الموضوع: الاقتراع لصالح الجمهورية الاسلامية

التاريخ: 28 اسفند 1357 هـ. ش/ 20 ربيع الثاني 1399 هـ. ق‏
المكان: قم المقدسة
الحاضرون: جمع من حرس الثورة الاسلامية وحشد من المواطنين‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

النصر الاولي‏

اشكر لكم ايها الاخوة المحترمين قدومكم لتفقدي، واسأل الله تبارك وتعالى ان يمن عليكم جميعا بالسعادة.

لقد قطعنا لحد الآن نصف الطريق، اي اننا تمكنا- الى حد ما- من قطع دابر الاجانب والظالمين، ولكننا ما زلنا بحاجة الى وقت كاف لبناء بلادنا، ما زلنا بحاجة الى وقت لاقامة الحكومة الاسلامية وممارسة نشاطنا.

ولو أنتابها الضعف في هذا الوقت الحساس، او تصورنا بأننا منتصرون فالشعور بالنصر يورث الشعور بالضعف لو انكم تصورتم بانكم انتصرتم وان عليكم ان تذهبوا لكسب معاشكم وممارسة حياتكم العادية ولم تكترثوا بمصيركم، فانني اخشى ان نمنى بالهزيمة. فنحن لم نحقق النصر الكامل لحد الآن، لقد انتصرنا على الأسرة البهلوية وطردناهم من البلاد، ولكن جذورهم ربما لازالت موجودة حتى الان. لقد انتصرنا الى حد ما، فقد قطعنا ايدي الاجانب نسبيا ولكنهم يتربصون بنا ولن يقفوا مكتوفي الأيدي ازاء ما حصل، فهم يرغبون بالعودة الى ايران بقوة، انهم يريدون ثرواتنا وايران بالنسبة لهم قضية حياتية، وعلينا ان لا نفترض بان الامر قد انتهى ما دمنا قد حققنا النصر الاولي، فالامر لازال في منتصفه ولعل اكثر من نصفه ما يزال امامنا.

أصوّت" الجمهورية الاسلامية"

علينا ان نبذل غاية وسعنا لحفظ وحدتنا وجعل مقاصدنا اسلامية، وحينما يجري الاستفتاء خلال الايام القليلة المقبلة علينا جميعا ان نقترع لصالح الحكومة الاسلامية اقصد الجمهورية الاسلامية-. انا شخصيا سأدلي بصوتي لصالح الجمهورية الاسلامية واطلب من الجميع ان يصوتوا لها. طبعا الجميع أحرار في انتخابهم، ولكني اطلب من الشعب ان يدلي بصوته لصالح الجمهورية الاسلامية.

وانني آمل ان تتمكنوا انتم ايها الاخوة- من تحقيق التقدم بوحدة الكلمة وبجعل نواياكم خالصة للاسلام، تماما مثلما حققنا من نصر لحد الآن نتيجة وحدة كلمتكم وإيمانكم بالاسلام، واننا نهدف الى إقامة الحكومة الاسلامية.

ضرورة المشاركة الشعبية الفعالة

فاذا اقيمت الجمهورية الاسلامية ان شاء الله، سيتم اصلاح الكثير من الأمور، طبعا بشكل تدريجي، وآمل ان يتم اصلاح كل شي‏ء وان تتولوا ادارة البلاد بأنفسكم.

انني آمل ان تبذل كافة فئات الشعب مساعيها، وان يجد الفلاحون في زراعتهم وان يسعوا خصوصا الى توفير المزيد من المواد الغذائية، وان يجد مربو الماشية في بذل المزيد في مجال تخصصهم، وان يعمل التجار والكسبة بشكل سليم وان يبتعدوا عن الاجحاف، فقد سمعت بان بعض الاشخاص يقومون برفع الاسعار والاحتكار، فليعلموا بان شعبنا الغالبية من ابناء شعبنا ضعفاء وقد تضرروا كثيرا مما جرى واصيبوا بالفقر المدقع، فاذا تقرر ان يقوم الكسبة باطلاق دورة جديدة من البيع باسعار مجحفة وغير منصفة فان من الممكن ان يتعرض هؤلاء لاضرار كبيرة.

انني ارجو من كافة فئات الشعب ان يتحلوا بالانصاف وان يجعلوا رضا الله تعالى نصب اعينهم وسوف يمن الله عليهم بالبركة.

اسأل الله ان يمن عليكم بالسعادة وان تبيض وجوهكم في الدنيا والآخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 308-309