يتم التحميل...

الموضوع: دور المخلصين في اعادة اعمار البلاد

خطاب

الحاضرون: منتسبو القوة البحرية

عدد الزوار: 146

التاريخ 17 بهمن 1357 هـ. ش/ 8 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: منتسبو القوة البحرية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

نهب كد الفقراء
لقد كنتم حتى الآن في خدمة الطاغوت، ومن المؤسف ان هذه المجموعة التي يجب ان تقدم خدماتها لايران وان تبني لنا بلدا سليماً كانت في خدمة رجل بذل وسعه لتحطيم هذه البلاد.
لقد ابتلينا على مدى خمسين عاما بحكومة رضا خان ومحمد رضا شاه، وكان ما ارتكب خلال الخمسين عاما الثانية اكثر مما ارتكب في الخمسين عاما الأولى، ففي الثمانية والثلاثين عاما، التي تمثل عهد الثاني، ازدادت وتيرة الجرائم ولم يبق لنا هذا الشخص اي شي‏ء. فرّوا من البلاد وحملوا معهم اموال هذا الشعب. لقد كتبوا لي لا اتذكر هل قرأت ذلك في مجلة أم انهم كتبوا لي عنه كتبوا بان احدى شقيقاته لا اعرف ايهن ابتاعت قصرا بمبلغ كبير، لا اذكر قيمته الان، ولكني اذكر انها انفقت ستة ملايين دولار فقط لتزيينه بالزهور! هل فهمتم؟ هل يمكنكم تصور ذلك؟ هل يمكننا فهم ما يعنيه انفاق مبلغ ستة ملايين دولار وهو ما يعادل 37 مليون تومان فقط لتزيين قصر هذه السيدة بالزهور!؟ من اين لها كل هذا المال؟ فماذا كان يملك والدها حينما نفذ انقلابه العسكري؟ لم يكن معه سوى مجموعة من الجنود المعدمين. فذلك المال كان من اموال الشعب، كان من اموالنا نحن. فهذا الشعب اصبح فقيرا بسببهم، وهذا المال مال الشعب. وكذلك يذكر ان مال العائلة المالكة في البنوك يصل الى ثلاثة مليارات من الدولارات أو من التومانات لا أدري، ثلاثة مليارات وبضع مئات من آلاف الدولارات التي نهبها اتباعه من الجنرالات والقادة العسكريين، فهؤلاء ايضا نهبوا وفروا من هذه البلاد، وانتم الذين خدمتم البلاد بقيتم على حرمانكم! هؤلاء الذين كانوا في المناصب العليا وكانوا يمارسون جرائمهم، هؤلاء هم الذين نهبوا وسلبوا ثم فروا.

الوقوف مع الحفاة في مقابل المدافع والدبابات‏
من الآن فصاعدا ستصبحون في خدمة الشعب، ستعكفون على خدمة شعبكم، فهذه الارض ارضكم وهذا المكان يجب ان يكون لكم وينبغي قطع ايدي الأجانب عنه. فكم ينبغي ان تنهب امريكا أو بريطانيا من ثروات هذه البلاد؟ علينا ان نكون واعين، متيقظين، منتبهين وان نحصل على حريتنا. يجب اخذ الحق بالسلاح بالرشاش، والا فانهم لا يعطوننا حقوقنا. قفوا بوجههم، لقد رأيتم كيف وقف هذا الشعب، هؤلاء الحفاة بوجه مدافعهم ودباباتهم ورشاشاتهم، وقفوا وانجزوا ما عليهم. ان هذه القوى بدورها دعمت الشاه، وهذا الشعب من الحفاة وقفوابقبضاتهم الخالية بوجه الدبابات وقدموا دمائهم وتغلبوا على تلك القوى، وعجز الشاه عن البقاء حينما هزمت تلك القوى.

اعادة الاعمار بايدي المخلصين النجباء
ان عليكم من الآن فصاعدا ان تفتحوا اعينكم وان تنبهوا رفاقكم وزملائكم، قولوا لهم بانكم تريدون لهم الخير. فنحن نصرخ بأعلى اصواتنا بان جيشنا يجب ان يكون مستقلا، اي يجب ان لا يكون عبدا، فهل هذا خيرلكم أم حينما يكون جيشنا تحت هيمنة امريكا، واسوأ من ذلك تحت هيمنة اسرائيل؟ لابد من اصلاح هؤلاء، عليكم جميعا ان تضعوا ايديكم بايدي بعض وتبادروا لاصلاح هذه الامور، عليكم اصلاح أمور البلاد من الأساس، فهؤلاء قد دمروها ورحلوا، وعلينا الآن ان نعيد أعمارها. ان كل ما قام به اولئك هو انهم عمروا مقابرنا! وقتلوا شباننا ورحلوا عن هذه البلاد، وعلينا الآن ان نبادر الى اعمار بلادنا متكاتفين في ذلك ومتآزين.

ان على المخلصين ان يعيدوا تشكيل الجيش، وعلى اولئك النجباء الموجودين في المؤسسات ان يبادروا الى اصلاح تلك المؤسسات، وعلى التجار ان يصلحوا اوضاع السوق، كما يجب اصلاح الزراعة، فهؤلاء قد قضوا على زراعتنا بشكل كامل، وانتم تعلمون بان ايران كانت بلدا مصدرا ولكنها الآن تلهث وراء امريكا أو غيرها من أجل كل شي‏ء. أدعو الله ان يحفظكم جميعا وان يوفقكم ويؤيدكم ان شاء الله.

محاورة بعض منتسبي القوة البحرية للامام‏
احد الحاضرين: عفوا، نعلم ان سماحتكم متعب ولا نريد ان نثقل عليكم، ولكن لدينا بعض الأمور المتعلقة بالجيش نود ان نطرحها عليكم سيما وانكم تفضلتم بالقول باننا كنا في خدمة الطاغوت، ولو ان الله تعالى يقبل منا فانا بدوري ورغم انني خدمت لمدة 25 عاما في الجيش وارتديت لباس الخدمة للطاغوت ولكنني ارجو ان لا اكون قد خنت بلدي.
الإمام الخميني: ما قصدته من القول انكم كنتم في خدمة الطاغوت هو انكم كنتم في مكان كان فيه الطاغوت موجودا، وإلا فانني اعلم بان بين منتسبي الجيش اناس محترمين، اناس متدينين، اناس سالمين، أناس نجباء. وأملنا في الجيش ان يستند الى وجود الكثرة من هؤلاء النجباء. وان شاء الله سيجري اصلاح اوضاع البلاد عبر هؤلاء. وقد عنيت بما قلته من انكم كنتم في خدمة الطاغوت، هو انكم كنتم في مكان يشرف عليه الطاغوت ولم أقصد انكم خدمتم الطاغوت. وفقكم الله.

عاد المتحدث نفسه مخاطبا الإمام قائلًا: اسمحوا لنا ان نطرح عليكم موضوعا آخر وهو ان العديد ينتظرون بفارغ الصبر ان تتفضلوا سماحتكم بالذهاب الى مدينة قم ويعتقدون بانكم ستتخلصون بذهابكم الى قم من هذه الاعباء وتشعرون بقليل من الراحة!.
الإمام الخميني: كلا، قولوا لهم بانني لن اذهب من هنا حتى أحل لكم مشكلاتكم ان شاء الله!.
أحد الأخوة من منتسبي الجيش: بوسعهم محاصرة مدينة قم على وجه السرعة وقطع ارتباطها بسائر المدن.
الإمام الخميني: كلا، اطمئنوا فانا لست من أهالي قم أو اهالي طهران أو اهالي اي مكان آخر أنا انتسب الى ايران، انا موجود في ايران بأسرها وصديق لكل ايراني.
أحد ضباط الجيش: نسأل الله ان يوفقكم ويطيل عمركم حتى تتمكنوا من أنقاذنا وانقاذ هذا الشعب من شر هؤلاء المجرمين.
الإمام الخميني: اننا بحاجة لمساعدة الجميع. على الجميع ان يتعاونوا في هذا المضمار وان شاء الله ستوفقون، حفظكم الله.


*صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 64

2011-04-30