الموضوع: مجابهة حرس الثورة للعدو الداخلي والخارجي
خطاب
الحاضرون: حرس الثورة الإسلامية بهمدان
عدد الزوار: 49
التاريخ: 4 تير 1358 هـ. ش/ 30 رجب 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: حرس الثورة الإسلامية بهمدان
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمى حراسة
أشكر لكم أيها الحرس أمرين: أحدهما أنكم جئتم من مكان بعيد للملاقاة وإفاضة ما في صدوركم ونحن إذا كان لنا ما نبثكم إيّاه فعلنا، والأمر الآخر هو أنكم حرس وحرس الإسلام، وأنا أرجو أن نكون كلنا حرس الإسلام والقرآن.
حراسة الإسلام منها هذه المشغول بها عدد غفير من الشعب في أرجاء البلاد بحمد الله، وفي يدها نظم البلاد، ولو لم يكونوا لما كان النظم. وحراسة أسمى من هذه، وتلك حراسة الإسلام وأحكامه وحراسة الإنسان نفسه. ومثلما أنّ للبلاد لصوصاً وخونة وجناة تجب حمايتها من هذه الخيانات والجنايات- وهذا ما نهض به حرس الثورة الإسلامية والحمد لله- فإنّ في نفس الإنسان جنوداً شيطانيّين كثيرين إذا لم يحترس منهم يُهلِكونَه. وإذا قام الحرس الإسلامي لثورتنا بحراسة أنفسهم وهم في الخدمة الصادقة والعاشقة للإسلام، فقد أدَّوا حقّ الحراسة.
خطر استغلال المقدرة
وإذا حصل انحراف- لا سمح الله- أو تعدٍّ من جانب هؤلاء الذين يقولون: نحن حرس الإسلام على إخوانهم- وهم الآن مقتدرون أحرار ويستطيعون استغلال قدرتهم وحرّيتهم في التعدّي على إخوانهم لا سمح الله ومداهمة منازلهم لا سمح الله- فليس مرتكب ذلك حينئذ إنساناً عادياً- وذلك العادي مجرم أيضا- وإنّما جماعة تدعى حرس الثورة الإسلامية، وترتدي لباس حرس الجمهورية الإسلامية. إذا حصل لا سمح الله- اشتباه أو خطأ من الحرس الإسلامي حرس الجمهورية الإسلامية، فإنّه يختلف عن مثله الصادر عن إنسان عادي، لأنّ هؤلاء يُعرِّفونَ أنفهسم أنّنا جند الإسلام وحرسه، والجميع يتوقّع من حرس الإسلام أن يسيروا على نهج الإسلام، وأن تكون كل أعمالهم إسلامية.
واجبات علماء الدين والحرس الثقيلة
وهكذا شأن علماء الدين الذين هم حرس الإسلام وأحكامه إذا فعل أحد متلبّس بلباسهم- لا سمح الله- خلافاً، فإنّه يختلف عن فعل إنسان عادي، لأنّ هؤلاء حُماة الإسلام، وعليهم لباس علماء الإسلام لباس حراسة القرآن والسنّة. فإن حصل- لا سمح الله- اشتباه أو خطأ في وقت ما من أحدهم، فإنّه يختلف عمّا يحصل من إنسان معتاد، فواجبكم أيها الشبّان الحارسون للجمهورية الإسلامية والروحانيّون الحُماة لأحكام الإسلام والقرآن عظيم وعملكم شريف. وعملكم شريف لأنّ حراسة الإسلام سامية جدّاً ومسؤوليتها كبيرة جدّاً أيضا، فيجب أن تحفظوا هذه الحدود والثغور الإسلامية. ولا يكن فقط نحن حرس الإسلام، ونحن نقول أيضاً: نحن علماء الإسلام، وأنتم تقولون: نحن حرس الإسلام، ونحن- لا سمح الله- لا نعمل وقتاً ما بما يعمله حرس الإسلام. يجب أن نكون على ما ندّعي من أنّنا حرس وحرس الجمهورية الإسلامية وحرس أحكام الإسلام. يجب أن تكون حدودنا حدوداً إسلامية أوّلًا، وأن يكون طريقنا طريق الإسلام المستقيم، ليقبل الله ادعاءنا. وافرضوا أنّ الناس غير مطّلعين على ما نعمل من باطل، فإنّ الله مطّلع عليه لأنّنا في حضرته. ولا نستطيع ساعة عصيانه أن ندّعي بين يديه أننا حرس الإسلام، لأنّنا عملنا على خلاف موازين الإسلام- والعياذ بالله- وإن نرِدْ أن ندَّعي أننا حرس الإسلام، فلن نستطيع، فمن يعمل خلاف الإسلام لا يستطيع القول: أنا حارس الإسلام، ومن هو لصٌ لا يقدر أن يقول: أنا حارس، أنا خادم. فالحارس عندما يسرق ليس بحارس، وإنما هو لصّ. والحارس إذا كان مخالفاً لموازين الإسلام- لا سمح الله- فليس بحارس، وإنّما هو امرُؤٌ مخالِف للإسلام.
فاسعَوا أيها الإخوان أن تُصلِحوا أنفسكم وتحرسوها، فإن حرستم أنفسكم أمام الله- تبارك وتعالى- حراستكم للجمهورية الإسلامية، وكانت غالية غاية الغلاء في مثل هذا الزمان الذي يحتاج فيه الإسلام لحارس والناس المخالفون له وللجمهورية الإسلامية يتآمرون ضده به مشغولين بالتربّص في حدودنا ومدننا، وهو في هذه الحال محتاج إلى الحرس، فاحرسوا أنفسكم، واحرسوا الجمهورية الإسلامية والله يوفّقكم جميعاً إن شاء الله ويؤيدكم ويرعاكم. والسيد المدني 1 بعدما رَتبَ أعمالَه في تبريز سيجيء إن شاء الله إلى همدان. وفّقكم الله إن شاء الله.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 223,222
1- السيد أسد الله المدني، أُستشهد في محراب الصلاة على أيدي زمرة المنافقين.
2011-05-08