الموضوع: قضية المجلس التأسيسي ومؤامرة الأعداء لمنع المصادقة على الدستور
خطاب
الحاضرون: حشد من مختلف الطبقات
عدد الزوار: 68
التاريخ 25 خرداد 1358 هـ. ش/ 20 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: حشد من مختلف الطبقات
بسم الله الرحمن الرحيم
إعلان الخطر
حينما احسّ بخطر على الإسلام والمسلمين أجدني مكلّفاً أن انبّه المسلمين.
وفي هذا الموقع المتعلّق بالتصويت على القانون الأساسي احسّ بالخطر، وأشعر بمؤامرة، وأرى واجباً عليّ أن أذكّر الشعب الإيراني و لأؤدِّي تكليفي.
في هذه الأيام التي جرى فيها الكلام على القانون الأساسيّ ونشره تُطرَح قضايا أراها دالّة على مؤامرة.
مؤامرة على الإسلام والمسلمين والبلاد.
في هذه الأيام التي دار الكلام فيها على القانون الأساسي والمطالعة فيه والاستفتاء عليه بعد نظر المجلس فيه ومطالعة الخبراء له حدثت أمور احسّ بها الخطر، وأرى أنّه يجب أن ابصّر هذا الشعب.
طرح المشكلات مؤامرة أم غفلة
في الاجتماعات التي تحصل تطرحُ الجماعاتُ التي تجتمع هنا من طبقات شتّى قضايا ليس اليوم وقتها.
إنني أظنّ أنّ هذه القضايا والمآخذ يطرحها ناس بتأثير المؤامرات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ونحن اليوم معنيون بقضيّة يجب أن تتجِّه إليها كل أنظار الشعب، وهي أن لا موقع للحديث بالمشقّات والمعضلات واشتباهات الحكومة وخراب الأوضاع.
لينتبه السادة أنّ اليوم ليس يومَ عرض المآخذ، فيطرح المأخذ في الجيش والوزارات واللجان والمحاكم.
المآخذ محتملة اليوم على هذه الجهات ممن يتربّصون أن ينفّذوا مؤامرة كبيرة.
فذكر هذه الأمور في الوقت الذي يُراد فيه استفتاء الشعب على القانون الأساسيّ إمّا مؤامرة، وإمّا جهل.
مؤامرة لعرقلة المصادقة على الدستور
والموضوع المهمّ جداً هو لمن يجب أن أقول، ومن احدِّث، ومع من أتحدّث؟
وافيدُكم أنّ الناس متباينون في الخلاف، فمنهم الحسنو النيّة الذين لا يلتفتون لعمق القضايا.
ومنهم المتأثّرون بالدعايات وتقوّلات أصحاب الأغراض، وهم حسنو النيّة في الوقت نفسه.
ومنهم المشغولون بالمؤامرة بمنتهى سوء النيّة، والمؤامرة هي أن يعرقلوا المصادقة على القانون الأساسيّ سنةً أو سنتين بالبحث والنقاش، حتّى تتصل الشراذم العفنة، وتجتثّ أساس الإسلام.
وعرقلة المصادقة على القانون الأساسي وإقامة الجمهورية الإسلامية واستقرار الحكومة الإسلامية تُتيح للمتآمرين الذين على الحدود والذين داخل البلاد وخارجها أن يتّصل بعضهم ببعض، باتّصالهم يجتثّوا أصل القانون الأساسيّ وأصل الإسلام.
فيجب أن ينتبه ذوو النيّات الحسنة أنّ إعادة الحديث في مجلس المؤسِّسين ومناقشة القانون الأساسي فيه على ما مرّ هو كلام طرحه ذوو النيّات السيئة وسرى مأسوفاً عليه إلى الحسني النيّة.
وهذا ليستتبع مباحثات ومعارضات تستغرق سنتين أو ثلاثاً تجتمع فيها المؤامرات.
وهم الآن يدرّبون مرتزقة على الجانب الثاني من حدود إيران، حتى إذا لم نختم الموضوع يجتمع هؤلاء المرتزقة، وباجتماعهم يمكن أن تنزل بنا مصيبة، ويُلقوكم في المشقّة مرّة أخرى، ومع أنهم يُدمَّرون، لكنهم يثيرون الإزعاج.
مشروع الحكومة في استبدال المجلس التأسيسي
قام مجلس المؤسسين من أجل أن ينتخب الشعب ممثّلاته وممثّليه.
ولا فرق بين مشروع الحكومة الفعلي ومشاريع الغافلين أو المتأثرين أو من زيّنت لهم الشياطين أن يعرقلوا القانون الأساسيّ ليستغرق استقرار الحكومة الإسلامية سنة أو سنتين، لتنضج المؤامرات، وتُزيل الأساس.
والمشروع الذي قدّمته الحكومة هو أن يتألف مجلس المؤسسين بأقلّ عدد من الشعب نفسه وبموافقته وانتخابه.
وأولئك يطالعون- على ما ورد في مسودة القانون الأساسي- مآخذ المثقفين والحقوقيين وبقية الناس على مسودة القانون الأساسي.
ويدرسها منتخبو الشعب، وبعدما يصادقون عليها، تعاد إلى الاستفتاء مرّة أخرى مع أنّه لا حاجة لهذا، لكننا نعيده للرأي العام طلباً لتوطيده.
مجلس المؤسسين وسيلة يتشبث بها الواثقون بالغرب
لكن إذا استغرق مجلس المؤسسين بهذا الطول والعرض والعمق سنتين أو ثلاثاً ليصادق على القانون.
وأردنا من هؤلاء المثقفين المتغرّبين الذين بعضهم من المرتزقة على عِلم الذين يريدون أن يعيدوا النظام السابق أو شبهه من يساعدونهم من الجانب الآخر للحدود، ويأجرون العامل لئلّا يعمل، ويرون الإسلام قديما ويخشونه.
إذا أردنا أن نعرقل ما خطط له أولئك بمنتهى الحيلة، ووثق بهم جماعة من حسني النية، فيجب أن نقرأ الفاتحة على الإسلام وعلى بلادنا.
وأنا اليوم نبّهت الشعب أنّ مشروع مجلس المؤسّسين بذاك المعنى الذي رسمه الغرب ونفثته الشياطين في الأذهان يبعث على العرقلة والفساد.
فأولئك الذين انهزموا في المراحل الأولى، وقاطعوا الاستفتاء، وانحرفوا عن الإسلام فكّروا بعد هزيمتهم في الاستفتاء أن لا يدعوا المصادقة على القانون الأساسيّ تقع سريعاً عسى أن تنضج المؤامرة على ما يتخيّلون، وتعود القضايا السابقة.
اعلموا أيّها الشعب الإيراني، واعرفوا هؤلاء، ولْينتبه أولئك الذين غفلوا منكم أنّ أولئك الذين قاطعوا الاستفتاء سابقاً هم الذين يقولون الآن: لا نُشارك حتى يظهر مجلس المؤسّسين.
انظروا أيّ ناس هؤلاء؟
أولئك الذين يقولون من الجانب الآخر من البلاد: لانُشارك.
من هناك من مركز المؤامرة، من كردستان مركز المؤامرة يقول أولئك: لانشارك.
ما رأيهم؟
أولئك التابعون للشيوعية، ما رأيهم؟
استغاثة الشيطان الأكبر بالشياطين الآخرين
لينتبِهْ أكابرنا، ليبلغوا عمق الأمور.
فالطبقات المختلفة تجتمع الآن.
فأوَّل مابدأ الإسلام يظهر ولّى الشيطان الأكبر، ونادى الشياطين أن إذا استقام الإسلام بارت أعمال الجميع.
وارتفع عويلهم الآن، وتنادَوا أن عَرْقلوا القانون الأساسيّ.
ليلتفت السادة الحسنو النيّة، ويُطالعوا، ويدقّقوا، ولا يتأثّروا بالمفسدين، ولا يتأثّر مثقّفونا بالمثقفين الماكرين، ولا ينبهر حقوقيّونا بالحقوقيّين الغربيّين، ولا ينخدع محامونا بالمتغرّبين، ولا يعبأ قضاتنا بالمتغرّبين، ولا تسمع جامعتنا لمن يفسدون فيها، ولا ينظرْ عمّالنا وفلّاحونا للمفسدين.
هؤلاء شياطين، وفي صدر الإسلام نادى كبيرهم، وجمعهم، وهم يريدون أن يعملوا ذلك العمل الآن.
أيها الشعب أنّه ليس لكَ الآن أن تُشكِلَ على الحكومة، أو الجيش، أو السوق.
فهذا وقت اجتماع الكل للمصادقة على القانون الأساسيّ وتسريعه، ليتمّ في غضون شهر أو شهرين، لا أن يطول سنة أو سنتين، لتنضج المؤامرات.
إتمام الحجّة وإعلان الخطر
إلهي أنت تعلم أنني أدعو الآن إلى إصلاح الشعب والإسلام والقرآن المجيد وعلماء الدين والمسلمين.
وعرقلة المصادقة على القانون الأساسيّ وتركها لمجلس المؤسسين الكبير الذي تستغرق مناقشته وتأسيسه ستة أشهر، ومناقشاته ربّما امتدّت سنة أو اثنتين أو ثلاثا خطر على الإسلام وعلى رسول الله.
تأسيس مجلس المؤسّسين على هذه الصورة التي نفثها الغربيّون خطر على الإسلام وخطر على البلاد الإسلامية، وخطر على إمام الزمان.
ليعد المشتبهون، وليعلموا أنّ في الأمر مؤامرة، وليعلموا أنّي أحبُّهم أيَّما محبَّة، ولا اريد أن يُساءَ بهم الظنّ.
وليعلم أولئك الشياطين الذين يتآمرون بنا أنَّ شعبنا يقظ، وسَيُبدِّد المؤامرات.
أيقظنا الله من سُبات الغفلة، وقوَّى الإسلام والمسلمين، وكفَّ يد الأجانب عن بلداننا.
اللهمّ اجتثّ هذه الجذور العفنة التي تريد أن تتآمر بنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 136,133