التاريخ 19 بهمن 1357هـ. ش/ 10 ربيع الاول 1399 هـ ق
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: جمع من المعلمين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
استحالة هزيمة النهضة الإلهية
رغم ما اعانيه من وعكة صحية ولكني سأتحدث اليكم أيتها السيدات والسادة بضع كلمات.
يقول الله تبارك وتعالى آمرا رسوله الأكرم﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ ﴾ 1 فالله تعالى يطالب بالنهوض والقيام، فاذا كانت النهضة نهضة الهية سيكون النصر حليفها حتى وان كنا مهزومين بحسب الظاهر فنحن منتصرون، وإن لم نهزم فمنتصرون ايضا، لان عملنا لله.
فاذا كان القيام لله فهو نصر، اما اذا كان القيام شيطانيا ومستندا لاهواء النفس والهوى الشيطاني فهو هزيمة حتى وان كان نصرا في الظاهر. مثال ذلك مواجهة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب لمعاوية، فقد وقف الجيشان امام بعضهما، احدهما كان طاغوتا وممثلًا لجيش الطاغوت، والآخر جيش الله، ولو ان الامام انتصر وانتصر معه جيشه فهو منتصر، ولو هزم فهو منتصر ايضا. في صفين يجب القول ان الامام هزم، لانهم ومن خلال المكر والخداع الذي مارسوه، لم يسمحوا له بالمضي في مهمته حتى آخره ولكن جند الله كانوا منتصرين. سيد الشهداء سلام الله عليه قتل، هزم، ولكن بني أمية اصيبوا بهزيمة حالت دون تحقيقهم شيء يذكر فالدم الذي اريق انتصر على السيف حتى عصرنا الحاضر حيث ترون كيف ان النصر كان حليف سيد الشهداء وكيف مني يزيد واتباعه بالهزيمة.
وبالنسبة لنهضتكم هذه، انتم ابناء الشعب الايراني نساءً ورجالًا، انما هي نهضة لله، وتنشدون من خلالها القضاء على الطاغوت وانقاذ شعبكم من اولئك الذين استضعفوه وقمعوه وداسوا عليه ونهبوه، تنشدون اقامة حكم الله في ايران. فانتم منتصرون سواء هزمتم أو انتصرتم. فاذا قتلنا فالى الجنة ان شاء الله، هذا اذا كان جهادنا في سبيل الله، كذلك فنحن الى الجنة اذا قتلنا اعدائنا، وهم اذا قُتلوا فالى جهنم واذا قتلونا فالى جهنم ايضا.
هذا ميزان بين ما هو الهي وبين ما هو شيطاني، فالشيطان وجنوده مهزومون دوما، والقرآن وجند الله منتصرون دوما.
الدنيا أوطأ مراتب العالم
ان هذه الدنيا جزء يسير للغاية من هذا العالم، وكلمة الدنيا تعني ذلك الشيء المتدني. والعالم مكون من الطبيعة وما ورائها، وهذه الطبيعة تقع في آخر مرتبة من مراتب الوجود، وهي اوطأ المراتب. ولو ان الانسان خرج من هذه الدنيا مجاهدا في سبيل الله فهو يرتقي من عالم متدني الى عالم سام، انه يرتقي الى عالم فوق هذه العوالم. واذا كان شيطانيا فانه سيذهب الى أسفل السافلين، اي انه سيخرج من هذه الدنيا الى ما هو أدنى منها، وسيذهب الى حفرة عميقة في جهنم.
ان جند الشيطان واتباعه يتسافلون درجة درجة، وجند الله والمجاهدون في سبيله يرتقون مدارج الكمال، وكل ما يقومون به من عمل فانه يسمو بهم، اما جند الشيطان فما يقومون به من اعمال شيطانية تنحدر بهم الى الدرك الاسفل.
التربية الإلهية والوحدة الروحية
أنتبهوا وأحرصوا على ان تكون أعمالكم اعمالا صالحة وان يكون قيامكم لله وفي سبيل الله. ومن كان له ابناء فليربهم تربية إلهية لا تربية شيطانية. كل من يذهب منكم الى المدرسة فليحرص على تربية الآخرين تربية إلهية، انتم معلمون في المدارس فاحرصوا على تربية الاطفال تربية إلهية، وكفوا عن تربيتهم تربية شيطانية.
انني أشكر لكم مجيئكم وتجشمكم عناء المجيء، انني ادعو لكم وآمل ان نتحلى نحن واياكم بالوحدة الروحية والوحدة العقائدية بالاضافة الى الوحدة الظاهرية، وحدة الكلمة التي جمعتكم في مكان واحد وجمعتنا واياكم في مكان واحدة، وان نكون جميعا في صف واحد وننطلق الى الامام نحو حكومة العدل الإلهي. حفظكم الله جميعا ووفقكم.
*صحيفة الإمام، ج6، ص: 89
1- سبأ: 46.
2011-04-30