الموضوع: كرامة الإسلام رهن بسيرة المسؤولين
خطاب
الحاضرون: حرس الثورة الإسلامية بمشهد
عدد الزوار: 46
التاريخ: 12 تير 1358 هـ. ش/ 8 شعبان 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: حرس الثورة الإسلامية بمشهد
بسم الله الرحمن الرحيم
كرامة الإسلام وسيرة المسؤولين
يجب أن يكون معلمو القراءة والكتابة معلمي أخلاق أيضاً في الأعمال التي يجب إنجازها. فبلادنا الآن محتاجة لهذا الأمر، وهو أن ينهضوا بهذا الواجب، وأن يكونوا معلمي أخلاق لمن تحت أيديهم أيضاً. فوضعنا الآن هو أننا في مفترق طرق، أحدهما أن نُري العالم الإسلام والجمهورية الإسلامية إراءةً، ليتلفت الجميع إلى ما ندّعي أننا نريد أن نقيم حكومة العدل، ونرفع الجمهورية على قواعد الإسلام. والأعداء ملتفتون إلى ما يفعل هؤلاء. فإذا لحظوا فينا طرف مخالفة جَرفونا نحن والجمهورية بعاصفة النقد، أي: أنّ كرامة الإسلام اليوم بيد شعبنا، واكثرها بيدكم أنتم الحرس ونحن المعمّمين: فإذا لم نُؤدّ واجباتنا الإسلامية نحن المعممين- والعياذ بالله- ولم تؤدوا أنتم الحرس واجباتكم الإسلامية، فمن الممكن- لا سمح الله- أن يلمح هؤلاءِ الأعداءُ المتربّصون بنا نقصاً، فيُسمّعوا به، ويُرووه شيئاً، ويجعلوه ألفاً، لا في الخارج، إنما في إيران. إذا انحرفنا عن الطريق خُطوةً واحدة نحن أو أنتم يحسبُها أولئك المعادون على المبادئ، فما يقولون- مثلًا-: حارس دخل دار أحد، وأخذ منها شيئاً، ولا يقولون: شيخ تكلّم على خلاف الإسلام، أو عمل على خلافه، يقولون: هكذا كانت الجمهورية الإسلامية.
وجوب حفظ كيان الإسلام
نحن مسؤولون اليوم، أي: أنا وهذا السيّد الحاضر هنا، وكلّ أحد في كل مكان وكلّ عالم دين في كل مكان، أنتم أيّها السادة وكل حارس في كل مكان وسائر أفراد هذه البلاد في عاتقكم مسؤولية كبيرة هي مسؤولية حفظ الإسلام، وحفظ هيبة الإسلام الآن رهن بأعمالنا. إذا فعلنا سوءاً لا يُحتسب علينا، وإنما يحسبه أعداؤنا على الجمهورية الإسلامية. يقولون: الجمهورية الإسلامية مثل النظام السابق، تعمل تلك الأعمال، كان أولئك يذهبون ويعتقلون الناس بغير برهان، وهؤلاء يذهبون ويقبضون على الناس أيضاً، أولئك كانوا يُداهمون بيوت الناس، وهؤلاء يُداهمونها أيضاً... افترض أنّ أحداً مجرمٌ مئةً بالمئة، لكن لا يجب أن يذهب الحرس إلى منزل هذا الجاني مئة بالمئة ويعتقلوه، ويُخيفوا طفله وامرأته. فهذا يكون سبباً أن ينسبوا التقصير لجمهوريتنا وإسلامنا اللذين ندعي أنهما- وهو كذلك- نبع العدالة، إذا فعلنا هذا، فالتقصير منا، لا من الإسلام، لكنّ أولئك ينسبونه للجمهورية، ونحن مسؤولون عن هذا بين يدي الله.
الجرم غير المغتفر
إذا فعلنا فعلًا يُشوِّه الإسلام في نظر العالم، فهذا من الذنوب التي لا تغتفر، ولا تجبر، وما سواهُ مما يجري بيننا وبين الله إذا فعلناه نتوب منه وينتهي الأمر. أما أن نقدّم للدنيا إسلاماً هو نظام محمد رضا، ويعمل فيه هذا الشيخ ما كان يعملُه فيه ذلك العقيد في ذلك الوقت، ويرتكب الحارس الإسلاميّ المؤمن ما كان رجال منظمة الأمن يرتكبونه، فهذه تكون أسباباً لتشويه ديننا ذلك الدين الذي بذل أولياء الله دماءهم منْ أجل حفظه.
سيّد الشهداء حين بذل دمه ما كان يريد أن يحكم، كان يريد أن تسود العدالة. كان يرى معاوية وابنه يشوّهان الإسلام، فإراد أن يخرج الإسلام مّما كانا يريدانه به. لقد بذلوا دماءهم منْ أجل أن يحفظوا هذا الدين الإسلامي، وما كانوا يهتمّون أن يموتوا، ويبقى دينهم محفوظاً.
ونحن الآن في حالٍ يواجه ديننا فيها الخطر، فأعداؤنا يترقّبون أن يُؤاخذونا بشيء، ويعلقوه على ديننا لا علينا. إذا حسبوه علينا، فليس بمهمٌ جداً. كانوا يقولون: الخميني إنسان فاسد. إذا عملنا ما يقولون به: هذا الدين غير سليم، هذا هو الخطر، وهم بصدَدِه.
وإذا يروننا الآن نحن وأنتم نقول: الجمهورية الإسلامية، وحفنة من المخالفين تقول: الجمهورية فقط، وإذا يعمل الإسلام هنا؟ وحفنة أخرى تقول: لا فائدة من الإسلام الآن، وحفنة تقول: ماذا كان الإسلام أصلًا؟ هؤلاء الآن بصدد أن يروا منّي أو منكم شيئاً، لينيطُوهُ بديننا، وهذه المسؤولية غير المسؤولية التي بيني وبين الله، والتي بينكم وبين الله. إذنبنا بيننا وبين الله ذنباً وتُبنا منه، غفره الله لنا. أمّا إذا ارتكبنا ما يسيء للإسلام في هذا الوقت الذي ندّعي فيه أنّ ذلك النظام كان فاسداً ونحن جئنا بنظام سليم لنقيمه مقامه، إذا صدر عنا مثل هذا العمل الذي يشين نظامنا في هذا الوقت لم يكن من الذنوب التي نقول فيها: أستغفر الله ربّي، وأتوب إليه. أنتَ أزلت الإسلام. وهذا مثل إرادة معاوية الاستغفار، وهو الذي محا الإسلام، فلا معنى لاستغفاره، وما يُقبل منه.
نصيحة والتماس
أُوصيكم أيّها السادة وألتمسكم أن تدركوا أنّ هذا اليوم هو اليوم الذي يجب علينا فيها أن نحفظ ديننا، أنتم معلّمون تريدون أن تذهبوا، تذهبوا، لتربُّوا الناس، فأبلغوهم جميعاً سلامي والتماسي أن يعرفوا أن اليوم هو يوم الإسلام، وليس يوم هذه القضايا، قولوا لأولئك: الآن إذ آلت القوّة إليكم لا تستغلوها في السُّوء، اجعلوها من أجل الإسلام، ولو صدر عنا خلاف- لا سمح الله- لَسُئلنا جميعاً. حفظكم الله جميعاً، وفّقكم، وسلّمكم.
* صحيفة الإمام، ج8، ص: 312,310