يتم التحميل...

الموضوع: ضرورة اتحاد كافة الفئات ومواجهة الدسائس التي تستهدف الاستفتاء الشعبي‏

خطاب

الحاضرون: الاطباء العاملون في مدينة قم‏

عدد الزوار: 56

التاريخ: 8 فروردين 1358 هـ. ش/ 29 ربيع الثاني 1399 هـ. ق‏
المكان: قم المقدسة
الحاضرون: الاطباء العاملون في مدينة قم‏

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏

بسم الله الرحمن الرحيم

انجازات الثورة الاسلامية

من بركات هذه الثورة ان نتعرف على هذه الوجوه التي حالوا دون التعرف عليها في السابق، وقد تعرفنا عليها عن كثب إن شاء الله.

ان الحكومات العملية للاستعمار سعت الى التفريق بين فئات الشعب الايراني المختلفة، بل سعت في دائرة أوسع الى تفريق المسلمين عن بعضهم والدول الاسلامية عن بعضها، والفصل بين مختلف الفئات، فقد فصلوا علماء الدين عن سائر الفئات على سبيل المثال.

انكم ايها السادة وباعتباركم اطباء، تعلمون افضل منا المصائب التي جرعونا مرارتها. فأنتم شهود على تلك المصائب مثلما كنا شهود على الكثير من البلايا التي صبت على رؤوسنا خلال الخمسين عاما الماضية.

واذا كان الشباب يجهلون بدايات عهد هذه الأسرة، فإنهم لابد يعرفون الكثير عن اواخر عهدها. واما نحن فاننا على اطلاع منذ البداية وكنا شهودا على الكثير من القضايا، كنا في قم وشاهدنا ماذا فعل رضا خان بهؤلاء الناس حينما تسلم السلطة، وماذا فعل بنسائنا وماذا فعل بعلمائنا وماذا فعل بطلبتنا، تلك امور لو أراد أحد ان يدونها لجمع منها كتابا.
امثلة على القمع في عهد رضاخان‏

في احدى المرات كانت لديّ مراجعة دراسية في المدرسة الفيضية وكنا عدة اشخاص يومها رأيت احدهم فقال: على هؤلاء ان يغادروا المدرسة قبل الغروب ويذهبوا الى المزارع لان المخبرين سيجيئون لاعتقالهم! وقد ذهبوا قبل الغروب الى مزارع المدينة ثم عادوا في ساعات متأخرة من الليل الى المدرسة.

اذا اردنا ان نعقد جلسة خاصة فيما بيننا فاننا كنا نضطر للذهاب الى مكان الاجتماع من ازقة مختلفة كي نجتمع ونبث همومنا لبعضنا البعض. أنتم لا تعلمون ماذا فعل اولئك بنسوة قم، كان هناك رئيس" النظمية" ولا ادري هل هو موجود الآن ام انه قضى نحبه كان‏ يتصرف مع النساء كما ينقلون بنحو مثير. فذات مرة كان أنفه ينزف دماً، وحينما راى احدى النساء وهي ترتدي الشادور، لفلم يكترث للنزيف وانما هجم عليها لنزع شادورها، هكذا كانوا يتصرفون. وقد شاهدتم كيفية تصرفهم مع ابناء الشعب في اواخر عهدهم، فاية مذابح ارتكبوها في المدن واية مصائب احلوها على رؤوس ابناء مدينة قم.

الاطباء الايرانيون في امريكا

واحدى المصائب الكبرى التي أذاقوا مرارتها ابناء هذا الشعب هي انهم جعلوهم يسيئون الظن ببعضهم، فلو ان احدا اصيب بالمرض في طهران فانهم سيقولون له ليس لك علاج هنا، اذهب الى بريطانيا مثلا او اذهب الى باريس! فكان ذلك نتيجة ممارساتهم، اي اننا هزمنا نفسيا امامهم. فهل تظنون بان احداً اذا ذهب الى هناك فان اطبائهم سيفعلون كذا وكذا! ولكن اذا تم التعاطي مع المريض بقليل من الدقة هنا فانه سيعالج، وليس مؤكدا انه سيتعالج بشكل صحيح اذا ذهب الى الخارج. لا تتوقعوا بان الاطباء هناك يمكنهم فعل المعجزات وان اطباءنا عاجزون عن ذلك.

ان هذا الامر ناجم عن الدعايات التي يبثونها نحن نسي‏ء الظن بأنفسنا، أي اننا هزمنا نفسيا. لا تظنوا بان الاطباء في ايران اقل كفاءة من الاطباء في البلدان الأخرى. فهناك العديد من الاطباء الايرانيين موجودين الآن في امريكا، يقال ان اكثر من خمسمائة طبيب ايراني موجود في أميركا، ولو عاد الاطباء الايرانيون الى هنا قد يختل الوضع في امريكا! فالامر ليس كما يجري تصويره بان هؤلاء الذين يدرسون هنا هم اقل من اولئك الذين ذهبوا للدراسة هناك، كلا فان هؤلاء هم كف‏ء لاولئك. هؤلاء مثل اولئك وربما افضل.

حينما كنا في فرنسا وكنا نصاب احيانا بوعكة كنت أرى الاطباء ولم المس لديهم شيئا خارقا! ومن ذهبوا بامراضهم اليهم عادوا بنفس تلك الامراض. رفضوهم هنا فذهبوا الى هناك فوجدوا الحال سيان.
ان ما يحدث في هذا الاطار وليد الجهود التي بذلت خلال تلك السنوات الطويلة لافراغ عقولنا، وجعلونا ماسورين لهم الى درجة اننا نسيئ الظن بما متوفر لدينا، والحقيقة ان الامر ليس على هذه الشاكلة وهم ليسوا متقدمين علينا في المسائل العقلية والطبية. قديكونوا كذلك ولكن ليس الى الحد الذي نتوهمه.

نماذج من بركات الثورة

وعليه فان احدى بركات هذه الثورة توفير فرصة لقائنا، إذ كنا بعيدون عن بعضنا وقد فرقتنا ايدي الاجانب- رغم اننا زملاء، فنحن اطباء الروح وانتم اطباء الجسد وكلانا طبيب الانسان، وكان يفترض ان نتصل ببعضنا كالبدن الذي يضم الروح والجسد، فالروحانيون والاطباء بدن واحد ايضا احدهما لهذا الجانب والاخر للجانب الاخر ولكن مع الاسف حُرمنا من‏ مثل هذه اللقاءات في الماضي. وهكذا وبفضل هذه الثورة بات بمقدورنا أن نلتقي بكم ونتحدث معكم.

عدم تحقق الاستئصال الكامل لجذور الاستعمار

نحن نريد ان يتغير الوضع في ايران العزيزة التي كانت حتى هذا الوقت تحت تصرف الاجانب بنهب ثرواتها ويصادر اعتبارها ولا يسمح بتقدمها، بل وجعلونا نسيئ الظن ببعضنا، نريد من الآن فصاعدا ان نغير الاوضاع ان شاء الله وان نقطع دابر الاجانب، نقطع ايدي الظالمين. الحمد لله ان ايدي الظالم قد قطعت وانني آمل ان نتمكن من الخروج من تحت سيطرته تماماً ولكن يجب الالتفات الى ان هذا الامر لم يستكمل، فنحن وسط الطريق ولم نتمكن لحد الآن من استئصال كل جذور الاستعمار.

صحيح ان الاستبداد قد زال، اعني انه ليس هناك الآن من يقوم بظلمنا فلا الحكومة الاسلامية ظالمة ولا هناك جهاز مخابرات يخشاه البعض فيسلبه النوم مثلا، او افترض الشرطة او القوات المسلحة فلا وجود لذلك، الجميع في خدمة الاسلام، فمن هذه ناحية نحن الآن في امان ولا نخاف ولكن جذور الاستعمار مازالت موجودة، اعني مؤامراته مازالت قائمة.

التآمر على الاستفتاء الشعبي حول" الجمهورية الاسلامية"

ففي الوقت الذين نستعد للمشاركة في الاستفتاء الشعبي، وان شاء الله سيقام بعد يومين، فانهم يعدون دسائسهم اما للحيلولة دون اجراء الاستفتاء او اثارة الشغب والسلب والنهب أو أي عمل اخر حتى لا يسمحوا لهذا الامر ان يتم. علينا جميعا ان ننتبه وان نتيقظ لافشال دسائسهم. وعلى شبابنا في قم وفي سائر المدن ان يجتمعوا فيما بينهم ويتفقوا على حماية مراكز الاقتراع والمناطق المجاورة لها، واذا رأوا بعض المنحرفين يريدون اثارة الشغب فليطموهم على افواههم ولايسمحوا لهم بتنفيذ مخططاتهم حتى يتم اجراء الاستفتاء على أحسن وجه ان شاء الله. فهؤلاء ليسوا باعداد كبيرة! وان الاكثرية معكم، مع المسلمين والجميع يتطلعون الى" الجمهورية الاسلامية". وانني آمل تأتي لنا الجمهورية الاسلامية ببشرى الحرية والاستقلال ونخرج ان شاء الله من هذه القيود والاغلال، وستتحول ايران الى صورة اخرى ان شاء الله تختلف عما كانت عليه لحد الآن أسيرة للغرب. سنحقق ان شاء الله الاستقلال الحقيقي ونحفظ حريتنا بإذن الله.

عاقبة الضعف والتلكؤ

والاهم من ذلك ان نحفظ هذه الثورة. ان ما اوصلنا الى ما نحن فيه هو هذه الثورة المنبثقة من أبناء الشعب، واكثر من ذلك كونها اسلامية مستندة الى الايمان، اي ان جميع ابناء الشعب اعلنوا عن مطالبتهم بالاسلام، هذا ما يجب ان يحفظ، واذا حفظنا هذا- ان شاء الله- فاننا سنبقى منتصرون الى النهاية، ولكن لو اصبنا بالضعف لا سمح الله، فانني اخشى ان ضعفنا وتلكؤنا قد يعيد الاوضاع الى سابق عهدها، واذا عادت لاسمح الله فان عودتها ستقضي علينا. ولكني آمل‏ - ان شاء الله ان لاتعود، وسنكون نحن المنتصرون بهمة جميع السادة والعاكفون على خدمة شعبنا وامة الاسلام، وان نبقى منتصرون الى النهاية، وان نتقدم معا الى الامام.

حفظكم الله جميعا وعرفنا جميعا بمسؤولياتنا. وانني اشكركم ايها الاطباء على دوركم في هذه الثورة وعلى العناء الذين تحمله زملائكم وابناء مدينتكم، لقد تجشمتم العناء وتحملتم العذاب. ولاشك ان من شهدوا الجراح التي اصابت البعض وشهدوا من اصيب من الشبان وما عانوه او عدد القتلى، يعانون اكثر ممن سمعوا بذلك. وانتم شاهدون الضحايا ونحن سمعنا بهم. اسال الله ان يمن عليكم بالعزة والسلامة والقدرة. والسلام عليكم!.


* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 337,334

2011-04-30