الموضوع: عرقلة المصادقة على الدستور
خطاب
الحاضرون: ساكنو منطقة طهران نو في طهران وجمع من العاملين بالمجزرة الآلية في إصفهان العشائر الكردية
عدد الزوار: 107
التاريخ 27 خرداد 1358 هـ. ش/ 22 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: ساكنو منطقة طهران نو في طهران وجمع من العاملين بالمجزرة الآلية في إصفهان العشائر الكردية
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤامرة لحجب المصادقة على الدستور
هذا من بركات هذه الثورة أن اجتمعتم أيها الإخوان بعضكم إلى بعض، أنتم أيها السادة من كردستان، وهؤلاء السادة من إصفهان، وأولئك من أماكن أخرى. اجتمعنا معاً لنستعرض ما لدينا من قضايا، وأنتم تعلمون ما جرى في هذه النيِّف والخمسين عاماً التي مرّت على بلادنا وما جرى على شبّان هذه البلاد، وكيف تبدّدت خزائن هذه البلاد ومضت هدراً، وكيف تخلّفت الطاقة الإنسانية لهذه البلاد. والآن انهدم بحمد الله هذا السد الكبير باجتماع الجميع، وقُتِلَ الخونة أو فرّوا. وعلينا الآن أن نفكّر فيما يجب علينا، وهذه الأمور التي مضتْ مضت بخير. فقد شاركتم كلكم جميعا في الاستفتاء، واخترتم بحمد الله اختياراً حسناً. وبقي علينا من الآن فصاعداً أعمال. فأولئك الذين رفضوا الاستفتاء، ومنعوا مناطق من المشاركة فيه يريدون الآن ألّا يصل الدستور إلى المصادقة عليه، وذلك لأن هذا الدستور دستور إسلاميّ يتعلّق بالجمهورية الإسلامية، وأولئك يخشون الإسلام، ولهذا الخوف لا يدعون الجمهورية الإسلامية تقوم في إيران. كانوا قبلًا يقولون: نريد الجمهورية، ولا علاقة لنا بإسلامها، نريد الجمهورية الديمقراطية، أي: الجمهورية الغربية. ونحن مسلمون والمسلم لا يستطيع أن يتنازل عن الإسلام، يمكن أن يتنازل عن كل شيء، لكنه لا يمكن أن يتنازل عن الإسلام. كلكم قلتم: نحن نريد الجمهورية الإسلامية، وكانت تلك الفئة القليلة تقول في ذلك الوقت: نريد الجمهورية الديمقراطية، وهؤلاء حفنة ضئيلة جدّاً قبالة 99 بالمئة. كل تلك الشراذم كانت في جهة ونحن في جهة، ولمّا هُزِمُوا ونحن الآن نريد أن نقيم الدستور الإسلاميّ دستور الجمهورية الإسلامية أقدَم هؤلاء على أنْ يحولوا دون هذا الأمر، فقالوا: يجب أن يكون لنا مجلس مؤسسين مثل ما للغرب يتألف من ستِّ مئة عضو أو سبع مئة، ولابد من مرور أشهر حتى يتعيّن الأعضاء ثمّ لابدّ من مرور سنوات حتى تتسنى المصادقة عليه. هذا من أجل أن يتأخّر عسى أن تجتمع تلك الجذور العفنة، وتقوم بمفسدة ما.
غاية مناوئي الثورة من طرح فكرة مجلس المؤسسين
يجب عليكم جميعا أيّها السادة أن تنتبهوا أنّ المشروع الذي قدّمته الحكومة مشروع صحيح، ويُتمُّ المطلب سريعاً حتى لا يجتمع هؤلاء مرّة أخرى، ويعيدوا المفاسد السابقة، هؤلاء الذين يدعون الآن إلى مجلس مؤسسين هم الذين قاطعوا الاستفتاء بعضهم، وهم الآن يواصلون ذلك في كردستان بأنهم يريدون مجلس المؤسسين هذا أو يقاطعون التصويت. لقد قاطعوا الاستفتاء في حينه وها هم أولاء على حالهم. أولئك المعارضون للإسلام. لأيّ شيء نريد مجلس المؤسسين؟ نحن نريد أن يقوم الإسلام. ماذا نصنع بمجلس مؤسسين يستغرق تأليفه ثلاث سنوات أو أربعاً ويجعلنا في مواجهة الخطر الداهم؟ نحن نقول للشعب: عيّنوا ممثليكم خمسة وسبعين ممثّلًا لكم لينظروا في هذا القانون. كل السادة في كل مكان يرسلون ممثّلهم ليناقشوا هذا القانون، فإذا قبلوه أعدناه إلى الرأي العامّ باستفتاء يتمّ في يوم واحد، وتنجز الغاية في شهرين لا في أربع سنوات أو ثلاث تمتدّ فيها الأيدي بالمساعدة من خلف الحدود ومن داخلها وتتآزر أيدي أميركا وبريطانيا وأماكن أخرى وتنزل بنا كارثة ما.
الخونة في لباس القوميَّة
نحن نريد أنْ يتمّ الأمر سريعاً، وتصبح بلادنا إسلامية، وكلكم تريدون هذا المعنى. أنتم الذين تذهبون إلى كردستان بلّغوا سلامنا إلى كل أعزائنا هناك، وقولوا لهم: غاية ما يتوخاه أولئك هي أن يقدّموا النظام السابق أو نظيره، فيجب ألّا تفسحوا لهم المجال بينكم، وأعرضوا عنهم أو اهدوهم للخير، قولوا لهم: أنتم بدأتم الآن تفسدون ما تقولون؟ أتريدون أن تعملوا للشعب؟ حسنا، كلنا للشعب، فهلُمّوا ساعدوا، لِم تعرقلُون؟ نحن نريد أن نبني داراً، وأنتم تهدمون، ونريد أنْ تجري الزراعة، وأنتم تُتلفُونها، ونريد تشغيل المصانع، وأنتم تريدون تعطيلها. ونريد أن نجري استفتاء وأنتم تخربونَه، ونريد دستوراً إسلامياً، وأنتم تخرِبُونه أيضاً. فأنتم إذن فئة مخرِّبَة، لا فئة وطنيّة تريد العمل للشعب. تريدون أن تعيدوا ذلك الخراب الأوّل، ونحن- إن شاء الله- لا ندعكم تفعلون مثل هذا. سلمتم جميعا- إن شاء الله- ووُفِّقتُم وايِّدتم وبلّغوا سلامنا لأعزائنا هناك. حفظكم الله جميعا.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 159,158