الموضوع: النصر لا يتحقق للثورة الا بتوحيد مساعي كافة الطبقات
خطاب
الحاضرون: الاطباء والعاملون في مستشفى الثالث من شعبان
عدد الزوار: 59
التاريخ: 20 بهمن 1357 هـ. ش/ 11 ربيع الاول 1399 هـ. ق
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: الاطباء والعاملون في مستشفى الثالث من شعبان
بسم الله الرحمن الرحيم
شهود عيان على الجرائم
ان السادة العاملين في المستشفيات يعلمون بالمصائب بشكل أفضل من الآخرين حتى أفضل من اولئك المتواجدين في الشوارع. فمن كان في الشوارع رأوا مثلا ان شابا اصيب برصاصة ووقع، الا ان العاملين في المستشفيات كانوا بالقرب من سريره ورأوا ما حل به، رأوا زيارة ابويه له هذا اذا كان قد سمح لهم فمن المؤكد انهم جاؤوا لزيارته ورأيتم انتم كيف كان حالهم. واما المصابين والجرحى والقتلى على ايدي هؤلاء فقد ذهبوا بهم الى اماكن أخرى ولم تروهم انتم ولكن هو في عين الله.
ان جريرة هذا الشعب هي انه يرفض تسلط الاجانب على بلاده، ذنبه انه يتطلع لأن يكون حرا، والتخلص من القمع، وطرد الناهبين. هذه جرائر الشعب التي دفعت حكّامه للتصدي له باطلاق النار من الاسلحة الرشاشة وهم لا يكفون عن ذلك حتى في وقتنا هذا، فقبل ايام قليلة وقعت حوادث مشابهة في بعض المدن.
العملاء في قناع الوطنية
ان هؤلاء اعني عملاء الاجانب يظهرون كل يوم بمظهر جديد وقناع جديد، فمن المحتمل انهم اعدوا عملاء لهم خلال عشرين عاما او ثلاثين عاما واظهروهم امام الناس على انهم وطنيون، في حين يجهل الشعب الدور المطلوب منهم! وحينما تظهر وجوههم الحقيقية سيدرك الشعب دورهم. يظهر احدهم على مدى ثلاثين عاما، أو عشرين عاما بنقاب الوطنية والدين لأنهم يعدونه لوقت آخر وليوم آخر، يوم يحتاجون فيه الى قمع الشعب بحراب الوطنية، كما هو حالنا اليوم. فاليوم يريدون وبسلاح الوطنية وزيارة قبر مصدق، ان يقمعوا هذا الشعب. وكما قمع (شريف امامي) 1الشعب بحربة السلام فان هؤلاء جاؤوا بحربة اخرى. وهذا الشعب الذي يطلق صوته ... بالأمس خرج الشعب من اقصى البلاد الى ادناها وهتف بصوت واحد بانه يؤيد الحكومة الجديدة، ولكن اولئك لا يعتبرون هذا شعبا! الشعب هو من تعترف به امريكا، واذا ايدت امريكا انتماء شخص لهذا الشعب فهو الذي يمثلهم! وهي لا تؤيده الا اذا حفظ لها مصالحها. والا فان اولئك الذين يقولون باننا وطنيون ونحن مطيعون للشعب! ونحترم آراء الشعب! اولم يكن ما حدث بالامس تعبيرا عن آراء الشعب؟ ألم يخرج الملايين وهم يطلقون صرخاتهم، إليسوا اولئك شعبا؟ نعم انهم ليسوا الشعب من وجهة نظر امريكا ومن وجهة نظر عملائها. فالشعب بنظرهم هو من يقول يجب اعطاء كل شيء لامريكا، واعطاء كل شيء للاجانب.
اللصوص والناهبون
انكم ايها العاملون في المستشفيات تعلمون ماذا حل بهذا الشعب، تعلمون قدراً منه، والعاملون في مستشفيات أخرى يعلمون قدرا آخر، والا فان الكثير مما حدث اخفي عن عيونكم وعيون سائر زملائكم تماما كما هو حال ما قاموا به من لصوصية وجرائم فان اكثره خاف علينا ولا نعلم به.
يا أخي! كتبوا لي قصة أو انني قرأتها في مجلة لا اذكر الآن مؤداها ان احدى اخوات محمد رضا ابتاعت قصرا في الخارج لا اعلم الآن كم ثمنه ولكن كتبوا بانها انفقت ستة ملايين دولار فقط لتزينه بالزهور! لقد قاموا بمثل هذه الاعمال ونحن لا ندري ما القضية. ستة ملايين دولار اي يعادل نحو 32 مليون تومان فقط لتزيين القصر بالزهور! لقد نهبوا ثرواتنا ورحلوا. فكم نهب جنرالاتهم؟ وكم نهب الشاه وأسرته حتى افرغوا خزينة الشعب وتركوا البلاد خربة مدمرة ورحلوا عنها.
ضرورة الصبر وتظافر الجهود
أدعو الله لكم جميعا يا من تحملتم من العناء الكثير من أجل هذا الشعب وتعبتم في سبيله. وأنا اعلم ما هو شعور من يكون منكم بالقرب من احد المظلومين المعذبين المجروحين وهو ينازع بين الموت والحياة، اعلم ان اغلبهم قد ماتوا امام اعينكم واعلم ما تركه ذلك من اثر عليكم. اسأل الله ان يثيبكم، وان يمن عليكم بالسلامة.
لتتظافر جهودكم، اتحدوا في هذه الثورة، فاذا تعرضت هذه الثورة للهزيمة فستهزمون الى الأبد. كونوا معا ولتتظافر جهودكم ومساعيكم حتى يتحقق لنا النصر.
* صحيفة الإمام، ج6، ص: 99,98
1- رئيس الوزراء الاسبق.