
يجب أن يعمل الجميع بما يعيّنه الشرع والعقل من مقرّرات، ونأخذ كلنا بالأنظمة التي يجب الأخذ بها والتمسك بمقرّراتها.
أشكر لكم أيها الأحبّة الأعزاء، أيها الأبناء المحترمون أنتم الذين في الحدود، وأنتم الذين تكدحون هناك، وتخدمون الإسلام وبلادكم في ذاك الهواء الحارّ كل الشكر، وآمل أن تحفظوا الثغور بأنفسكم، ولا تدعوا التهريب ترد منها ولا سيّما الأسلحة والمخدِّرات المضرّة بالأمّة.
يجب أن تكونوا فعّالين هناك، وتَصُدُّوا.
رزقكم الله جميعاً السلامة والعزّة والعافية، وجعلكم من مفتدى الإسلام.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 38,37