الموضوع: سبيل الاعمار ومواصلة الثورة الاسلامية
خطاب
الحاضرون: ممثلو لجان تنسيق الاضرابات
عدد الزوار: 89
التاريخ 20 بهمن 1357 هـ.. ش/ 11 ربيع الاول 1399 هـ. ق
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: ممثلو لجان تنسيق الاضرابات
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم بالشكر الى السيدات والسادة الذين شرفونا وتجشموا عناء المجيء الى هنا. بحمد لله بات بمقدورنا في ظل هذه الثورة- عقد مثل هذه اللقاءات كي تطرحوا مشاكلكم ونتحدث نحن عما يقلقنا.
طريق الاعمار الطويلة
تعلمون باننا، وبعد ان يتحقق لنا ان شاء الله اقامة حكومة ثورية، سنكون امام طريق طويلة لاعادة اعمار الخراب الذي حل بهذه البلاد خلال الخمسة والخمسين عاما الماضية تحت شعار" الحضارة العظيمة" و" الحرية".
لقد ذهبوا وفروا بعد ان بددوا ثروات البلاد أو نهبوها، وورثنا نحن عنهم بلدا مضطربا لا يمكن اعادة بنائه الا عبر المساعي المشتركة لجميع فئات الشعب. ولو ان احد في اي مقام كان لم يسع للمشاركة بحل هذه المعضلة واراد ان يعهد بهذا الامر الى شريحة اخرى فان الامور ستبقى على حالها، فالخراب الذي حل بالبلاد ليس بمقدور الحكومة وحدها ترميمه، وتعجز الشريحة الواحدة او عدة فئات من الشعب عن انجازه. الدمار كثير في المجال الاقتصادي وفي المجال الثقافي، وفي الجيش وفي المجالات الاخرى، وهذا يتطلب مساعي حيثية وشاملة من جميع ابناء الشعب كي يتم ترميمه. لذا ورغم ما كان لكم من نصيب كبير انتم ايها السادة ارباب الثقافة في تنظيمكم الاضرابات مع الآخرين ممن كان لهم حصة كبيرة في انجاح هذه الثورة عبر تلك الاضرابات، ولكن نحن خطونا الخطوة الاولى وبلادنا الآن كما لو انها بلاد تعرضت لحرب، وما زالت تعج بالاجانب لذا عليكم ان تسعوا لاخراج الاجانب منها وهذه هي الخطوة الاولى.
الخطوة الثانية تتمثل في الاعمار وهي اهم من الخطوة الاولى، والاعمار يبدأ منذ الآن. ضعوا ايديكم على اي مكان في هذه البلاد ستجدون الخراب قد حل به، فالدوائر والمؤسسات الحكومية يترأسها اشخاص منحرفون، وكذا الحال بالنسبة لمن ترأسوا الوزارات فهم أناس يفتقرون الى الحس الوطني. ينبغي القول ان مؤسسات الدولة بأسرها متهرئة.
سكان الاكواخ في طهران
وكما تلاحظون وضع زراعتنا التي تمثل احدى اهم النشاطات في البلاد والتي يعتمد الاقتصاد عليها، فقد تم القضاء عليها تحت اسم" الاصلاحات الزراعية"، فزراعتكم اليوم كسيحة وانتم محتاجون ان تستوردوا كل شيء من الخارج. وكذا هي حال مراتعنا ومراعينا فقد دمرت أو انها سلمت للغير وحرم الشعب منها تحت شعار" المصلحة الوطنية". وكذا هو حال الثروة الحيوانية فمزارع التربية الحيوانية والمزارعون الذين عجزوا عن العيش في مناطقهم الاصيلة، هاجروا الى المدن علهم يجدون عملا هناك والحال انه لم يكن هناك من عمل مناسب، وكما سمعت فان في طهران العديد من المحلات السكنية تكونت من الأكواخ والخيم والصفيح يعيش فيها اولئك البؤساء بوضع مأساوي.
تفادي الاختلافات
على جميع السادة ان يضعوا ايديهم بايدي بعض، على جميع الفئات الاجتماعية ان تتحد فيما بينها وان تعكف وبمنتهى الأخلاص على اعادة اعمار البلاد. على كل من يملك خبرة في الادارة ان يكون يقظا في تشخيص المفاسد والفات نظر الحكومة اليها. على كل شخص ان يلفت نظر الحكومة الى المفاسد حتى نتمكن ومن خلال الجهود المتظافرة، من ازالتها ان شاء الله.
اسأل الله تبارك وتعالى السلامة لكم جميعا، وآمل ان تحل هذه المشاكل بوحدة الكلمة وبتظافر الجهود، ولتحرصوا على ازالة الاختلافات في الرأي أو في العمل التي يثيرها البعض، فعدوكم يستفيد من خلافاتكم، وقد رأيتم كيف ان وحدة الكلمة التي تحققت في ايران مكنتنا من تركيع القوى الكبرى الى درجة انها عجزت عن حماية الشاه. وفقكم الله جميعاً وسدد خطاكم ان شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج6، ص: 96
2011-04-30