الموضوع: بناء ايران بالتكاتف والاتحاد
خطاب
الحاضرون: علماء الدين من أهالي سيستان وبلوشستان
عدد الزوار: 91
التاريخ 6 أسفند 1357هـ.. ش/ 27 ربيع الاول 1399 هـ. ق
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: علماء الدين من أهالي سيستان وبلوشستان
بسم الله الرحمن الرحيم
الاختلاف سمّ مهلك
اليوم وبعد ان تمكنا من طرد ذلك المجرم (الشاه) فقد ورثنا بلدا تعمه الفوضى، اي اننا الآن لا نملك اقتصادا سليما ولا ثقافة سليمة ولا جيشاً سليماً، كل شيء تعمه الفوضى. اليوم يوم يتحمل فيه المسلمون مسؤولية من قبل الله تبارك وتعالى تقتضي منهم التآزر واعمار هذه الخربة. ان الاختلافات سمّ فتاك، ولو ظهر الاختلاف بيننا- لا سمح الله فاننا سنعود الى ذلك العهد المليئ بالجرائم ولكن بشكل آخر. ان من يعشقون الإسلام ويودون أمة الإسلام، ويعشقون هذه البلاد مطالبون في هذا الوقت الذي يعتبر من اكثر الاوقات حساسية في ايران، ان يكونوا اخوة فيما بينهم وان يتعاضدوا وان يمدوا ايديهم لبعض وان يبادروا لاعمار هذه الخربة التي تركوها بعد ان اخذوا منها كل شيء. عليهم ان يعمروا هذه الخرابة من الأساس.
واذا وقع الاختلاف لا سمح الله فانه سيأخذ بتلابيبنا جميعا وسنقف مقصرين امام الله تبارك وتعالى. هذه كلمتي التي اخاطب بها كافة الأخوة في مختلف انحاء ايران. هذه وصيتي، للجميع واسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم جميعا.
كلمة ممثل علماء الدين في بلوشستان: انني اعلن ونيابة عن جميع علماء الدين في بلوشستان وجميع فئات الشعب، بدءً من العشائر وانتهاءً بغيرهم، اعلن عن تضامننا ووقوفنا واستعدادنا للتضحية من أجل هذه الثورة الإسلامية. لقد عانينا نحن اهالي بلوشستان دائما من التخلف وتعرضنا دوما لضغوط المستعمرين التي حالت دون القيام باي عمل مفيد لتلك المناطق، فنحن متخلفون من الناحية الثقافية، والصحية، والزراعية ومن كافة النواحي. لذا نلتمس حضرة آية الله ان يوجه اهتماما خاصا لبلوشستان. لقد سعينا كثيرا وقد قمنا بزيارتكم في النجف الأشرف مع السيد كلانتر 1 وقلت هناك بانني والحاج السيد كفعمي 2 بذلنا مساعي حثيثة لخلق الانسجام والأخوة. وان شاء الله اذا حققتم بالامر فلن تسمعوا في بلوشستان عن وجود أدنى أختلاف بين الأخوة الشيعة والسنة وقد تحققت أقصى درجات الاتحاد والوفاق مع ان الاكثرية من ابناء السنة والذين تبلغ نسبتهم بين 80 الى 90 بالمائة ولكن لم يبلّغ في اي نقطة من تلك المنطقة عن وقوعاختلاف مذهبي بين الطائفتين الاسلاميتين. واما مسؤولية اعمال الشغب التي وقعت في الفترة الأخيرة فانها تقع على عاتق الانتهازيين الذين ارادوا للطائفتين ان تتصارعا. ولكننا، انا شخصيا وسائر علماء الدين والعشائر والقبائل، سعينا وبمنتهى الجدية الى عدم السماح للانتهازيين بالاساءة الينا واستغلالنا وايقاع العداوة بيننا، ونحن منسجمون مع كافة المسلمين في طهران في هذه النهضة الاسلامية وشركاء فيها. وقد كان املنا الكبير الذي كنا ندعو الله تعالى ان يمن علينا به في يوم من الايام هو الاسلام الحقيقي والاسلام الصحيح واسلام صدر الاسلام، واليوم نحن سعداء للغاية الى درجة انني انا الرجل العجوز الذي ابلغ من العمر 63 عاما اشعر بقوة الشباب نتيجة تطبيق القرآن الكريم والاسلام الصحيح، لا الاسلام الذي صنعناه نحن المعممين الاميين دون قياس نشعر بذلك نتيجة تطبيق الاسلام الذي حكم في صدر الاسلام، الاسلام الحقيقي وسيجري تطبيقه ان شاء الله. اننا نشكركم جزيل الشكر. حفظكم الله للاسلام والمسلمين ووفق علماء الدين كافة لكي يبذلوا مساعيهم المشتركة ويقدموا التضحيات لهذه الثورة.
مهمة الشاه تدمير ايران
وفقكم الله بمشيئته. ان ما ذكرته من انهم لم يقوموا بعمل مفيد لكم، فانهم لم يقوموا باي عمل لاي احد مطلقا! ان ما قاموا به كان لامريكا ولسائر الاجانب. ان الشاه المخلوع الذي كتب كتابه" مهمة من أجل وطني" اعتقد انه كتب أمرا صحيحا فقد كانت لديه" مهمة للوطن"! وهي ان يقوم بتدمير هذا الوطن بشكل كامل، ان يقضي على الاسلام، ان يقضي على العشائر، ان يقضي على جميع الطبقات، ان ينهب خزائننا بالكامل، وان يجعلنا عبيدا للآخرين، وان يجعل زراعتنا متخلفة الى الحد الذي يجعلنا محتاجين للاجانب في كل شيء. ان كل هذه الامور جزء من" مهمته" وقد انجز مهمته ولكن الله اراد له العار في هذا العالم.
ونحن نطلب منكم جميعا أيها السادة، ان تتعاضدوا في مناطقكم وان تتآخوا وتتحركوا نحو هدف واحد، وان شاء الله فان دولة العدل الاسلامي قد قامت والجميع متساوون، الجميع أخوة، فلتستفيدوا من بلدكم فهذا بلدكم وستتولون ادارته بأنفسكم ان شاء الله. حفظكم الله جميعا 3.
*صحيفة الإمام، ج6، ص: 182
1- السيد احمد كلانتر احد علماء الدين في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة.
2- السيد كفعمي ممثل الامام في سيستان وبلوشستان.
3- بعد هذا اللقاء، ونظرا للاوضاع الحساسة في المنطقة المذكورة، قام الإمام الخميني بتاريخ 9/ 1/ 1358 بارسال السيد علي خامنئي، الذي كان منفيا في تلك المنطقة ويعرف عنها الكثير، للوقوف على حاجات المنطقة الضرورية والقيام بما يلزم.