الموضوع: واجب علماء الإسلام الخطير في الجمهورية الإسلامية
خطاب
الحاضرون: علماء الدين من مدينة إصفهان
عدد الزوار: 74
التاريخ 5 تير 1358 هـ. ش/ 1 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: علماء الدين من مدينة إصفهان
بسم الله الرحمن الرحيم
إصفهان مركز العلم وعلماء الإسلام العظام
كانت إصفهان دائماً مركز العلم، وعلى ما سمعت كان فيها في بعض الأوقات سبعة آلاف أو أكثر من أهل العلم كانوا طلبة فيها، وتخرَّج فيها كثير من عظماء العلماء والمفكّرين العظيمي الشأن، وهي الآن مركز العلم أيضا، وفيها علماء كبار. والأمل أن تكون تلك الحوزة ظهير الإسلام ومُروِّجه ببركتهم وعظمتهم.
واجب علماء الدين الخطير
يجب أن تلتفت الحوزات في هذا الوقت والوضع الذي نحن فيه والأعداء يريدون ذريعة يتذرَّعون بها علينا وعلى أهل العلم والعلماء والفضلاء والطلّاب خاصّة، فعليهم أن ينتبهوا كثيرا وهم موضع تتبّع وتعقّب ألّا يقع انحراف من أحد مستتر بهذا الزِّيِّ- لا سمح الله- فيُناط بالإسلام. ففي النظام السابق إذا ارتكب معمّم باطلًا ما كان معلوماً أن ينسبوه إلى الإسلام، كانوا يقولون عنه: هذا منحرف، أو هذا شرطيّ أمن، أو من حاشية البلاط، وإذا وقع انحراف اليوم- لا سمح الله- في المدارس واللجان والمحاكم والأماكن الأخرى والنظام نظام الجمهورية الإسلامية والأنظار مشدودة إليكم، فإنّه يحسب على الإسلام، فيقال: هذه هي الجمهورية الإسلامية، هذا الذي تَرَون. ولهذا كان واجبنا اليوم ثقيلًا جدّاً، واجبنا هو حفظ وجاهة الإسلام. واجبنا أن ننشر الإسلام بأعمالنا وأقوالنا وسلوكنا، ونحفظ نقاءَه، فإن رأينا انحرافا- لا سمح الله- وقفنا في وجهه. إذا رأيتم أحداً يتخطّى واجب أهل العلم الإنساني الإسلامي، فانهوه، فإن لم ينتَهِ، فاعتزلوه جانباً. يجب أن نؤدِّي الواجب الإسلامي، ولا نعطي الآخرين فرصة، ولا نضع في يد الأعداء وسيلة يلوثوننا بها، ويقولون: العلماء يفعلون كذا، أو هم متسلّطون، أو ذوو انحرافات، أو يريدون التنعّم بالحياة والاستئثار بها. فالقضية مهمّة اليوم جدا، وتختلف عمّا كانت عليه في السابق. فعلى السادة المجدِّين في تحصيل العلم أن يكونوا مجدِّين في تهذيب الأخلاق والأعمال والعقائد والفضائل الأخلاقية، فالعلم بلا عمل ولا تقوى مضرّ في أغلب الأوقات. فالعالم يجب أن يكون متقياً وذاكِراً لله- تبارك وتعالى- ليستطيع تربية المجتمع. أجل يجب أن يربِّي نفسه أوّلًا ليستطيع تربية المجتمع.
إبداء الرأي في الدستور
والأمل أن يعرب السادة عن آرائهم في الدستور الذي يُناقَش في هذا الوقت ويُقدّموها مباشرة حيث تُجمع الآراء، ولا ثمر للإرسال عندي الآن، يجب أن تحضروا بأنفسكم، وتصرِّحوا بآرائكم، وانتبهوا أن تقعدوا ساكتين والآخرون يعربون عن نظرهم، على أصحاب الرأي أن يُقدّموا رأيهم، على علماء الإسلام أنْ يصدعوا بنظرهم، ويبيّنوا مالهم من إشكال على مسودّة الدستور 1، لتدرسَ فيما بعد. وفوق ذلك عليكم أن تنتبهوا أنّ عليكم مستقبلًا أن تعيّنوا وكلاءكم للنظر في الدستور. فانتبهوا أن يكون المعنيون لهذا متدينين مطّلعين معتقدين بالإسلام وهذه الثورة الإسلامية، ليكون لنا إن شاء الله بنظرهم دستور إسلاميّ بكل معنى الكلمة.
أشكر لكل السادة المشايخ المعظّمين والسادة الفضلاء وأئمة الجماعات والآخرين الذين شرَّفوا بالمجيء والسادة الذين جلسوا هنا في هذا الجوّ الحارّ. أيّدكم الله جميعاً وسلَّمكم وجعل السعادة نصيب الكل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 241,238
1- بعد تأسيس مجلس خبراء الدستور تعرض عليهم مسودته، ليعرضوا آراءهم فيها.
2011-05-08