يتم التحميل...

الموضوع: الاسرة البهلوية عميلة للاجانب وقوف الشعب في مقابل القوى الكبرى وحدة الكلمة

خطاب

الحاضرون: التجار والكسبة في سوق طهران الكبير (البازار)

عدد الزوار: 73

التاريخ 19 بهمن 1357هـ. ش/ 10 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
المناسبة: مسيرات لدعم الحكومة المؤقتة
الحاضرون: التجار والكسبة في سوق طهران الكبير (البازار)

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاسرة البهلوية عميلة للاجانب‏
لقد اشار حضرته الى خمسة عشر عاما 1 وانا أقول بأنها سبعة وخمسين، أو ثمانية وخمسين عاماً. فعناء هذا الشعب بدأ مع بداية عهد رضا شاه، ومن يتذكرون ذلك العهد الأسود يعلمون ماذا صنع رضا شاه بهذا الشعب. رضا شاه وطبقا لما اوردته اذاعة دلهي قد تم تنصيبه من قبل الانجليز للقضاء على شعبنا! وبعد رضا شاه فرض محمد رضا علينا من قبل القوى الثلاث: امريكا، بريطانيا، والاتحاد السوفيتي. كما ذكر هو ذلك في كتابه حينما قال" انهم رأوا مصلحة في تنصيبي. طبعا هم رأوا مصالحهم في ذلك! لانهم لم يجدوا أفضل منه عبدا يسلمهم ثروات هذا الشعب ويقضي على البلاد في المجالات الزراعية والتجارية وغيرها، ويجعلها متخلفة لما يحقق مصالحهم. طبعا هم كلفوه بمهمة معينة وهو يقول:" مهمة من أجل وطني"! هذه المهمة لم تكن سوى ما ذكرناه وليس شيئا آخر.

تصدي الشعب للقوى العظمى‏
تعلمون انه وبعد تلك السنوات من العذاب والمعاناة التي واجهها الشعب، نهض بأسره لمواجهة تلك القوى الشيطانية الكبيرة، والقوى الكبرى، وكانت قوى شيطانية، امريكا، الاتحاد السوفيتي، الصين وبريطانيا، هؤلاء جميعا كانوا يدعمونه، ولكن الشعب حينما اراد تحقيق هدف ما، وقف بقبضات ابنائه وسواعدهم في مقابل اولئك جميعا وهزمهم.
وانني اعلم بان بازار طهران كان دوما مركزا للنشاط السياسي الاسلامي. ان بازار طهران كان دوما يساعد في تحقيق المقترحات التي يعرضها العلماء أو المخلصون لهذه البلاد من خلال دعمه ودعم تجاره لها. وينبغي لي ان اعرب عن شكري لجميع التجار والكسبة اينما كانوا، عليّ ان اشكرهم بما كان لهم من سهم عظيم في هذه الثورة. ولو لم تكن اسواق ايران لما كان معلوما هل كنا سنتمكن من تحقيق اهدافنا او لا، فدعم اسواق ايران ودعم سائر الكسبة هو الذي ادى بحمد الله الى تحقيق هذا التقدم العظيم. ولكن الأمر لايزال في بدايته وعلينا ان نقضي على البقية
المتبقية من اولئك، وبعد ذلك نقوم باقامة حكومة اسلامية يعينها الشعب ويدعمها وتستمد وجودها من وجوده.

لم تشهد ايران حكومة شعبية
على مدى تاريخ ايران لم يكن لدينا حكومة تستند الى الشعب. فالسلاطين السابقين خلال العهود الملكية لم يكونوا يحسبوا حسابا للشعوب اساسا وكانت الحكومات متجبرة! وكان الامر كذلك منذ عهد رضاشاه والى الآن، وكما نعرف جميعا وشاهدناه. عليه فلم يكن لدينا في هذا الوطن حكومة وطنية او حكم شعبي أو انتخابات شعبية، وتلك الانتخابات وتلك المجالس لم تكن شعبية، والحكومات التي انبثقت عنها لم تكن قانونية ولم تكن مستندة الى آراء الشعب. وهذا الشخص الذي يتربع الآن على مسند الحكومة نيابة عن محمد رضا خان استجابة لاوامره، والآخر يدعي بانه وطني وقانوني، فهو ليس بالقانوني وليس بالوطني. ليس بالوطني لانه لا يقيم احتراما أو وزنا لهذا الشعب، وهو لا يكترث لهذه الصرخات التي تملأ شوارع البلاد. وهو غير قانوني لانه ينبثق عن مجالس غير قانونية وهو ذاته كان يعتقد بعدم قانونية المجلسين قبل ان يصل الى الحكومة. والآن وبعد ان وصل اليها يقول بانه قانوني! وطبيعي وجود هكذا اشخاص، فاذا كان الامر بنفعهم نظروا اليه بطريقة واذا لم يكن بنفعهم نظروا اليه بطريقة أخرى، اذا كان الامر يحقق مصالحهم فهو قانوني واذا كان يحقق مصالحنا فهو غير قانوني.

سر النصر والنجاح‏
لقد كان البازار شريك لنا بكل هذه الامور، في كل هذه المصائب وفي كل ما تحقق من نجاح. ولكن ينبغي عليّ ان اقول بان سر هذه النهضة وهذا النصر يكمن في وحدة الكلمة، فلو لم تكن الكلمة موحدة لما حصل هذا النصر. ترون الآن بان البلاد اصبحت موحدة بدءً من العاصمة وانتهاءً بأي مكان آخر، البلاد كلها تطالب بأمر واحد وترفع شعارا واحدا وهو الشعار الاسلامي، تطالب وتقول باننا لا نريد هذا النظام لا نريد حكم هذه الاسرة، ونريد حكومة اسلامية، نريد حكومة العدل الاسلامي. ان وحدة الكلمة التي تحققت لدى الشعب تجعلنا ندرك بان القوى العظمى لا يمكنها ان تفعل شيئا اذا ما توحّدت كلمة الشعب كما رأينا ذلك، وانني آمل ان تبقى وحدة الكلمة هذه محفوظة حتى النهاية.

حساسية المرحلة التاريخية
ان بلادنا اليوم تمر بأشد المراحل التاريخية حساسية، يعني انها تتحول من حكم الطاغوت الى حكم الله، تتحول من الظلم الى العدل، تتحول من الخيانة الى الأمان. اننا نقف اليوم عند اشد المراحل انعطافا في تاريخنا، ولهذا فان من الواجب علينا، انا بصفتي طالب علوم دينية وأنتم التجار والعلماء الاعلام وطلاب العلوم الدينية والجامعات والعمال والادارات والفلاحين، واجبنا جميعاً دعم هذه النهضة، فلوانهم تخلوا لا سمح الله عن دعمها فقد يؤدي ذلك الى تزلزها مما سيبقينا تحت رحمة هؤلاء الى الأبد.

لقد ادركوا بان ما يقود الى القوة والقدرة هو وحدة الشعب والإسلام. فهذه القدرة تحققت تحت لواء الاسلام ومكنت الشعب من مواجهة القوى العظمى. لقد ادركوا هذا المعنى لذا فهم بصدد القضاء على هذه القدرة وهم يسعون الى فصلكم عن العلماء وفصل العلماء عنكم، فصل الجامعة عن العلماء، وفصل الجامعة عن البازار، فصل جميع هذه الفئات عن بعضها للقضاء على وحدة الكلمة والقيام بعد ذلك بما يشاؤون. ولا تستبعدوا محاولة ابقائهم على النظام الملكي وان كان من غير المتوقع تمسكهم بنظام متهرأ كهذا! لذا رايتم كيف ان محمد رضا حينما لجأ الى القوة العظمى التي كانت تدعمه وتقف خلفه، فانها لم تستقبله في بلادها «1»، انهم يدعمون من يحقق لهم مصالحهم.

على أمل اعمار ايران‏
علينا جميعا ان نكون متيقظين ان شاء الله، من الآن- وكما في السابق علينا ان نجعل قدراتنا مجتمعة ومتضامنة، البازار يدعم العمال، والعمال يدعمون البازار، الجميع يدعمون العلماء، العلماء يدعمون الجميع، ونكون جميعا صفا واحدا ونطلق صرخة واحدة، ونطالب معا بهذه الامور الدينية والاسلامية والانسانية. من الآن فصاعدا- ان شاء الله- تبقى الأمور على هذه الحال حتى بلوغ الثورة مقصدها، كي نتمكن من العيش في ايران الخاصة بنا، لا ايران التي توزع ثرواتها على هذا وذلك، كي نتمكن من العيش في ايران التي تكون زراعتها لنا لا لاسرائيل، ان لا تكون زراعتها مستلبة منا ويقضى علينا. أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 83


1-كان المتحدث باسم التجار قد اشار في كلمته الموجزة الى نفي الامام عن ايران مدة خمسة عشر عاما.

2011-04-30