يتم التحميل...

الموضوع: جذور الاختلافات الداخلية

خطاب

الحاضرون: ممثلو العلماء وطلاب العلوم الدينية وسائر الفئات الاجتماعية

عدد الزوار: 84

التاريخ 11 اسفند 1357 هـ.. ش/ 3 ربيع الثاني 1399 هـ. ق‏
المكان: قم، المدرسة الفيضية
الحاضرون: ممثلو العلماء وطلاب العلوم الدينية وسائر الفئات الاجتماعية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الغرور يقود الى الهزيمة
انني لم اكن قد سمعت حديثه لحد الآن، ذلك الحديث الذي اخجل تواضعنا جميعا.
انني اتمنى التوفيق لجميع ممثلينا ونوابنا، ولكني اريد القول باني ارفض المبالغة التي تحدث فيها البعض فيما يتعلق بي شخصيا 1.

انا خادمكم جميعا وليس بيني وبينكم زعامة او قيادة، القضية الاساسية هي الثورة، والصف الواحد، والاتحاد. ان المتحدث- تحدث بشكل جيد لكنه بالغ في الاطراء بالنسبة لي، خصوصاً وان اطرائه هذا جاء في حضور الشخص صاحب الشأن، وربما يؤدي ذلك الى ان يصدق الممدوح ما قيل عنه ويغفل عن نفسه ويؤدي الامر بالنتيجة الى وقوع فاجعة.

انني آمل من جميع السادة ان يلتفتوا الى هذه القضية وهي: انه وعلى الرغم من نهضتنا المقدسة كانت رائعة وليس لها نظير في اي مكان آخر نتيجة لما حققته من مكاسب كثيرة بخسائر قليلة، وما آلت اليه من استئصال للنظام المنحوس من جذوره في عدة ساعات، الا انه لا ينبغي ان يصيبنا ذلك بالغرور، فالغرور يقود الى الهزيمة، بيد أنه ينبغي لنا ان نكون عبيدا لله ونعتقد بان كل ما تحقق لنا هو من الله.

شمول الثورة ناجم عن الرعاية الإلهية
لقد شعرت بالامل حينما رأيت ان هذه الثورة شملت كافة فئات الشعب وشارك فيها حتى الوليد الصغير الذي ردد الشعارات ومصاصته في فمه. حينما رأيت ان الأمر لم يقتصر على شريحة اجتماعية واحدة بل شمل كافة الفئات وتخطى ذلك ايضا، شعرت بالأمل لانني عرفت ان هذا الامر ليس من طاقة البشر، فمثل هذا الامر لا يتسنى لقيادة ما او قوة ذاتية، انها قضية الهية، انها قدرة الله تبارك وتعالى الذي وجه الامور بالطاقة الخاصة وجعل كافة فئات الشعب تتكلم بلسان واحد وتتحرك نحو هدف واحد وتردد شعارا واحدا .. لما رأيت كل ذلك شعرت بالأمل.

خشية الاعداء من عودة الإمام الى ايران‏
آنذاك كنت اعاني وكانت الهجمات تشن من كل الاطراف والتهديدات تنهال من كل حدب وصوب، من امريكا، من ايران، كانوا يريدون منعي من العودة الى ايران وخططوا لتلك المؤامرات التي احبطت بحمد لله. ومن يومها وإن لم اكن متاكدا الى حد كبير، غير أنه رجح لدي احتمال قوي بان القضية غير عادية وقد كانت كذلك بالفعل.

ولهذا فان كل تلك التهديدات والتوصيات التي وصلتني من الحكومة الإيرانية بواسطة الحكومة الفرنسية والامريكية بوسائل مختلفة، قد عززت من اعتقادي في انهم يدبرون امرا ما، وان قلوبهم تملتئ بالخوف من عودتي الى ايران، وانهم يريدون تأخير هذا الامر باي ثمن. فكانوا يرددون" لا تتعجل الذهاب الآن!" وكأنهم يريدون اظهار نوع من التعاطف معنا وحرصا على مصالحنا، في حين كنت اعلم بان الاعداء لا يريدون مصلحتنا، انهم يريدون تحقيق مصالحهم وحينما ادركت ذلك عزمت على العودة وقلت يجب ان أعود.

كما بعض الاصدقاء المحيطين اوصلوا الينا مقترحاتهم من ان الوقت لايزال مبكرا للعودة الى إيران، ولكني ادركت من اصرارهم بان الوقت ليس مبكرا وينبغي العودة الى إيران الآن فهم يحاولون تجميع قواهم والقيام بمؤامرة ما.

وحينما وصلت قال بعض السادة يا حبذا لو لم تأت الآن، فالوقت لايزال مبكرا، ولكني كنت واثقاً بان الوقت لم يكن مبكرا، ولو اننا امهلناهم وأخرنا المجي‏ء لكان ممكنا ان يستغرق الامر حتى هذا الوقت ولكانوا قاموا بتنفيذ مخططاتهم ولعجزنا عن القيام باي عمل بعد ذلك، وربما تتمكنوا من منعنا من تحقيق ما حققناه.

ولكني واستنادا الى هذه الامور، ادركت نتيجة ما قاموا به وما ارسلوه من توصيات، واحسست بوجود امر ما وحينما كان رفاقي يقولون لي أرجئ امر عودتك الى ايران قليلا كنت أرفض ذلك واقول ان هذا القول قول اعداءنا فهم الذين يقولون لا تذهب ولو انهم لم يقولوا ذلك لكان الامر جديرا بالتأمل، ولكن الاعداء هم الذين كانوا يقولون لا تذهب الآن الوقت لايزال مبكرا! نعم ان الوقت مبكر بالنسبة لهم.

اعداء الثورة متربصون‏
لقد حققنا ولله الحمد تقدما ملحوظا لحد الآن، كجعل من ثورتنا هذه نموذجا لجميع الثورات على مرّ التاريخ، فانا لا اتصور ثورة تشارك فيها كافة الفئات، ولا ارى في التاريخ ثورة خرج فيها الاطفال يرددون ذات الشعار الذي يردده الشبان والشيوخ. كذلك فان وقوف ابناء هذه الثورة بايد خالية امام قدرة هائلة مدعومة من القوى العظمى هو الآخر امر غيبي.
بيد أنه علينا ان لا نصاب بالغرور، متصورين اننا نحن الذين حققنا ذلك. ان الله هو الذي حقق بارادته المقدسة كل ذلك.

واليوم فان علينا ان نرص صفوفنا اكثر فأكثر، فليس بوسع طبقة معينة ان تعيد بناء كل هذا الخراب، علينا جميعا ومعا ان نقوم بذلك، كافة الفئات معا الى الامام! ولو تراخينا من الآن فان هذه الثورة لا سمح الله ستضعف هي الاخرى، فاعداؤنا متربصون بنا، ولم يكفوا بعد عن‏ محاولاته فهذا البلد غني بالنفط وثروات كثيرة وهم لن يكفوا عنا، اننا نحتل موقعاً إستراتيجياً بالنسبة لهم وهم لن ينسحبوا بهذه السرعة، وشعبنا يجب ان يكون واعيا وان لا يتصور بان الامر قد انتهى. ان على السادة ان لا يتوهموا بأن الامر قد انتهى. الامر في غاية الاهمية وعلينا من الآن فصاعداً أن نعزز من وحدتنا وتقدمنا.

الاختلافات تؤدي الى هزيمة الاسلام‏
يجب ان يكون اعلامنا اقوى من السابق، يجب ان تكون صفوفنا متراصة اكثر من السابق، وان ننهي اختلافاتنا الى ادنى حد ممكن. انني اشعر بالأسف حينما أسمع عن وقوع خلافات في بعض مناطق البلاد، على ماذا نختلف؟ ولماذا نختلف؟ معلوم ان هؤلاء الذين يبثون الفرقة والاختلاف لا حظ لهم من الإسلام اطلاقاً، ان الاختلاف يعني هزيمة الإسلام.

اذا اختلفنا مع بعضنا فان الاسلام سيمنى بهزيمة، ولو اختلف علماء الدين فيما بينهم لا سمح الله- فان الناس سيشعرون بان هذه الاختلافات هي من أجل الدنيا، فليس هناك من اختلاف من أجل الدين، جميعنا نعتنق دينا واحدا، ونتمسك بقرآن واحد واذا وقع الاختلاف فهذا يعني ان دافعه الدنيا، والشيطان هو الذي يحث على الاختلاف.

اذا احس الناس بان علماء الدين مختلفون فيما بينهم نتيجة الاهواء النفسانية، لو احسوا بان طلبة العلوم الدينية مختلفون فيما بينهم نتيجة الاهواء النفسية، فانهم سيشيحون بوجههم عنكم، ولو فعلوا ذلك فهذا يعني هزيمتكم، وهزيمتكم تعني هزيمة الإسلام.

ان مسؤوليتكم خطيرة، وينبغي لكم ان تمارسوا الدعوة للناس باخلاقكم واعمالكم. انتم هداة الناس ينبغي ان تكونوا منارة ونورا، هذبوا انفسكم واخرجوا حب الدنيا من قلوبكم، فحب الدنيا رأس كل خطيئة، كل الخطايا من حب الدنيا وحب الشهرة، اخرجوا هذا الحب من قلوبكم واميتوه واحيوا قلوبكم بحياة الإسلام، بالحياة الالهية.

أنتم الهيون، فلتتوحدوا، ولتكونوا صفا واحدا. الاعداء يتربصون بكم وبهذا الشعب. لقد ادرك الاعداء الآن بأن الوحدة تحققت في ايران وان هذه الوحدة هي التي هزمتهم.
انهم يسعون الآن الى بث الاختلاف والفرقة بينكم، تفريق بعضكم عن بعض وابعادكم عن الفئات الاخرى وذلك لمستموه من مكاسب الوحدة التي تحققت لدينا، والعذاب الذي اذاقتهم اياه تلك الوحدة.
انهم يريدون عزل الجامعة عن الحوزة الإسلامية، يريدون عزل الجامعات عن حوزات العلوم الدينية. يريدون عزل الفئات الحديثة والمتنورة عنكم. كما كان الحال خلال القرنين او الثلاثة الماضية، فقد كان مخططهم يهدف للابقاء على ايران خربة من أجل ان يحققوا اهدافهم، اقرؤا الكتب التي كتبت في هذا الصدد. ولكن لا يمكن تدمير ايران إلّا بتدمير الاجنحة فيها. ايران لا يمكن فتحها الا بتفريقكم.

ضرورة اتحاد علماء الدين‏
على علماء الدين ان يتحدوا فيما بينهم، فهم جميعا جيش إمام الزمان وعليهم ان يكونوا معا ولو حدث في صفوفكم خلل ما لا سمح الله فان مثل هذه الخلل خلل شيطاني وبدافع الاهواء النفسية. اذا وقع هذا الخلل فانه سينتقل الى الشعب، واذا انتقل الى اوساط الشعب، فان هؤلاء الذين يتربصون بنا سيهجمون وسيستأصلونكم من الجذور، ولو تحققت لهم الغلبة هذه المرة لا سمح الله فلن يتبقى أثر لعلماء الدين ولا للمثقفين، لن يبقى احد لا من الشريحة الجديدة ولا من الشريحة التقليدية.
لقد فهموا باننا تقدمنا بهذه الوحدة وهزم الاستعمار، ولكن هذه الهزيمة في بدايته واذا وقع خلل ما لا سمح الله فان الله تبارك وتعالى لن يرضى عنكم، لن يرضى عن علماء الدين، فعالم الدين مبدأ الامور و" اذا فسد العالم فسد العالم" «1». اذا فسد العالم وتعفن فان العالم بأسره سيتعفن وان اهل جهنم ليفرون من ريح عالم السوء، ان هذا التعفن ناجم عن الاهتمام بالدنيا والاهتمام بالمقام والرئاسة لذا فاجتنبوا مثل هذه الامور.

الفقه تهذيب وجهاد
ان بامكانكم أنتم الذين تتمتعون بقوة الشباب ان تعكفوا على تهذيب انفسكم، فاذا شبتم فستصبحون ضعفاء وستعجزون عن ذلك، قواكم الآن عالية واثر الشيطان في انفسكم ضعيف فاذا تقدمهم بالسن ضعفت قواكم وزاد أثر الشيطان وحينها ستعجزون وستهزمون. عليكم ان تهذبوا انفسكم من الآن، على الحوزات العلمية ان تسعى في تهذيب منتسبيها وفي ظلال التهذيب يمكن متابعة الدراسة وتحصيل العلوم.

اننا بحاجة الى التفقه واذا خسرنا فقيها خسرنا الإسلام، نحن بحاجة للفقيه وعلينا ان نسعى لايجاد الفقيه ولكن في الوقت نفسه علينا ان نسعى لتحقيق امور اخرى. تماما كما كان الائمة- عليهم السلام يفعلون، فحضرة الأمير (علي بن ابي طالب) سلام الله عليه كان يحرص على صلاته وعبادته حريصاً يحرص ان يكون سيفه جاهزاً ايضا. لقد كان اميرالمؤمنين يحرص على بسط العلم والتوحيد فيترك لنا كتابا مثل نهج البلاغة، لكنه كان يخوض غمار الحروب ويستل سيفه المعروف. فهو في ذات الوقت الذي كان زاهدا، كان شجاعاً ومقتدرا ومحاربا، كل هذه الامور مع بعضها.

تحريف الاسلام الاصيل‏
ان الإسلام هو كل شي‏ء ... ان من اسوأ ما حرص الاجانب على ترويجه بين الناس وبيننا هو ان الاسلام يقتصر على طقوس عبادية، تماما كما فعلوا في مسخ الديانة المسيحية، فالديانة المسيحية الحالية ممسوخة، ولا يمكن ان تكون دعوة المسيح دعوة للعبادة فقط وترك الظلمة يفعلون ما يشاؤون! هذا غير ممكن، ولا يمكن ان يكون هناك نبي بهذه الصفة، لقد مسخت تلك الديانة.

كذلك حاولوا مسخ الاسلام في انظارنا، في انظار الجاهلين واظهروه لنا بشكل آخر، وهذه من المكائد التي نفذوها عبر مخططات معينة، ونحن بدورنا صدقنا ذلك:" ما دخل عالم الدين‏بالسياسة!"؟ هذا الكلام كلام الاستعمار: عالم الدين لا ربط له بالسياسة؟! ان علماء الدين هم ساسة العباد، ففي دعاء الزيارة الجامعة ورد التعبير عن الأئمة (عليهم السلام) بانهم ساسة العباد، فكيف يمكن ان نقول نعم للإمام والسياسة، ولا لعالم الدين والسياسة؟!. لقد حكم اميرالمؤمنين بلاد شاسعة وكان سائسا لتلك البلاد، وتقولون ما شأن عالم الدين بالسياسة؟!

ان هذا الامر من ترويجات المستعمر كي يعزل عالم الدين عن الحكومة والشعب. لقد أوحوا له بذلك. وعالم الدين صدق ذلك فبعض علماء الدين يعارضوننا ويقولون: ما شأنكم بالسياسة!، او يقولون ان عالم الدين هذا سياسي. وهذه الامور هي التي اعادتنا الى الوراء ..

عالم الدين نموذج للإسلام. الإسلام هو كل شي‏ء، القرآن هو كل شي‏ء، القرآن مدرسة الإنسان، كتاب لصياغة الإنسان وكل شي‏ء موجود في القرآن: السياسة، والفقه، والفلسفة، وكل شي‏ء الإنسان هو كل شي‏ء، لذا يجب ان يؤمن القرآن كل احتياجاته، الإنسان معجزة هذا العالم، والقرآن معجزة تصنع من الانسان نموذجا في كل المجالات.

ففي الوقت الذي يقوم القرآن باعداد الفقيه، والفيلسوف، فانه يقوم باعداد المحارب، والبطل من الإنسان نفسه، فالفقيه يجب ان يكون محاربا، يجب ان يكون بطلا، ان يكون فقيها وان لا يفرط في فقهه.

جند الله ام جند الشيطان؟
لا تجعلوا الامور تبدو بصورة خاطئة، فتقولون مثلًا الوقت الآن وقت الثورة فلا مجال للدرس. هذا خطأ، فالعلم هو كل شي‏ء، العلم يدعم كل الاتجاهات، فقد كان اميرالمؤمنين يضرب بالسيف من أجل العلم، يضرب بالسيف من أجل التوحيد، يضرب بالسيف من أجل اشاعة التفقه، فلا تتصوروا باننا ما دمنا دخلنا في الامور السياسية فلا ينبغي لنا بعدها الخوض في المسائل العلمية.

انتم مازلتم شباناً وعليكم ان تسعوا لتحصيل الفقاهة، اوجدوا الفقاهة في انفسكم، عليكم ان تصبحوا فقهاء، فالفقيه مهم، ولكن ينبغي ان يكون فقهيا مهذبا، طالب علم مهذب، انسان مهذب والنتيجة شعب مهذب.
على الجميع ان يسعوا لتهذيب انفسهم، عليهم ان يجاهدوا انفسهم، ولكنكم الاولى بهذا الامر فانتم جند الله وعليكم ان تذعنوا لامر الله وتعملوا به." جند الله" تعني العمل بأحكام الله واطاعة اوامره تماما كما يفعل الجند باوامر قادتهم. انتم جند الله وعليكم ان تطيعوا اوامره وتعملوا بها، ولو تخطيتهم اوامره فلستم بجند الله. مهما كان مقدار ذلك التخطي، فانتم اما جند الله أو جند الشيطان. واذا كانت الدنيا همّكم فانتم جند الشيطان واذا كان الحق تعالى مبتغاكم فانتم جند الله.

ظل الله هو المعيار في تمييز الحق عن الباطل‏
كذلك هو ظل الله، السلطان ظل الله ولكنه اذا ارتكب مخالفة معينة اصبح ظلا للشيطان، والظل هو الفيئ لكل ذي فيئ وظل، فهو بذاته لا يملك شيئا. ظل الله هو الذي تكون كل حركاته وسكناته بأمر الله، تماما كالظل فهو بذاته لا شي‏ء، الظل بحد ذاته ليس فيه حركة إنما هو يتحرك اذا تحرك صاحب الظل. اميرالمؤمنين ظل الله، الرسول الأكرم ظل الله، ليس فيهم شي‏ء من ذاتهم وكل ما هو موجود فيهم هو من الله.

إما اولئك فهم ظل الشيطان! هؤلاء السلاطين الذين يقال عنهم بانهم ظل الله هم ظل الشيطان! ظل الله معيار للتمييز بين حقانية السلطان او بطلانه. ظل الله هو ما يجعلنا نفهم ان كان هذا السلطان حقاً او باطلًا. فاذا قام بعمل من ذاته فهو باطل، واذا نفذ امر الله فهو ظل الله وإلا فهو ظل الشيطان.

جند الله ايضا، الشعار الذي اخترتموه او اختير لكم، يعني هذا المعنى تماماً: العمل بأمر الله، فاذا قال أقعد تقعد، اذا قال انهض تنهض، واذا كان الامر كذلك فأنتم جند الله، ولكن اذا قال الله هبوا للعمل الفلاني ولم تهبوا له فهذا التخلف من الشيطان.
احيانا ترون انسانا لا تكون كل اعماله لله بل للشيطان، فانه سيصبح انسانا بصورة شيطان، وحينما يحشر هناك سيحشر على صورة شيطان.

الفقهاء حماة الاسلام‏
أسعوا أيها السادة تهذيب النفس، الى تحكيم مبادئ الإسلام، الى تحكيم أسس الفقه الإسلامي وفي بسط واغنائه. وفي عالم واسع مثل عالم الفقه فانتم لستم بشي‏ء فاغنوا هذا الفقه ووسعوا دائرته، ولكن في الوقت نفسه الذي تكونون فقهاء لا تتركوا ميدان السياسة، فكروا في الامور واهتموا بها وتدخلوا فيها، فلا يمكن القول" انا فقيه ولا شأن لي باي امر آخر"، انت فقيه ولكن عليك التدخل في سائر الأمور، عليك التدخل في الحفاظ على مقدرات الناس، انتم جنود الإسلام وحماته وعليكم ان تحفظوه.
اسأل الله ان يمن عليكم جميعا بالتوفيق واسأله ان يحفظنا في كنفكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 225


1- اشارة الى المديح الذي كاله للامام الخميني ممثل طلبة العلوم الدينية.

2011-04-30