يتم التحميل...

الموضوع: ظلم النظام البهلوي لنساء إيران‏

خطاب

الحاضرون: جمع من النساء من مدينة أهواز

عدد الزوار: 47

التاريخ 10 تير 1358 هـ. ش/ 6 شعبان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: جمع من النساء من مدينة أهواز

بسم الله الرحمن الرحيم

ظلمُ البهلويين للنساء وعلماء الدين‏

أستطيع أن أقول: كان الظلم للنساء أكثر في عهد هذا الأب والابن من سائر الطبقات. وربّما لا يذكر أكثركم ما فعلوا بالنساء في زمن رضا شاه، وما أنزلوا بهنّ من المصائب بدعوى أنّني أريد أن أجعل إيران نظير أوربّة، وأجدِّدَها، أريد أن أجلب نصف السكّان إلى المجتمع. ولا تدرون ما فعل هؤلاء بالسيدات. في ذلك الوقت ظلموا طبقتين أكثر من غيرهما، كانت إحداهما السيدات اللواتي ظُلِمْنَ ظُلْماً عظيماً بهذا الاسم، وكانت الأخرى علماء الدين. هاتان الطبقتان لعلّهم تعدّوا عليهما في عهد رضا شاه أكثر من سائر الناس. فألزموا السيّدات أن يحضرن المجالس الفاسدة، وألزموا الرجال أن يحضروا تلك المجالس الفاسدة بنسائهم وبناتهم حتّى في قم التي كانت مركز رجال الدين كانت هذه القضايا وفي كل المدن.

لم يكن أولئك يريدون أن يُضيفوا إلى المجتمع الإيراني نصفه الآخر، وإنّما كانوا يريدون ألا يبقى المجتمع الإيراني كلّه على ما يريد. ما كان أولئك يريدون أن يُحرّروا النساء، لأنّ الرجال أيضاً ما كانوا أحراراً في ذلك الزمان، فلا النساء كنّ حرّات، ولا الرجال. كان أولئك يرون الحرّية في أشياء أخرى كان الفساد فيها كلّها. كانوا يرون الحرية في أن تتعرّى النساء والرجال معاً في البحر، ويسبحون معا، ويجتمعون في دور البِغاء ومراكز الفحشاء، ويفعلون- على ما يقولون- كلَّ ما طاب لهم. لقد محا هؤلاء التربية الإنسانية كلّها من إيران، ونشروا فيها التربية الغربية، وليست التربية الغربية الصحيحة، بل التربية الغربية الفاسدة، وربّما انحسرت المعنويات في زمان هذا الابن أكثر من غيرها، ولعلّ الظلم في زمانه كان أظهر، فقد آذوا النساء أكثر، وآذوا الناس كثيرا.

وقضى هذان على المعنويات في زمانهما أكثر من غيرهما، فلم يَدَعُوا الوعي الفكريّ يظهر، وهدروا إمكانات هذه البلاد باسم الحضارة والحضارة الكبرى، هدروا كلّ ما لهذه البلاد من أشياء عامّة والطاقة الإنسانية خاصّة، وخانوا بلادنا على هذا الصعيد أكثر من خيانتهما في الاقتصاد أو الجيش أو الثقافة. لم يدعوا طاقتنا الإنسانية تنمو، ولا ثقافتنا ترقى ولا شبّاننا يَعُون. كلّ عمل عملوه كان على حساب البلاد. وإذ رحلوا الآن تركوا للمصارف قروضاً ليس معلوماً أن تستطيع الحكومة الخروج من وطأتها. أخذوا كلّ أشياء بلادنا، وتركوها خربة.

أنتن أيتها السيدات شاركتن في الثورة- حفظكنّ الله- فشاركن فيها من الآن فصاعداً، وتقدَّمنَ بها، والمهم أن تربين أولاداً صالحين. كانوا يريدون أن يفصلوا النساء عن أبنائهن، فجذبوهن إلى الإدارات، لا لتصلح الإدارة، بل ليفسدوا الإدارات، وليفصلوا الأطفال عن أحضان أمّهاتهم، والطفل إذا لم يكن في حجر أمّه في الصغر يتعقّد، وأكثر المفاسد من هذه العُقد التي يُبتلى بها الأطفال. فاحفظن أبناءكنّ حفظاً حسنا، ورِبِّينَهم تربية طيّبة فهؤلاء الأطفال هم الذين يُنقذون البلاد، ففي ظلالكنّ ينشأون نشأة إسلامية، ويشبّون على الفضيلة والإيمان، ليتمكّنوا من خدمة هذه البلاد. حفظكنّ الله جميعا، وأسعدكنّ كلّكنّ إن شاء الله، وجعلكنّ جميعاً مفيدات لبلادكنّ.


* صحيفة الإمام، ج‏8، ص: 274,273

2011-05-08