الموضوع: دور علماء الدين في صعود المجتمع وسقوطه
خطاب
الحاضرون: علماء مدرسة ولي العصر في تبريز وطلابها
عدد الزوار: 43
التاريخ: 2 تير 1358 هـ. ش/ 28 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم- المدرسة الفيضية
الحاضرون: علماء مدرسة ولي العصر في تبريز وطلابها
بسم الله الرحمن الرحيم
مسؤولية الروحانيين الثقيلة وموقعهم الحسّاس
أنا آمل أن تكونوا أنتم أيها السادة الذين سلكتم هذا الطريق، ودخلتم المدرسة الدينية والعلمية من ذخائر هذا الشعب ومبلّغي الإسلام، فالطريق طريق حسن وخطر، حسن لأنه طريق الأنبياء الذين جاؤوا لتربية البشر، وعلماء الشعب أيضاً يجب أن يكونوا مربّي بشر. فالشغل إذن شغل الأنبياء، والطريق طريقهم. وخطر لأننا إذا لم نؤدِّ ما بذمّتنا غيرُ أولئك الذين لا يؤدّون ما عليهم. إذا فعل بقّال أو عامل أو أحد غير عالم الدين سوءاً- لا سمح الله- كان العيب عليه هو. أما إذا انتابكم أنتم العلماء الحازمون- وكلكم إن شاء الله في كل بلدة أو بلاد خبراء حازمون ومروّجون للإسلام- انحراف ما- لا سمح الله- فليس هذا الانحراف كما ينتاب سائر الناس.
ستبقون أنتم علامات الله، علامات الإسلام إن شاء الله، ومن كان علامة وعلامة الإسلام يجب أن تكون أعماله وأقواله، وكل حركاته وسكناته إلهية، وعلى الموازين الإلهية. فالناس ذوو نظر إلى علماء الدين، يهتمّون بهم، ويلتفتون إلى النبي الأكرم الذي هؤلاء ممثّلوه وممثلو إمام الزمان- سلام الله عليه- فلو ظهر انحراف من أحدهم وهم ممثلو أولياء الله ورسوله ساعةً ما سارع ذوو الأغراض إلى إناطته بعاتق الإسلام متخيّلين أنّ تعاليم الإسلام هكذا. ولهذا كان هذا الطريق خطراً وشريفاً. فجدّوا أن تجتازوا هذا الطريق المفعم بالخطر اجتيازاً حسنا، فهذا هو الصراط، أجل من هنا يبدأ الصراط الإلهي المستقيم.
جسر جهنم يمتدّ من الدنيا إلى الجنة، وأنتم الآن في وسطه الآن وعلى الصراط، فانتبهوا لئلّا تزلّوا حتى تبلغوا الجنّة إن شاء الله، حتى السعادة إن شاء الله، وانتبهوا أنّكم مربّو الناس في المستقبل إن شاء الله، ومربيّ الناس يجب أن يكون منزّهاً مهذّباً، والتفتوا إلى أنّ شغلَ عالم الدين أكبر شغل ومسؤوليته أكبر المسؤوليات. فعالم الدين واحد يستطيع إنقاذ شعب مثلما يستطيع أن يجرّه إلى الهلاك. انتبهوا ألّا تكونوا- لا سمح الله- من أولئك الذين يقودون الشعب إلى البوار. كونوا من أولئك الذين يوصلون الشعب إلى السعادة، وأن يبلغ خيركم كل مكان، ويوصل إلى السعادة. بإرشادكم يهتدي الناس، ولا يكن منكم في وقت من الأوقات عمل أو قول أو سلوك يبعث على الاعوجاج في الناس والانحراف. فهذا الانحراف بالغ الضرر عليكم. وكلكم إن شاء الله غداً من العلماء الحازمين، فانتبهوا أن تحصّلوا التقوى خلال تحصيلكم العلم، وتهذّبوا وقوّموا أخلاقكم، وطهّروا أعمالكم، وأن تكون على وفق الكتاب والسنة، واسعوا إلى أن تكونوا أنتم أنفسكم الكتاب والسنة، أي: الكتاب والسنة العمليين. ليكن عالم الدين على حال إذا رآه الناس فيها ذكروا رسول الله. فانهضوا بهذا الحمل، وعليكم أن توصلوه سالماً وتهدوا الناس. سلّمكم الله أنتم وأحبابكم ورفاقكم في تلك المدرسة وسائر المدارس وأسعدكم، وجعلكم الله جميعاً من العلماء الأعلام المهذّبين إذ نهضتم لله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 210,209