يتم التحميل...

الموضوع: الخراب الذي خلفته حكومة الشاه في ايران/ المشاركة الشعبية في اعادة الاعمار

خطاب

الحاضرون: حشد من مختلف الفئات الاجتماعية اضافة الى عدد من الاطباء والصيادلة.

عدد الزوار: 140

التاريخ: 17 بهمن 1357 هـ. ش/ 8 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: حشد من مختلف الفئات الاجتماعية اضافة الى عدد من الاطباء والصيادلة.

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الخراب والتخلف‏

أشكر لكم احاسيسكم، أدعو الله ان يسعدكم. أنني آمل ان يتعاضد جميع السادة من مختلف الفئات والمهن في هذا الوقت الحساس الذي تتعرض فيه بلادنا لمشاكل كبيرة. آمل ان يتعاون الجميع لاعادة اعمار هذه البلاد التي دمروها ورحلوا عنها، ان شاء الله يعاد اعمار هذه البلاد بهمة الجميع.

ان كل شي‏ء في بلادنا اليوم متدهور، كل ما في بلادنا مدمر اكثر من اي بلد آخر. فمن جهة جعلوا الجامعة متخلفة ولم يتيحوا لها فرصة تربية الطلاب، فهي مهلهلة. كما انهم عملوا على تخلف سائر فئات المثقفين. اما المطبوعات فقد جعلوها بشكل تحول بعضها الى وسيلة لنشر الفحشاء! وأما المجالات الاخرى في هذه البلاد كالأقتصاد والجيش وسائر ما لدينا فقط دمروها بالكامل. والمهم في كل ذلك هو الطاقات البشرية التي اهدروها، ولكي يجعلوا من هذه الامور عادية فقد عمدواالى نشر المخدرات كالافيون والهيروئين وجروا الشبان نحوها. لقد اقاموا مراكز للفحشاء وجذبوا شباننا اليها. لقد جعلوا دور السينما مبتذلة وجذبوا الشبان اليها ودمروهم بشكل كامل. ومن جهة اخرى دمروا اقتصادنا، ونحن الآن لا نملك شيئا في المجال الزراعي. هدروا نفطنا وجاءوا في مقابل ذلك كميات من الحديد الصدئ من اجل الحفاظ على مصالحهم.

التعاضد في سبيل اعادة الاعمار

ان علينا ان نعيد اعمار بلادنا من الاساس، ولا يمكن للحكومة وحدها ان تنهض بهذا الامر كما انه ليس بوسع بعض الفئات الاجتماعية النهوض بذلك وحدها، علينا جميعا ان نضع ايدنا بايدي بعض واذا تعاضدنا فسنتمكن ان شاء الله من اخراج هذه البلاد من حالة الاضطراب التي تعيشها، وكما رأيتم فانكم قد تعاضدتم وتمكنتم بحمد الله من التغلب على القوى العظمى.

تراجع القوى العظمى امام قبضات الجماهير

تعلمون بان هذا الرجل (الشاه) الذي كان يتمتع بقدرة عالية مستندا الى جيشه، ولم يكن وحيدا انما وقفت خلفه جميع القوى الكبرى في العالم، الاتحاد السوفيتي، امريكا غاية الأمر ان بعضهم صرح بذلك في حين لوح البعض الآخر به تلويحا. بريطانيا، الصين، والدول العربية كل هؤلاء وقفوا خلفه، الا ان الشعب رفع قبضاته وتصدى لهم فتمكن من التغلب عليهم. وقد كان‏ (الشاه) مخلوقا لو انه امهل اكثر من ذلك لما تورع عن ادعاء الفرعونية والإلهية، إلا انه تصاغر امام الشعب ووقف بمنتهى الذلة يستغفر ويطلب العفو ولم يقبل الشعب منه ذلك، قائلًا: كلا، عليك ان ترحل!. والآن وحينما رحل فان الامريكان بدورهم لم يقبلوه وهو موجود حاليا في الرباط يعيش هناك متجولا وبحالة من التوتر والانهيار، اي انكم اصبتموه بالتوتر والانهيار، صفعتموه فاصيب بالهستيريا.

والآن ايضا انتم مطالبون برفع قبضاتكم والضرب بشدة على رؤوس اولئك للقضاء على البقية المتبقية وهي ليست بالشي‏ء الذي يذكر.

عليهم ان يتعقلوا وإلا فهل يمكن الوقوف بوجه شعب بأكمله!. انه شعب كامل ليس شخص أو شخصين، حزب أو حزبين، انه شعب باسره يتطلع الى تحقيق اهدافه، فهل يمكن الوقوف بوجه شعب بأسره.

اسأل الله تبارك وتعالى السلامة لكم جميعا. وفقكم الله.


* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 73-74

2011-04-30