الموضوع: مكاسب الثورة الاسلامية
خطاب
الحاضرون: منتسبو الاتحادات الاسلامية للاطباء والمهندسين والمعلمين
عدد الزوار: 94
التاريخ: 19 بهمن 1357 هـ. ش/ 10 ربيع الاول 1399 هـ. ق
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: منتسبو الاتحادات الاسلامية للاطباء والمهندسين والمعلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم الاسرة البهلوية خلال خمسين عاما
ان من أهم مكتسبات الثورة الاسلامية هو انها اتاحت لنا اللقاء بهذه الوجوه التي لم نكن نلتقيها سابقا. أنتم كنتم مشغولون باعمالكم ونحن أيضا كنا مشغولين باعمالنا، كما ان مثل هذه الاجتماعات لم تكن متاحة. فلا انتم رأيتمونا سابقا ولا نحن رأيناكم ولا التقينا معا لنتحدث بما يهمنا من أمور. ولكن الثورة الاسلامية المقدسة التي شملت جميع الفئات اتاحت لنا هذه الفرصة ومهدت السبيل لان نلتقي بالسادة ونتمكن من تداول بعض القضايا معهم.
أنتم تعلمون حجم المحن التي اصابت الشعب الايراني منذ مايزيد عن خمسين عاما وحتى الآن، وتعلمون كم من الجرائم ارتكبها الأب والأبن بحق هذه البلاد، وحجم القمع والمعاناة التي عاشته الفئات الاجتماعية في بلادنا.
فمن ناحية لم تتمكن الجامعات والمعاهد والكليات من أداء المسؤوليات الملقاة على عاتقها، كذلك فان المهندسين وسائر المتخصصين لم يكونوا احرارا كي يعبروا عما يفكرون به، أو ينجزوا ما يريدون من أعمالا تنفع الشعب. لقد التقينا في اوروبا بالعديد من الطلبة الموجودين هناك والذين كانت الحكومة قد ارسلتهم للدراسة ومنهم اربعمائة طالب ارسلوا الى المانيا لدراسة الطاقة الذرية وقد جاء عدد منهم الينا وكان من بين ما اشاروا اليه هو انهم كانوا يتعرضون لما يبقيهم متخلفين، وثانيا ان الطاقة الذرية مضرة لايران وغير نافعة وان استخدامها في ايران امر غير عملي مادام النفط والغاز موجودان، فاذا نفذ النفط والغاز حينها يمكن ان يكون الامر عمليا، علاوة على ما فيها من اضرار مادية اخرى. هذا ما قاله هؤلاء الطلبة.
ولكن الامور جرت بتلك الطريقة بشكل عمدي من قبل النظام للابقاء على شباننا متخلفين وللقضاء على طاقاتهم وللحيلولة دون تقدم البلاد. لقد اعادوا البلاد الى الوراء تحت شعار التقدم والتطور.
اعادة الاعمار بالتكاتف والاتحاد
نأمل- ان شاء الله- ان تتمكنوا وبهمة جميع الفئات الاجتماعية في البلاد، من اعادة اعمار ايران من الأساس، نامل ان نتمكن من خلال الاتحاد ووحدة الكلمة، اعمار هذه البلاد التي اعادوها الى الوراء ودمروها ورحلوا عنها. وان يعكف المعلمون مستقبلا على تربية اطفالنا بشكل سليم، ويقوم المهندسون بالاعمال النافعة وكذا سائر الفئات والشرائح.
أسال الله تبارك وتعالى ان يعرفنا جميعا مسؤولياتنا الوطنية والاسلامية، وآمل ان يقطع دابر الاجانب عن هذه البلاد حتى تتمكنوا انتم من ادارة بلادكم وتكون ثرواتها لكم.
ان ايران من البلدان الغنية ولكن لكثرة ما نهبوه منها لم يتبق شيء للشعب. فكم كان هناك من الناهبين ومازالوا مما حرم الشعب من ثرواته. لدينا كل شيء، ولكننا لا نملك شيئاً! لدينا كل شيء لو كنا احرارا، لو كنا مستقلين، ولكن لا نملك شيئاً مع هذه الحالة التي نعيشها. انني آمل ان تتغيير اوضاعنا من الآن فصاعدا. اما انتم ايها المثقفون فانكم تتحملون مسؤولية اكبر من غيركم، وعليكم العمل اكثر من الآخرين، أنكم مسؤولون عن هذه البلاد وعن هذا الشعب اكثر من غيركم، وعليكم ان تبذلوا غاية وسعكم، اولا في سبيل التقدم بهذه الثورة الى الامام وإيصالها الى غايتها وجعل بلادكم مستقلة وللحيلولة دون تكرار القمع والكبت اللذين كانا حاكمين. وثانيا انتم مطالبون باقامة حكومة عادلة، حكومة عدل تستند وترتكز على آراء ابناء الشعب ....
* صحيفة الإمام، ج6، ص: 88,87