يتم التحميل...

الموضوع: انحازت الثورة الإسلامية

خطاب

الحاضرون: سيّدات الساحل الجنوبي

عدد الزوار: 123

التاريخ 12 تير 1358 هـ. ش/ 8 شعبان 1399 هـ. ق‏
المكان: قم‏
الحاضرون: سيّدات الساحل الجنوبي

‏‏بسم الله الرحمن الرحيم

النساء في الساحة السياسية

في هذا الهواء الحارّ وهذا المنزل الضيَّق واجتماع الاخوة والأخوات هذا تحت الشمس. أعتذر لكم عن عدم استطاعتي الإطناب، وأكتفي بعدّة كلمات وأستودعكم الله.

هذا من بركات هذه الثورة أن تردن أنتن سيدات الساحل وسائر سيّدات إيران قضايا اليوم السياسية، فالأيدي الجانية التي كان مظهرها محمد رضا أباه عزلت جميع الطبقات عن الشؤون الاجتماعية والسياسية جانباً، فما كانت القضايا السياسية تطرح للسيدات، ولا كانت مطروحة لإخوانهنّ، وما كانوا يطرحونه كان جارياً في مهبّ سياسة الاستلاب. وإذا كانت فئات من الناس المدعوّين بالساسة قد وردت السياسة في ذلك الوقت، فما كان لهم غير السياسة التي أملاها الغرب لنهب الشرق.

هذا التحول الذي حصل في إيران تحوّل شامل فكريّ وروحيّ وسواهما كلّها معجزات جعلها الله نصيبكم أيها الشعب في هذا الوقت. وأرى متحدّثتكنّ وخطيبتكنّ اليوم أنتنّ سيدات الساحل تتناول قضايا اليوم قضايا اليوم السياسية والاجتماعية على نحو ما تفعل سيّدات إيران الأُخر في المراكز وسائر المناطق إذ يعرضن لمسائل السياسة والاجتماع الحاضرة، وهذا التحوّل حصل ببركة هذه الثورة الإسلامية.

تقرير مصير البلاد بيد الشعب‏

وأملي أن يدوم هذا التحوّل، فجدّوا أنتنّ أيتها الأخوات وأنتم أيها الأخوة مَعَ سائر الاخوة والأخوات أن تحفظوا هذا التحوّل الروحي، انهضوا بشؤونكم السياسية والاجتماعية. في النظام السابق باسم تعليم نصف المجتمع السياسة أقصوا كلّ هذا المجتمع عن قضايا اليوم وشؤون الحياة السياسية. واليوم أقبل الجميع على شؤونهم وأمور بلادهم وسياسة الحكومة، اليوم كل الشعب السيدات والسادة يُشاركون في صنع مصيرهم، فليس هو ذاك اليوم الذي كانوا مكبوتين فيه جميعاً. كان أولئك يدّعون بالقول: نحن حرّرنا نصف المجتمع. باسم تحرير نصف المجتمع حرموا كلّ المجتمع الحرّية. أنتم اليوم أحرار، كل اخوتنا وأخواتنا اليوم أحرار، وينتقدون على الحكومة كل شي‏ء يخالف مسيرهم انتقاداً حرّاً، ويطلبون منها مطالب أساسية. وهذه الثورة حرّرتكم، وفكّت عنكم تلك القيود التي كان الشعب مغلولًا بها، وأطلقتكم منها، وها أنتم أولاء، الآن مجتمعون هنا بحرّية وتطرحون الأمور السياسية والاجتماعية التي يحتاج إليها الشعب. ولستُنّ أنتن أيتها السيّدات سيّدات عدّة سنوات خلت، ولا الاخوة رجالَ تلك السنوات. أنتم اليوم تقرّرون مصيركم بأنفسكم، فتطرحون القضايا السياسية التي تريدونها من الحكومة. وهذا هو معنى الحرّية التي أعطاكموها الإسلام، وسيكون أسمى الحرّيات نصيبكم فيما بعد إن شاء الله.

كلنا معاً في تنفيذ قانون الإسلام‏

اليوم هو اليوم الذي يتآزر فيه جميع الاخوة والأخوات واضعين يداً بيد ويتقدّمون بهذه الثورة بكلمة واحدة هي أنّ الإسلام يجب أن يتجلّى في هذه البلاد بإقامته الصحيحة فيها، ولو عُرض الإسلام بهذه الصورة التي هو عليها، لالتفتت إليه جميع الشعوب. وأنتم مكلّفون أن توصلوا هذه الثورة التي أوصلتموها إلى هنا إلى غايتها، وأن تحتاروا في انتخاب الممثلين الخبراء للنظر في الدستور الذي هو مصير هذا الشعب ناساً متدينين مطلعين ملتزمين معتقدين بهذه الثورة لا يميلون للشرق ولا للغرب، فهم على صراط الإنسانية والإسلام المستقيم، انتخبوا هؤلاء، واستودعوا مصيركم ناساً أمناء، ولا تستودعوه ناساً يُحتمل أن يخونوا، اختاروا من يعيّنهم علماء بلادكم وحكماؤها ومتدينوها، وأمنحوهم أصواتكم، لتتم المصادقة على الدستور على وفق الإسلام ومصالح البلاد، ثمّ يُقدّم للاستفتاء عليه إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


* صحيفة الإمام، ج‏8، ص: 295,294

2011-05-08