الموضوع: استعراض نتائج مقاومة الشعب الايراني_ البرامج التنموية لاوضاع الشعب ماديا ومعنويا
خطاب
الحاضرون: أهالي مدينة قم وضواحيها
عدد الزوار: 73
التاريخ: 10 اسفند 1357 هـ. ش/ 2 ربيع الثاني 1399 هـ. ق
المكان: قم، المدرسة الفيضية
المناسبة: قدوم الامام الخميني الى قم بعد انتصار الثورة الاسلامية
الحاضرون: أهالي مدينة قم وضواحيها
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
جرائم الاسرة البهلوية
انني اشكركم ايها الشعب الايراني على احاسيسكم ومشاعركم ولن اغفل عنكم أيها الشعب المعذب، رغم انني لن أتمكن من ايفائكم حقكم من الشكر. اسأل الله تبارك وتعالى السلامة والسعادة للشعب الايراني.
لقد بعث الشعب الايراني- بتضحيات ابنائه ودمائهم- الحياة مجددا في الاسلام، واعاد الحياة للإسلام والمسلمين وتمكن من احباط المساعي التي بذلها الأستعمار والاجانب لمدة تقرب من ثلاثة قرون. لقد شن الأجانب حملة ضد الاسلام وجميع الاديان، وضد علماء الدين بما يقرب من ثلاثمائة عاما، وقد بلغت تلك المساعي الاعلامية اوجها في عهد الأب والأبن، فقد تمكن عملاء الاجانب خلال ما ينيف على الخمسين عاما الماضية من تدمير كل ما يملكه هذا الشعب. لقد ارتكب الأب والابن جرائم سودت وجه التاريخ، ارتكبا من الجرائم في ايران ما لا يمكننا ان نستعرض عشره أو عشر عشره.
لقد فرضوا على شعبنا الأسر ونهبوا ثرواتنا وقضوا على طاقاتنا البشرية وهو الأهم، وسعوا في ابقاء شباننا متخلفين وابقاء جامعاتنا متخلفة والحيلولة دون قيام مدارسنا العلمية بدورها.
ضمان وجود الاسلام بالتضحيات
لابد لي من الاعراب عن شكري لكم يا ابناء الشعب الايراني، ولكم ايها القميون الذين تمكنتم خلال العامين الاخيرين عبر نهضتكم، من إفشال كافة مخططاته (الشاه) ومن طرد عملاء الاستعمار من بلادكم وسوف تطردون البقية الباقية منهم. لقد تمكنتم من قطع دابر الاستعمار والنفعيين والناهبين الدوليين. لقد وضحيتم بدماء شبانكم من اجل نصرة الاسلام. فالاسلام اعز من ان نخشى من التضحية بدمائنا او شباننا في سبيله.
لقد قدم الإسلام شهداء كثيرون. اميرالمؤمنين" سلام الله عليه" كان شهيد الإسلام واستشهد في سبيل الاسلام.. والحسين بن علي استشهد في سبيل الاسلام. اننا لا نخاف الشهادة، لا نخاف تقديم الضحايا. لقد ضمنت ايها الشعب الايراني بتضحيات ابنائك بقاء الاسلام، وقطعت دابر الأجانب ولك الفضل والمنة علينا جميعا. انني اقر لكم جميعا بالمنة والفضل وانا خادمكم جميعا وانني لعاجز عن اداء الشكر على هذه النعمة، ولا شك ان الغيارى الايرانيون من ادنى البلاد الى اقصاها لا يمكنهم ايفاء هذه النعمة حقها من الشكر.
تخريب البلاد واعمار المقابر
لقد قطعتم الطريق حتى هذه المرحلة، واجبرتموهم على مغادرة ايران، غير أنهم تركوا لنا بلدا مدمرا ومجموعة من المقابر العامرة. لقد خربوا البلاد وعمروا مقابرنا.
ان ما تعاني منه البلاد من الاضطراب والفوضى ليس مما يمكن اصلاحه في عام أو عامين، فالامر يحتاج تظافر جهود ابناء الشعب الايراني لاعمار هذا الدمار، فلا تقعدوا بانتظار ان تقوم الحكومة باعمار ذلك واصلاحه، فالحكومة لا تتمكن وحدها من القيام بذلك، لا تقعدوا بانتظار ان يقوم علماء الدين بذلك، فعلماء الدين وحدهم لا يتمكنون من اعمار كل هذا الدمار. علينا جميعا مزارعين وعمال وصناع وخطباء وعلماء دين وجامعيون ومدراء وعساكر، المساعدة في الأعمار.
لقد بلغت الثورة المرحلة الراهنة وهي في منتصف الطريق، وتم طرد اللصوص والمخربين فقط، ولكن الخراب باق، المهم لنا هذه الخربة التي تركوها لنا ولابد من اعادة اعمارها بهمتكم العالية وبهمة الشعب الايراني العظيم.
ضرورة يقظة الشعب وحذره
انتبهوا! احذروا! كونوا يقظين! فان المفسدين والاجانب يتربصون بنا، انهم لم يناموا فعليكم انتم ايضا ان لا تناموا، عليكم ان تكونوا واعين، انهم عاكفون على اعداد الخطط بوسائل واشكال مختلفة، انهم يريدون اعادة النظام الملكي المنحط بعد ان قضي عليه ولكن باشكال أخرى ليتمكنوا ثانية من تحقيق مصالحهم ومعاودة النهب واعادة القمع والكبت لهذه البلاد.
ايها الشعب المجيد أنتبه! اننا واينما وضعنا ايدينا نجد دمارا، فثقافتنا مدمرة ينبغي ان تعاد صياغتها، فالثقافة ثقافة استعمارية يجب اعادة صياغتها، والمعلمون الاستعماريون يجب ان يرحلوا، وهؤلاء الذين كانوا في خدمة الاستعمار والنظام الملكي يجب ان يرحلوا وان يستبدلوا بالمخلصين الطاهرين والعلماء النجباء. ان لدينا الكثير الكثير من الفوضى وعلينا جميعا ان نتعاضد لانهاء هذه الفوضى ووضع حد لهذه الجرائم حافظوا على ثورتكم باليقظة والحذر، فاذا خبت جذوة هذه الثورة لا سمح الله ستعود كل تلك المصائب.
اذا اردتم انقاذ ايران وانقاذ الاسلام والقرآن الكريم، عليكم المحافظة على هذه الثورة، واذا ما اقتضى، الأمر نظموا المظاهرات والتجمعات، غير أن المظاهرات اليوم ليست صاخبة كالسابق. ينبغي الحفاظ على هذه الثورة وينبغي لهذا الشعب ان يبقى حيا.
الاسلام في خدمة المستضعفين
لقد مضى ذلك العهد الذي يمكن لمفوض شرطة ان يحكمنا. لقد مضى ذلك العهد الذي يمكن لمحافظ ان يحكمنا، مضى ذلك الزمن الذي يحكمنا فيه ضابط عسكري. فالجميع اليوم في خدمتكم وفي خدمة الاسلام. فلتدركوا قدر هذه النعمة ولا تسمحوا للضغف والخمول ان يجدا طريقهما إليكم، لا تقولوا لقد رحل" الشاه" وانتهى كل شيء، كلا فالاستعمار درس امورنا لاكثر من ثلاثمائة عام، درس نفسياتكم ومختلف الفئات الايرانية وتوصل الى ان عليه بث الفرقة بين طوائف المسلمين، وبث الفرقة في كل مدينة وأيجاد الاختلاف بأساليب مختلفة لابعادكم عن بعضكم: فصل علماء الدين عن عامة المسلمين، وفصل الجامعة عن الحوزة العلمية، العمال عن الناس وعن علماء الدين.
ان علماء الدين في خدمة العمال والاسلام، في خدمة المستضعفين، وان هؤلاء الذين يزعمون بأنه لم يتحقق شيئاً، انما يهدفون الى بث الفرقة وإلا فان ما تحقق امر عظيم للغاية ولكن ثمة امر اعظم في الانتظار. ابعدوا عنكم من يسعون الى بث الفرقة ولا تسمحوا لهم بقول ما يؤدي الى الفرقة. على العمال ان يكونوا يقظين! ان هؤلاء يريدون اعادة العهد السابق. على الفلاحين ان ينتبهوا! فهؤلاء يريدون اعادتكم مرة اخرى الى عهد الزراعة الفاشلة. انكم ايها الفلاحون اكبر سند لهذا الشعب وعليكم مواصلة عملكم في الزراعة فاليوم يوم الزراعة الربيعية.
انتم ايها الكسبة والتجار المحترمين، عليكم مراعاة الناس فيما يحتاجونه من مواد تموينية، تخلوا عن الاجحاف في البيع وتمسكوا بحس التعاون والانسانية، واهتموا بالضعفاء وخفضوا اسعار سلعكم. تحاشوا البيع باثمان باهضة وكونوا منسجمين معا فانتم اخوة. ان جميع فئات الشعب أخوة فيما بينهم فكونوا معا واحرصوا على مراعاة بعضكم بعضا واجتنبوا تلك الأمور التي راجت بينكم خلال الخمسين عاما الماضية كالكذب والغش والاحتكار، فانتم اليوم في ظل الاسلام وامام الزمان ينظر لكم والرسول الأكرم ينظر لكم والله تبارك وتعالى هو سندكم.
املاك الاسرة البهلوية
ان امامنا مشوار طويل من العمل وعليّ ان استعرض لكم بعضا من ذلك.
لقد أمرت مؤخراً وقبل ان اغادر طهران، باجراء حصر ومصادرة كافة الاملاك والاموال التي تعود للاسرة البهلوية المنحوسة، ومصادرة كافة اموال اولئك المرتبطين بها ممن ساهموا في نهب هذا الشعب. وسوف تستخدم هذه الأموال في بناء مساكن لابناء الطبقة الضعيفة في كافة انحاء ايران، اذ ان اموال الشاه المخلوع واخته وأخيه كافية لاعادة اعمار بلد بكامله. اننا نعمل ولا نكتفي بالاقوال. وعلى جميع اللجان الثورية في كافة انحاء ايران ان تبادر الى مصادرة ما يعتبر من ثروات ايران وما حاولوا أخذه أو اخفائه، هم واتباعهم، ووضعه في حساب مصرفي سيتم الاعلان عنه لاحقا كي يتم الاستفادة منه في بناء مساكن للعمال والمستضعفين والبؤساء كي يعيشوا حياة مرفهة.
اعمار الدنيا والاخرة بوحي من الاسلام
اننا وعلاوة على ما نسعى الى تحقيقه من الحياة المادية الكريمة لكم، نحرص على أن تكون حياتكم المعنوية ايضا كريمة ومرفهة، فانتم بحاجة الى المعنويات، فهؤلاء قضوا على المعنويات، ولا يسعدنكم اننا سنقوم ببناء المساكن وجعل الماء والكهرباء مجانياً للفئات الفقيرة، وتوفير باصات النقل العام مجانياً للفقراء، لا يسعدنكم هذا القدر فقط، فاننا نحرص على تعزيز معنوياتكم وتقوية روحياتكم وايصالكم الى مقام الانسانية، فقد سعى اولئك الى الحط من قدركم وزينوا الدنيا باعينكم حتى خلتم بانها كل شيء. اما نحن فاننا سنعمر دنياكم وآخرتكم. ان احد الامور التي يجب الاهتمام بها هي هذه. فتلك الأموال غنائم الاسلام وهي للشعب وللمستضعفين وقد امرت باعطائها للمستضعفين وسوف يعطونها لهم. وبعد ذلك سيتم ايضاً التخفيف من بعض الضغوط، ولكن عليكم ان تتحلوا بقدر من الصبر وان لا تستمعوا الى هذه النعرات الباطلة، فهؤلاء يطلقون الكلام ولكننا نحن نعمل، وهؤلاء يريدون زرع اليأس في نفوسكم من الاسلام والحال ان الاسلام هو سندكم.
سيادة القانون الالهي
بعد ذلك فان لدينا اطروحات للمصارف لاخراجها من هذا الوضع الاستعماري المؤسف. ينبغي استبدال هذه القصور التي تستخدمها الحكومة والوزارات، والتي انفق عليها الملايين والمليارات من اموال الشعب، يجب استبدالها باماكن اسلامية معتدلة. فهذا النمط اجنبي ونمط طاغوتي، فالعدلية قد اقيم لها قصر فخم لكنها ليست بعدلية وليس بمكان للعدل انها قصر فحسب. ان هذه القصور يجب ان تزول وان يقام العدل في مكانها ويجب تعديل اوضاع المصارف بشكل تدريجي والقضاء على المعاملات الربوية بشكل تام.
عليّ ان اقول للمتصدين للأمور وأحذرهم، ان لا يكونوا على هذا القدر من ضعف النفس! وان لا يلهثوا وراء الأسلوب الغربي فان بؤسنا ناجم عن اننا سعينا لايجاد النمط الغربي، عدليتنا عدلية غربية، قوانينا قوانين غربية، لا يكونوا على هذا القدر من ضعف النفس! ان لدينا قانون غني، لدينا قانون الهي وان اولئك الذين يرجحون النمط الغربي على النمط الالهي لا يعرفون الاسلام، وان اولئك الذين يقولون لا يمكن تطبيق الاسلام في هذا الزمان انما يقولون ذلك لانهم يجهلون الاسلام ولا يفقهون ما يقولون.
مكافحة الفساد ومحو آثار الطاغوت
سنقوم ان شاء الله بمكافحة الفساد ضمن دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال تاسيس وزارة مستقلة لا ترتبط بالحكومة، وسوف نقضي على الفحشاء ونصلح وسائل الاعلام، نصلح الاذاعة والتلفزيون ودور السينما، فان جميع تلك المؤسسات يجب ان تكون على النمط الاسلامي، وينبغي ان يكون الاعلام اعلاما اسلاميا، والوزارات وزارات اسلامية، والاحكام احكام اسلامية. سوف نقيم الحدود ولن نخشى ان لا يعجب ذلك الغرب.
لقد انهكنا الغرب، لقد قضى الغرب على روحيتنا وجعلنا مأسورين له وسوف نقوم نحن بالقضاء على هذه الظاهرة، سوف نزيل- مع الشعب الايراني ووقوفه معنا ودعمه لنا كل الآثار الغربية، كل آثار الفساد لا التحضر، سوف نزيل الاخلاق الغربية الفاسدة والنعرات الغربية الباطلة وسنقيم بلادا محمدية. فراية ايران ينبغي ان لا تكون راية ملكية، وشعارات ايران ينبغي ان لا تكون شعارات ملكية بل يجب ان تكون شعارات اسلامية وعلى كافة الوزارات والمؤسسات ازالة شعار الأسد والشمس المنحوس ويجب ان يكون العلم اسلاميا. يجب ازالة آثار الطاغوت وهذا التاج اثر من آثار الطاغوت، يجب ان تسود معالم الاسلام.
تضعيف الحكومة والجيش يعني تضعيف الاسلام
أيها السادة انتبهوا! على الحكومة ان تتيقظ! أيها الشعب انتبه! لا يستدرجونكم مرة اخرى، من الآن ينبغي حل هذه الامور، طبعا بشكل تدريجي، ينبغي ان يكون الأمر تدريجيا ولكن علينا ان نبدأ! طبعا سنمهل الحكومة وعلينا ان نمهلها، لا تصغوا الى ما يقال هنا وهناك" ماذا تحقق؟ ماذا فعلتم؟ ماذا ستفعلون؟" فان هؤلاء يريدون اضعاف الحكومة، واضعاف الحكومة يعني اضعاف الاسلام، الحكومة حكومة الاسلام. ان اضعاف جيشنا اضعاف للاسلام فلا تسعوا الى اضعافه، ينبغي التطهير، ينبغي تطهير كافة المؤسسات والادارات، ينبغي تطهير الوزارات، ينبغي طرد اللصوص واخراج الخونة ولكن الجميع ليسوا خائنين فالامناء سيظلون اعزة محترمين.
لقد مر عليك ايها الشعب الايراني خمسون ونيف من السنوات وهو ما يذكره شيوخنا أو عشرين عاما وهو ما تذكرونه جميعا تقريبا وقد صبرتم على جميع المصائب حتى نفد صبركم. أمهلوا هذه الحكومة قليلا كي تقوم بعملها.
طبعا ان بعض التعيينات كانت خاطئة ولم يكن الامر عمديا- فالحكومة لا ترتكب الاخطاء عامدة. كانت بعض التعيينات خطأ وكذا الامر بالنسبة لاركان الجيش- فرئيس الاركان- لا يرتكب خيانة عامدة ولا ينصب خائنا بشكل عمدي ولكن الخطأ امر ممكن واينما حصل خطأ فلتدلوا عليه ولكن لا تسعوا الى التضعيف. فالذين يقولون عليكم ان تضعفوا الحكومة أو من يروجون لما يوجب اضعافها، انهم خونة، انهم يريدون اضعاف الحكومة والجيش كي يقوموا بانشاء تنظيم آخر واعادة الامور الى سابق عهدها، فانتبهوا!.
الجمهورية الاسلامية هدف الشعب
اننا سنصمد حتى آخر رمق، وانني سأجعل العام او العامين الاخيرين من عمري وقفا لكم. ولكني اريد منكم واريد من الشعب ان يحافظوا على هذه الثورة حتى يتم اقامة حكومة العدل الاسلامي. فمنذ بدء النهضة وحتى الآن كنتم تقولون" سنواصل الثورة حتى موت الشاه الخائن"، واليوم عليكم ان تقولوا:" سنواصل الثورة حتى اقامة الحكومة الاسلامية". فما يريده شعبنا هو الجمهورية الاسلامية، لا الجمهورية فقط، لا الجمهورية الديمقراطية، لا الجمهورية الديمقراطية الاسلامية،" الجمهورية الاسلامية" لا غير.
ما اريده منكم يا ابناء الشعب الايراني ان تكونوا يقظين وان لا تضيّعوا دماء اعزتكم التي سفكت. لا تخافوا من كلمة" الديمقراطية"، لا تخافوا من حذفها فهذا النمط نمط غربي ونحن لا نريد الانماط الغربية، نحن نقبل بالحضارة الغربية لكننا لا نقبل بمفاسدها.
ان من اراقوا دماؤهم هم هذا الشعب، وان من ضحى بالشبان هو هذا الشعب، وثمة مجموعة صغيرة كانت في الخارج اما الاشراف والاعيان فكانوا يقبعون في بروجهم العاجية، ولكنكم ارقتم الدماء وضحيتم بشبانكم ودمرت بيوتكم، وما تريدونه هو الذي يجب ان يكون لا ما يريده اولئك الذين كانوا في اوروبا وفي خارج البلاد وجاؤوا الآن، لا ما يريده الأعيان والاشراف، ولا ما يريده الحقوقيون. ان الميزان هو ما تريدونه أنتم وان من يجب ان يصغى اليه هو من قدم الدم فرأيه هو المطاع.
تحذير الصحف
على الصحف ان تصلح نفسها، عليهم ان لا يخونوا الاسلام والمسلمين، وان لا يفرطوا بدماء المظلومين وان لا يكونوا ابواقاً لاعلام السوء، عليهم ان يحولوا دون وقوع المؤامرات، ولكن جميع الناس احرار في التعبير عن آرائهم. وحينما اجري الاستفتاء الشعبي فقد اقترعت للحكومة الجمهورية،" الجمهورية الاسلامية". وكل من يتبع الاسلام عليه ان يقترع للجمهورية الاسلامية، ولكن جميع الناس احرار ان يكتبوا ويعبروا عن آراءهم، ليقولوا إن كانوا يريدون النظام الملكي، أو عودة محمد رضا بهلوي، انهم احرار ان يقولوا اذا كانوا يريدون النظام الغربي، أو كانوا يريدون نظاما جمهوريا ولكن ليس اسلاميا.
حرية التعبير في الاسلام
ينبغي ان يسأل مَن يقول انه يريد الجمهورية ولا يريد الاسلام، ماذا يعرف عن الاسلام وماذا رأى في الاسلام؟ أي سوء راى من الاسلام؟ ينبغي ان يقال له بان الاسلام هو الذي قضى على الطاغوت وليس الناس. الايمان هو الذي اسقط الطاغوت، لا انا وانت! فأي سوء رأيت من الاسلام؟ ان من يقول انه يريد الجمهورية الديمقراطية، يعني الجمهورية- على النمط الغربي، اي سوء رأى من الاسلام؟ ماذا يعلم عن الاسلام؟ ان الاسلام يضمن الحريات، الاستقلال والعدل. الاسلام لا يمتاز فيه الرجل الأول عن سائر الرعية، بل قد يكون في وضع أقل من حيث التمتع بالامتيازات. ان حرية التعبير كانت موجودة في الاسلام منذ البداية، ففي عهد ائمتنا" عليهم السلام"، بل في عهد الرسول الاكرم، كانت حرية التعبير سائدة وكان الناس يقولون ما يشاؤون.
ان لدينا الحجة والدليل ومن يمتلك الحجة لا يخاف من حرية التعبير، ولكننا لا نسمح بالتآمر. هؤلاء ليس لديهم ما يقولونه وانما يتآمرون، وقد دعوناهم، إذ اوعزنا الى البعض ان يدعونهم- ان كان لديهم ما يقولون فليأتوا وليقولوه عبر التلفزيون ولنتناظر فيما بيننا- ولكنهم لم يقبلوا حتى الآن.
قم كنموذج
انني اشكر الشعب الايراني على احاسيسه، واشكر ابناء بلدتي القميين على مشاعرهم. لقد قلت سابقا بان العلم قد انتشر من قم وان (القوة) قد انتشرت من قم. كانت قم نموذجاً وانني افتخر لوجودي في قم. لقد كنت بعيدا عنكم- لخمسة عشر عاما او اكثر قليلا- ولكن قلبي كان هنا لقد كنت معكم، انكم ايها الغيارى، ايها الشبان الأطهار اصبحتم أسوة للجميع. والحمد لله فان جميع ابناء الشعب الايراني من ادنى البلاد الى اقصاها اصبحوا صوتا واحدا. انها قدرة الله التي هزمت الطاغوت، انها قدرة الله التي تغلبت على القوى العظمى وسوف تتغلب عليها. اننا لن نسمح بعد الآن للقوى العظمى ان تتدخل في شؤون بلادنا ابداً.
علماء الدين محيو الشريعة الاسلامية
تجنبوا الاختلافات، إن سرّ فسر انتصارنا يكمن في اتحادنا وفي وحدتنا. احرصوا على عزة الحوزات العلمية... لا تصغوا الى ما يقولون والى ما يهدفون اليه من فصلكم عن الحوزارات العلمية وعن مراجع التقليد. ان هؤلاء مغرضون فهذه الحوزات العلمية هي التي حفظت الاسلام الى يومنا هذا ولو لم يكن علماء الدين لما بقي من الاسلام خبر. ان علماء الدين هم الذين احيوا الاسلام في الظروف العصيبة وفي الفترات المظلمة، فاحرصوا على دعمهم وتأييدهم.
على الحوزات العلمية اينما كانت ان تتيقظ. فاليوم ليس مناسب لان تتحرك الحوزات العلمية باسلوبها السابق. ففي السابق كانت الامور مختلفة والوضع اليوم مختلف، على الحوزات العلمية ان تكون متيقظة، وان تجعل التقوى نصب عينيها. على اصحاب الفضيلة وطلاب العلوم الدينية ان يضعوا نصب اعينهم التقوى، وتنزيه النفس، وجهاد النفس. ان من يجاهد نفسه يستطيع ان يحكم امة بكاملها. جاهدوا انفسكم، هذّبوها... هذبوا حوزاتكم. على الجميع ان يهذبوا انفسهم، على جميع ابناء الشعب ان يهذبوا انفسهم.
الاسلام عقيدة لبناء الانسان
الاسلام مدرسة التهذيب، والقرآن كتاب لصياغة الانسان، فاستندوا الى القرآن وتعلموا من تعاليم الاسلام السامية. ان الاسلام يبني الانسان، لهذا يخافه ويخشاه الاجانب والقوى العظمى، فهم يخافون من الانسان ويقمعون الاسلام لانه عقيدة بناء الانسان. انهم يخافون من" الآدمي"!؟ ويقمعون المدارس والجامعات لانها اماكن لبناء" الآدمي"!؟ فآدمي واحد يمكنه ان يهدي شعبا كاملا. فالرسول الأكرم كان آدميا، وكان انسانا كاملا وتمكن من تهذيب عالم باسره. وان فاسدا واحدا يمكنه ان يجر شعبا باسره الى الفساد. فمحمد رضا بهلوي جر شعبا كاملا نحو الفساد.
نصركم الله تعالى، وأعزّ الاسلام، وابقى على روح هذه الثورة حية. وحفظ هذه القوة الاسلامية، ومنَّ على مراجعنا وعلمائنا بالعزة والمجد وعلى شعبنا بالشجاعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* صحيفة الإمام، ج6، ص: 223,217