الموضوع: الثبات في تحمل المسؤولية، الجماعات المعارضة في كردستان
حديث
الحاضرون: قاسم علي ظهير نژاد (قائد الفرقة 64 في ارومية) وجمع من القادة العسكريين
عدد الزوار: 150
التاريخ: 24 ارديبهشت 1358 هـ. ش/ 17 جمادى الثانية 1399 هـ. ق
المكان: قم
الحاضرون: قاسم علي ظهير نژاد (قائد الفرقة 64 في ارومية) وجمع من القادة العسكريين
بسم الله الرحمن الرحيم
حراسة الحدود مسؤولية خطيرة
... هل العلاج أن يتنحى المسؤولون جانباً، أم تكثيف النشاط الإعلامي؟
إن الذين يؤمنون بالإسلام وبالوطن، ويتطلعون لاستقرار البلد، ولديهم الرغبة والاستعداد للعمل، لابد لهم من النزول الى الساحة في مثل هذه الظروف الخطيرة، وإلا فإذا كانت الظروف هادئة والأوضاع مستقرة تنفي الضرورة لوجودهم. ليس العلاج أن تتنحوا جانباً، لأن هناك من يرى ضرورة وجودكم، بل العلاج هو أن تعملوا على إيجاد حلول لهذه المشاكل. فقبل يوم او يومين طلبت من المسؤولين عن الاقتصاد ووزير الدفاع وقائد قوات الجندرمة والبقية، الحضور هنا، وقد أوصيتهم بضرورة المحافظة على الحدود وعدم السماح بتهريب الأسلحة، وإن هذا الأمر يقع على عاتق الجيش وقوات الجندرمة، وحسب ما ذكر إن اللصوص يتواجدون بين الطرق! فإذا كان كذلك فأنتم مسؤولون، كل من يستطيع منكم العمل فليبق، ومن لا يستطيع فلينسحب ويحل شخص آخر مكانه! لقد قلت هذا للجميع. وقد أعرب الجميع عن عزمهم على المضي قدماً في مسؤولياتهم، غاية الامر أنهم طلبوا مني أن أقوم برفع معنويات الجيش وقوات الجندرمة والشرطة وقوى الأمن الداخلي الأخرى، وسوف أقوم بذلك.
الهروب من المسؤولية يتعارض مع روحية الإسلام والثورة
على أي حال، عليكم أن تتفاهموا مع رئيس الأركان ورئيس الجندرمة وبقية المسؤولين وتقترحوا عليهم ما ترونه مناسباً لحل القضايا. إن التنحي جانباً في وقت يكون البلد في أمس الحاجة اليكم، أمر مخالف للروح والتضحية وتحمل أعباء المسؤولية. إن البلد بحاجة الى خدماتكم جميعاً. فإذا ما قرر فلان أن يذهب ويجلس في بيته وينشغل بالمطالعة، أجلس أنا في بيتي وأنشغل بأعمالي، وأنتم تنتحون جانباً، وهكذا بالنسبة للآخرين، فإن هذا مخالف لروحية الثورة، وكذلك مخالف لتوجيهات الإسلام، ومخالف ايضاً لروح التضحية التي يجب أن نتحلى بها جميعاً.
على أي حال لا يمكن حل القضايا بهذه الطريقة، فإن تخليكم عن المسؤولية لن يصلح الأمور، بل يزيدها تعقيداً، والمطلوب هو التواجد في الساحة وبذل كل الجهود وبعد ذلك فأنتم معذورون. وبالنسبة لهذه المشاكل فلا بد من مناقشتها مع هؤلاء وحلِّها. إن قوات الجندرمة تريد الدعم، والجيش يريد الدعم، والمعسكرات تريد الدعم، وهؤلاء الذين استدعيتهم ايضاً قد وعدوني بأن يتم هذا العمل غاية الأمر أنهم طلبوا أن أدعمهم معنوياً أيضاً في اصدار بيان وسوف أفعل ذلك. وقبل مجيء السادة أخبروني بأن السيد (ظهير نجاد) شخص مفيد وكفؤو لا ينبغي ان يتنحى جانباً، لا ينبغي للأشخاص الذين بوسعهم العمل التذرع بالمشاكل القائمة للتنحي جانباً ... لا يصح أن تتركوا البلاد وتنتحون جانباً. فما دامت الحاجة ملحة لوجودكم لابد من تحمل أعباء المسؤولية، وفيما عدا ذلك فإنه يتعارض مع روح التضحية التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان المسلم. لابد من تحمل أعباء المسؤولية طالما كان البلد والشعب بحاجة إليكم. كما أن الإسلام يأمر بذلك ولهذا فلا يحق لأحد منا الآن ان يتنحى جانباً. إنني وبهذه السن من الشيخوخة أرغب بأن أذهب وأستريح، ولكن التكليف الآن غير ذلك. فأنا منشغل على الدوام، واستراحتي قليلة، وصحتي ليست جيدة، ولكن التكليف يحتم علينا ذلك. وهكذا بالنسبة للسادة الآخرين. فكل واحد منهم يرغب قلبياً أن يذهب ويستريح! الراحة أفضل! ولكن تكليفهم ليس هذا. جميعكم يجب أن تكونوا هكذا.
على أي حال، إن الوقت وقت عمل، يجب العمل وحل المشاكل لاإهمالها والإعراض عنها. لا نسطيع ان نقول يجب عليكم تقديم الاقتراحات للسادة الذين ذكرتهم، لأركان الجيش، يجب أن تذهبوا إلى هناك وتتناقشوا، وما أستطيع عمله هو أن أقدم لهم النصح وقد فعلت. فقد جاؤوا إلى هنا وقلت لهم صريحة بأن كل من لا يستطيع فليتنح جانباً، وكل من يبقى فإنه لا بد أن يعمل. وإذا شاهدنا بعد الآن تهريب الاسلحة، أو سرقة الأسلحة بين الطرق، فما يرتبط بقوات الجندرمة فأنت قائد الجندرمة مسؤول عن ذلك، وما يرتبط بالجيش، فأنت قائد الجيش مسؤول عنه. لقد قلت ذلك صراحة، وسيكون كذلك.
التمترس خلف الجبهات
علينا اليوم ان نضع أيدينا في أيدي بعض ونتصدى لهذه الجماعة المعارضة للنهضة، المعارضة للبلد، المعارضة لمصالح البلد. إن ما ذكرتموه في أول كلامكم بأن جميع هذه الجماعات قد وافقت لا أستطيع أن أقبله، فجماعة الشيوعيين، وجماعة (تودة) 1 كانوا خلف الجبهة، إنهم لم يذهبوا إلى الجبهة مطلقاً. ليظهروا لنا من الذي قتل منهم؟ نحن نظهر ما عندنا، ان لدينا مقابر من القتلى هؤلاء قتلانا، أما أولئك فإنهم لا يستطيعون الاشارة إلى أحد قتيل منهم لأنهم في أوقات المعارك كانوا يتراجعون إلى الوراء ليحارب الآخرون، وبمجرد أن تهدأ الأجواء قليلًا كانوا يتقدمون إلى الأمام من أجل إثارة الشغب، أو بغرض الغنيمة. فهم هكذا. إنهم ومنذ البداية لم يهتموا بهذه المسائل، ولكنهم الآن حيث شاهدوا نجاحاً نسبياً ومن الممكن أن يستفيدوا فقد أظهروا أنفسهم! ليفعلوا ما يريدون! هذه الأحزاب أيضاً هي من هذا القبيل. حزب الديمقراطية لا أدري جبهة كذا، إن أياً منها لا يمثل قاعدة شعبية، إن الشعب هو الذي عمل ما عمل، فالذي انتفض هم أبناء الطبقة الثالثة، لا الطبقة الأولى، أبناء الطبقة الاولى لم يفعلوا شيئاً، إنهم أبناء الطبقة الثالثة الذين انتفضوا وثاروا. حتى في الجيش، فإن الذين التحقوا بالشعب كانوا ابناء هذه الطبقة، وأما ابناء الطبقة الأولى الذين أكلوا الأموال وفرّوا فلم يكونوا منهم. ولابد لنا من التقدم بسواعد هؤلاء وأما المشاكل فلابد من مناقشتها مع هؤلاء. اذهبوا إليهم في أي مشكلة تواجهكم، وسوف أوصي بحل المشاكل، ولكن عليكم الانشغال بأعمالكم كما نحن مشغولون بأعمالنا.
قال الإمام في جواب احد الحاضرين وكان قد اشار لقضية الحدود:لقد طرحت قضية الحدود مع رئيس الأركان بضرورة العمل بجدية أكبر للحيلولة دون تسلل المهربين.
*صحيفة الإمام، ج7، ص: 211
1- حزب( توده) الحزب الشيوعي الايراني.
2011-04-30