يتم التحميل...

الموضوع: اعادة اعمار البلد والمشاكل التي تعيق ذلك‏

خطاب

الحاضرون: حشد من المواطنين‏

عدد الزوار: 56

التاريخ: 7 اسفند 1357 هـ. ش/ 28 ربيع الاول 1399 هـ. ق‏
المكان: طهران، المدرسة العلوية
الحاضرون: حشد من المواطنين‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

حساسية الاوضاع في ايران‏

يعلم السادة حساسية الوضع الذي تمر به ايران، فاوضاعنا الآن اشد حساسية مما كانت عليه قبل طرد اللصوص، ذلك لان الوضع آنذاك كان وضعاً دفاعياً، يهدف منه طرد اولئك وقد مرت تلك الفترة ولله الحمد بهمة جميع ابناء الشعب وبقدرة الايمان. فقد تمكنت قدرة ايمان شعبنا من التغلب على الدبابات والمدافع والقوى العظمى. فالجميع كان يدعم النظام وكان النظام يمتلك كل تلك القدرة، لكن قدرة الله تفوق القدرات ولله الحمد فانكم انتصرتم حتى الآن. ولكنكم اليوم ترثون بلدا مدمراً تعمه الفوضى في جميع المجالات. لقد نهبوا كل ثرواتنا، وأخذوا معهم مجوهرات ايران وفروا واقاموا لهم كيانات هناك، وان شاء الله سوف نأخذها منهم، ولكن ايران تعمها الفوضى في كافة المجالات، الاقتصاد والثقافة والمؤسسات وكذلك الجيش.

تضامن جميع الفئات الاجتماعية في البناء والاعمار

ثمة أمران يكتسيان أهمية: الاول، ان هذا الدمار لا يمكن أصلاحه من قبل شريحة أو مجموعة معينة، فلا يمكن للحكومة اصلاحه ولا يمكن للجيش اصلاحه ولا يمكن للتجار ان يقوموا بذلك، ليس بوسع أي مجموعة ان تحقق ذلك وحدها، فعلى جميع فئات الشعب من عمال وموظفين واداريين وسائر الفئات ان يشاركوا فيه، حتى يتمكونوا من اعمار هذا الخراب. ان بلادكم اليوم بلاد منهوبة، بلاد تعرضت فهي مدمر، وهذه الخربة وقعت بايديكم الآن بعد أن كان كل شي‏ء في البلاد مرتبطاً بالخارج وبالاجانب، وكانوا اولئك يستحوذون على ثرواتكم في حين انكم كنتم تتحملون المشقة. واليوم آمل ان يشاء الله وتكون ايران لكم، ولكنها خربة الآن وعليكم ان تحافظوا عليها بالهمة والتعاضد ووحدة الكلمة.

والامر الثاني هو انه لا ينبغي توقع اصلاح الأمور خلال بضعة ايام أو بضعة أشهر، فهذه البلاد كانت ولمدة 2500 عاما تحت نير الظلم، وكانت تتعرض للخراب لاكثر من خمسين عاما ونحن شهود على ذلك لقد كانت البلاد تتعرض للدمار لاكثر من خمسين عاما وقد تظافرت جميع القوى لممارسة ذلك الدمار. هناك العديد من المشاكل، والحكومة الآن تتعرض لمشاكل عديدة، والجيش يتعرض لمشاكل كثيرة وكافة المؤسسات. لذا فان على الناس ان يصبروا وان يتحملوا قليلا. ان من صبروا على تحمل العذاب لاكثر من خمسين عاما باتوا احرارا وليس من خشية ان يأتي احد ويعتقلهم دون مبرر، ليس من خشية ان يأتي عسكري الآن ليضربهم‏ ويقمعهم. وان من النعم الكبيرة التي من الله تعالى عليكم بها هو انكم تستيطعون الآن الخلود الى النوم بكل اطمئنان ولا خوف لديكم من مديرية الامن أو من الجيش أو من الحكومة.

ولكن يجدر القول لهؤلاء الذين على عجلة من امرهم، بانكم كنتم ولمدة تزيد على الخمسين عاما تحت سيطرة وسطوة الناهبين فلتصبروا قليلا وليضع الجميع ايديهم بايدي البعض لعدة سنوات اخرى حتى نبني البلاد. فلا تتوهموا ان من الممكن القيام بهذا العمل على الفور. لا يمكن اعادة بناء هذه الخربة بهذه العجالة حتى تثور الاعتراضات بان السيد بازركان لم يقم بكذا أو كذا، فهل يتمكن اي شخص آخر لو كان مكانه أن يعمل باكثر منه؟ ان الجميع عاكفون على العمل الآن، الجميع مشغولون بأداء وظائفهم وان شاء ستعكفون انتم على اعمالكم بجدية لاعمار هذه البلاد الخربة. حفظكم الله جميعا ووفقكم.


*  صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 204-205

2011-04-30