يتم التحميل...

الموضوع: انجازات حكومة بهلوي‏

خطاب

الحاضرون: تجار المواد الغذائية والزراعية

عدد الزوار: 141

التاريخ: 17 بهمن 1357 هـ. ش/ 8 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: تجار المواد الغذائية والزراعية

بسم الله الرحمن الرحيم

نهب الثروات المادية والمعنوية

عليّ ان أقول- ولعلكم أيها السادة تعرفون افضل مني- بأن الاسرة البهلوية لم تبق شيئا تقريبا لايران خلال الخمسين عاما من حكمها الأسود، اي انها قضت على ثرواتنا البشرية والمادية. فالجامعات التي ينبغي ان تعد لنا الطاقات البشرية جعلت بشكل متخلف، وأمروا ان لا يسمحوا باعداد انسان كامل ومفيد فيها. وأما ثرواتنا المادية التي تزخر بها اراضينا كالنفط فقد اعطوه لهذا وذاك واخذوا في مقابله ما لا ينفعنا، بل انهم اقاموا في مقابله قواعد لامريكا. اي انهم اعطوا نفطنا وجلبوا في قباله اسلحة لا نحسن استخدامها لعدم وجود خبراء لدينا كي يأتوا بخبرائهم، وكل ذلك تحت ذريعة التسلح والاستعداد لمواجهة دول العالم. كان ذلك حتى يقولون للاتحاد السوفيتي اذا ما اعترض على اقامة تلك القواعد بان هذه القواعد قواعد ايرانية وان الأسلحة الموجودة فيها هي من أموال النفط، لكن الحقيقة غير ذلك ولم تكن الأسلحة باموال النفط بل انهم استولوا على نفطنا واقاموا لانفسهم قواعد هنا. وهذه احدى الجرائم التي يجب ان يثبتها التاريخ.

هربوا من ايران بجيوب مملوءة

وانتم تعلمون ايضا ما عليه وضع بلادنا من الناحية الاقتصادية والى اي مستوى من التدهور اوصلوه. ان اهم ما كان في ايران وتمتاز به البلاد هو الزراعة، فالزراعة في ايران كانت غنية وكثيرة الغلال، مما يزيد عن حاجتها، وكان متوقعا ان تكون ايران بلدا مصدرا الا اننا اليوم نستورد كل شي‏ء من الآخرين ومن الخارج. مراتعنا التي تعتبر من افضل المراتع والمراعي أعطيت للغير. فاحدى المناطق الرعوية التي قال عنها الخبراء بانها افضل المراعي في العالم من حيث قدرتها على تربية الحيوانات، اعطيت كما كتبوا لي الى ملكة بريطانيا وتلك الشركة التي تساهم فيها. لقد منعوا الغابات على الناس لكنهم اعطوها الى الآخرين والى الأجانب. عموما فانهم قد جعلوا الاوضاع في بلادنا مزرية. وقد قلت مرارا بانهم قد دمروا البلاد لكنهم عمروا مقابرنا! وارسلوا شباننا الى تلك المقابر، كما انهم اغاروا على ثرواتنا واعطوها للاجانب، والآن وقد هربوا الى خارج البلاد- سواء الشاه نفسه او المرتبطين به- فقد خرجوا بجيوب مملوءة بأموال البلاد التي اضحت بايديكم بلاد مدمرة في جميع المجالات، وعليكم الآن ان تعيدوا اعمارها. ينبغي القول ان بلادنا قد تعرضت الى نهب الأجانب وهي تشبه الى حد ما بلد منكوبة بحرب او زلزال ويجب اعادة اعمارها.

ولا تتوهموا بان شريحة ما يمكنها ان تقوم بذلك، كلا، اعني انه لا الحكومة يمكنها ان تقوم بهذه المهمة لوحدها، ولا التجار يمكنهم ان يقوموا بهذا العمل لوحدهم، ولا المزارعون يمكنهم ذلك. على الجميع ان يضعوا ايديهم بايدي بعض ليخرجوا المجتمع الايراني ان شاء الله من هذا الدمار ومن هذه الورطة. على الجميع ان يتعاضدوا لانجاز هذه المسؤولية الوطنية المتمثلة بانقاذ بلدهم من الدمار الذي يعاني منه.
الحكومة الاسلامية هي النموذجية

من جملة من يمكنهم اقصد الفئات- التي يمكنها ان تمارس دورا اساسيا في هذا المجال هم التجار، اذ عليهم بذل جهودهم المنسقة للمساعدة. علينا نحن ان نقدم الموعظة وان نتحدث عن الأمور وعليهم هم ان يقوموا بدور كبير، فنحن لا نتمكن من عمل شي‏ء آخر، علينا ان نتحدث وعلى السادة ان يقوموا بدورهم وآمل ان شاء الله تعالى ان يكون ما انجزناه حتى الآن كافيا لنا. فلو لم نحقق سوى النصر على هذه الاسرة والقضاء عليها لكفانا، ولكن من الطبيعي انه ليس كافيا الآن، اذ علينا ان نواصل المسير حتى تحقيق اهداف هذه الثورة واقامة حكومة عادلة. نقيم حكومة لا تسعى الى ملأ جيوبها، حكومة تعتبر نفسها من الشعب وخادمة له وليست سيدة لهذا الشعب. ان الحكومات التي حكمتنا من قبل هؤلاء السلاطين كانوا كذلك، وكانت تؤمن بأن هذه الشعوب عبيد لديها. وهذا مخالف لسنة الأنبياء، مخالف لسنة الأولياء، ومخالف للعقل الانساني، ومخالف لحقوق الانسان، ومخالف للقوانين السائدة في العالم.

وتلك الحكومات لم تقم بعمل حقيقي مطلقا. وينبغي- ان شاء الله- ان تأتي حكومة تعتبر نفسها مسؤولة امام الشعب، ينبغي ان نؤسس مجلسا ينبثق من الشعب. لم يكن لدينا خلال الخمسين عاما الماضية مجلسا يمثلنا نحن، فالمجالس النيابية كانت دوما معينة أما من قبل الاجانب الذين كانوا يعينون النواب وهو ما ذكره محمد رضا خان حينما قال: انهم كانوا يرسلون قائمة بالاسماء أو انها مفروضة بقوة الحراب ان مصيرنا كان مرتهنا دوما بالحراب المسلطة علينا، ونحن نأمل ان يصبح مصيرنا مثلما نص عليه القرآن ان شاء الله. اسأل الله ان يوفقكم جميعا وان يوفقنا لخدمتكم.
دعم الحكومة المؤقتة

(احد التجار الحاضرين: نعرب اولا عن شكرنا الجزيل، والتمسكم نيابة عن جميع الحاضرين- وتأييدا لما تفضلتم به اذا رأيتم صلاحا في ذلك، ان تعيينوا شخصا في اللجان الموجودة أو اية جهة اخرى لكي يهتم بمسألة صادرات البلاد ويمكننا من الرجوع اليه وسنسعى ان شاء الله وبحوله وقوته الى تقوية صادرات البلاد بعد ان اصبحت في وضع مزري نتيجة ممارسة الحكومات الفاسدة.)

الإمام الخميني: آمل ان شاء الله تعالى ان يصار الى ذلك، وقد اخترت السيد المهندس بازركان لتشكيل حكومة مؤقتة وأنا اعرفه وهو رجل صالح، وعلى السادة ان يدعموه وان يعلنوا في‏ الصحف عن دعمهم له وسيوفق ان شاء الله الى تشكيل حكومته وتعود الأمور الى نصابها بإذن الله ومشيئته، ويمكن آنذاك حل مثل هذه المشكلات بشكل تدريجي.

(المتحدث نفسه: نشكركم جزيل الشكر، طبعا نحن ندعم اختيار السيد بازركان، وكما ذكرت لكم نحن نبارك لجميع ابناء الشعب هذا الاختيار وندعمه بشكل كامل وسنبذل وسعنا لدعم هذه الحكومة التي اخترتموها، وكما امرتم ليلة البارحة سنعبر عن دعمنا وتأييدنا عبر الصحف ووسائل الاعلام الاخرى ما استطاعنا الى ذلك سبيلا.)

الإمام الخميني: وفقكم الله.

(المتحدث نفسه: بقي امر أود الاشارة اليه وهو ان بعض السادة طلب مني خلال الايام القليلة الماضية وحينما علموا برغبتنا بالتشرف بلقائكم، أن أبلغكم بطلبه ابراء ذمته اذا كان يوما قد ذك- ر سماحتكم بغيبة او ما شابه ذلك.)

الإمام الخميني: انني ابرئ ذمة الجميع.


* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 16

2011-04-30