الموضوع: استغلال الانتهازيين للثورة الإسلامية
خطاب
الحاضرون: أعضاء المجمع الإسلامي وعمّال وموظفو صناعة النفط بطهران
عدد الزوار: 73
التاريخ 3 تير 1358 هـ. ش/ 29 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: أعضاء المجمع الإسلامي وعمّال وموظفو صناعة النفط بطهران
بسم الله الرحمن الرحيم
عرقلة الانتهازيين
أعلم أنّ النهضة والثورة تقدّمتا جيدا حتى ذهاب هذا النظام وتداعي هذا الجهاز الظالم، لكن حصلت حرية، وزال القمع بعد ذاك التقدم، وهجم الانتهازيون من الأطراف على إيران، وتسلّموا الأعمال بوسائل ما، ولا يدعون الأعمال الإسلامية تتقدّم. أنا أعلم هذا، ولا حصر له بشركة النفط. في كل المواقع مثل هذه القضايا ومن أولئك غير الصالحين، بل أكثرهم كانوا من ذاك النظام السابق وهم الآن موجودون أيضاً، ولم يُصفّوا، وعلى السادة أن يصبروا الآن حتى تنطوي مراحل أولئك الابتدائية، ثم تبدأ التصفية بداية صحيحة.
نحن نريد أن تكون البلاد إسلامية، وأن يكون مديرو الأمور فيها مؤمنين بالإسلام، والإسلام أساس أعمالهم، لا من أولئك الذين لا يعبأون بالإسلام كثيرا، فهؤلاء يجب أن يُصفّوا، إلّا أنّنا الآن سكتنا عن هذا الأمر لمصلحة، ونحن نعلم في الوقت نفسه أنّ هناك ناساً غير صالحين وفي شركة النفط خاصة على ما أعلموني يسيرون على علاقات معيّنة وقد غضضت الطرف مؤقتاً لتُحلّ قضايانا الأساسية، حتى إذا تحقّق هذا سهلت تلك القضايا، وهي ليست بمشكلة جدّا. فأولئك يُصَفَّون في يوم كبيرهم وصغيرهم. وأنا آمل أن يتم ما نريده من النظام الإسلامي بمحتواه كله إن شاء الله، لا أن نرفع لفظ الإسلام فقط ويبقى العمل طاغوتيا، وفي أماكن يرتفع لفظ الإسلام، لكن على الألسنة لا على الأرض.
نفوذ عناصر السوء في الأوساط الإسلامية والثورية
ما زال أولئك الذين لا يعتقدون بالإسلام يقولون كلمة الإسلام، لأنّهم يعلمون إقبال الناس الآن على الإسلام، وهؤلاء المقبلون كانوا في عهد الطاغوت معه يصدعون باسمه، وإذا ظهر الإسلام الآن أخذوا يتشدّقون به، ولا فرق لديهم، فهم مشترو الاثنين، هنا أنتم ترونهم يبحثون عمّن يشتريهم بأيّ نحو كان، وأولئك هكذا يفعلون، وما نحن بغافلين عن أنّهم هكذا، وعن أنّ فريقاً منهم غير معلوم الاعتقاد بالإسلام، ومنهم من لا اعتقاد له به، ومع ذلك تقتضي المصالح تحقّق هذه الأمور: تحوّل الحكومة الانتقالية إلى حكومة مستقرّة، وظهور المجلس، وكون المجلس من وطنيين. ونستطيع نحن- إن شاء الله- أن نبصِّر الناس أن يُرسلوا ناساً كفوئين إلى هذا المجلس. وعندما يكون المجلس وطنيّاً إسلامياً تحلّ هذه المسائل. وأمّا سكوتي عن كثير من الأفراد الذين أعلم أنّهم غير صالحين، فلمصلحة. وإن شاء الله تُوفّقوا وتخدموا هذه البلاد. ولن تصحّ الخدمة حتى يسود بَرْنامج الإسلام. ولا تتوقّعوا أبداً ألّا يكون غير المهتمين بالإسلام خونة، فأولئك يبحثون عن سبيل يبلغون به غاياتهم أيّ سبيل كان وفي أيّ يوم، فمتى لاح لهم سلكوه.
أضرار الفئوية والجهوّية
آمل إن شاء الله أن ينتبه الجميع، وتهتم الطبقات كلها بالإسلام. وكل هذه الخلافات والقضايا مضرّة ببلادنا وشعبنا وإسلامنا، فلينفضوا أيديهم منها، ولا يكونوا فئات فئات. فهذه الفئوية تبعث على التّخلُّف. فيشارك كل فريق منهم في صنع جمع يضمّهم كلهم. لقد ألغينا هذه الفِرَق والجماعات، وضممنا بعضها إلى بعض، فصارت قوّة كبيرة هزمت القوى الكبرى. والآن عادَ السادة، فصنعوا جماعات جماعات، جماعة كذا، وكل يوم تظهر جماعة، ولو كان عددها ضئيلا، ادعاؤهم كثير، ولا واقع لما يدّعون به، ولا برنامج لديهم ولا شيء بأيديهم سوى هذا المقدار، وهو جماعة كذا، وجماعة كذا، وحزب كذا. وكل هذه مضرّة بحال بلادنا. نحن نريد أن تكون كل هذه الجماعات واحدة، وأن تكون هذه الجماعة إسلامية، لتكون مفيدة للبلاد تخدمها، وتصلح ما اضطرب وما خرب فيها. وهذه الخلافات والفئوية لا تسمح بإصلاح، ولا تدع الحكومة تُنجز أعمالها، ولا يدعون الناس ينهضون بما عليهم. فهم في دعوة إلى هذه الفئة، أو إلى تلك، أو تلك، وهذا اشتباه، وربّما كان منهم ليس ذا نيّة سيّئة، لكن فهمه ضئيل، وإدراكه قليل، لا يتمتع بفهم سياسيّ، يَدّعون أنهم كذا وكذا وهم لا يفقهون سياسيّا. ولو كان لديهم وعي سياسيّ لما أقبلوا يصنعون هذا الحِزبَ وذاك الحزب، أو ذاك الفريق، وذاك الفريق. وكل يصنع شيئاً، وجماعة تستقطب الناس إليها في حين أنّ عددهم ليس بشيء، لكنه مضرّ.
أيقظنا الله جميعا إن شاء الله، والكل يُؤثرون مصلحة البلاد، وإن شاء الله تتقدّم وتُحلّ المسائل، واطمئنّوا أنّ هؤلاء لا يستطيعون بعدُ أن يفعلوا شيئا، فقد قلت الأمر، وفّقكم الله جميعا. ايِّدتم إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 213,212