يتم التحميل...

الموضوع: حث الجماهير على المشاركة في الاستفتاء الشعبي العام‏

خطاب

الحاضرون: حشد من المواطنين الايرانيين‏

عدد الزوار: 57

التاريخ 9 فروردين 1358 هـ.. ش/ 30 ربيع الثاني 1399 هـ.. ق‏
المكان: قم، المدرسة الفيضية
الحاضرون: حشد من المواطنين الايرانيين‏


                                                                                           بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاستفتاء يقرر مصير الشعب‏
ينبغي لي ان اذكّر ببعض الأمور ما دمنا على اعتاب الاستفتاء الشعبي.
ان هذا الاستفتاء سيقرر مصير شعبنا، أما ان يدفعكم نحو الحرية والاستقلال أو انه سيعيدكم كما في السابق الى الكبت والتبعية. ان هذا الاستفتاء امر ينبغي بجميع ابناء الشعب بالمشاركة فيه، انني اوصي كافة ابناء الشعب المشاركة في هذا الاستفتاء فهو سيقرر مصير شعبنا وبلدنا وديننا، شاركوا فيه، لا تهملوا هذا الامر، لا تتقاعسوا ولا ينشغل البعض بأمور أخرى .. غادروا بيوتكم خلال الوقت المحدد لاجراء الاستفتاء وانطلقوا للادلاء بأصواتكم وتقرير مصيركم.


التصويت لصالح الجمهورية الاسلامية
انني سأدلي برأيي لصالح الجمهورية الاسلامية، وأهيب بكم ان تدعموا الإسلام وان تدعموا بلدكم وشعبكم وتصوتوا لصالح الجمهورية الاسلامية. انكم احرار ولكن يجب عليكم ان تقرروا مصيركم بهذه الحرية. على جميع الفئات الاجتماعية ان تدلي برأيها وان تشارك في الاستفتاء. الجميع احرار في الادلاء اصواتهم وستحصل كافة الفئات الاجتماعية على حقوقها.
الأخوة السنة ايضا لا فرق بيننا وبينهم في الحقوق، سيحصلون جميعهم على حقوقهم، فليشاركوا فيما سيقرر مصيرهم ولا يعبأوا بأولئك الذين يريدون بث الفرقة، ويسعون تحت شعار السنة والشيعة لدق اسفين بيننا وبين اخواننا السنة حتى تذهب ثروات البلاد الى جيوب الآخرين. لا تكترثوا لهؤلاء.

حقوق الاقليات الدينية في الاسلام‏
على الجميع شيعة وسنة واقليات دينية، ان يخرجوا غدا ويدلوا باصواتهم لانقاذ بلدهم من ورطتها وتعاستها. ان الجميع شركاء في الحقوق، وسيحصلون على حقوقهم.
الاقليات الدينية يحظى باحترام خاص في الإسلام، لها حقوق خاصة، هذه الحقوق ستعود إليهم وهم احرار في ممارسة طقوسهم الدينية وفي اعطاء اصواتهم لمن يمثلونهم. الجميع احرار.
أما ما يبثه البعض بينكم من ان علماء الدين يريدون حجب حقوقكم عنكم، فأعلموا ان ما يفعلوه انما هو خيانة لشعبنا، فعلماء الدين في طليعة من يحترمون حقوقكم، علماء الدين تابعون‏ للقرآن والإسلام، والقرآن والإسلام ينظران اليكم باحترام خاص ويعتبروكم أخوة، فكونوا معنا وكونوا مع شعبكم وكفوا عن التقاتل وكفوا عن التفرقة، كونوا مع قوى الأمن وقوى الشعب واجهزة الحكومة، وادعموا حكومتكم، فالحكومة حكومة اسلامية، والجيش جيش اسلامي، فلتكن لكم رفقة مع جيشكم، الجيش في خدمتكم، والحكومة في خدمتكم وانا في خدمتكم.
اسأل الله تعالى ان يمنّ عليكم جميعا بالسعادة من أي طبقة من هذا الشعب المجيد كنتم. وان يحرركم يا ابناء الشعب المجيد من نير التعسف والقهر.
علينا جميعا ان نحفظ هذه الثورة، ولو انكم اهملتم واجبكم في التصويت، فانني اخشى ان تعود الامور الى سابق عهدها. لو انكم اصغيتم الى اولئك الذين يبثون الفرقة والاختلاف فانني اخشى ان تعود الاوضاع السابقة بشكل آخر ونبتلى مرة اخرى بما كنا نخشاه.

عملاء امريكا باقنعة يسارية
ايها الاخوة! ايها الاعزاء! كفوا عن التفرقة، لا تصغوا للمنحرفين، فهؤلاء عملاء امريكا بأقنعة يسارية. انهم يريدون ان يعطوا ثرواتنا لامريكا، انهم يريدون اعادة الاوضاع السابقة بشكل آخر. ولو انهم كانوا يرون للشعب قيمة ما، لو انهم مخلصون لهذا الشعب، فلماذا يبثون الفرقة بين الناس في حين ان الشعب الآن نهض بأسره ويتطلع للادلاء برأيه لصالح الجمهورية الاسلامية التي ستصلح كافة الأمور؟.

في السابق كانوا يقولون ان الكبت والقمع حاكم على البلاد، واننا نعارض الاستبداد ونعمل من أجل الشعب، كانوا يقولون بأن البلاد فيها اجانب ونحن نعارض الاجانب ونعمل من أجل الشعب. ولكن لا يوجد الآن لا كبت ولا اجانب، انكم تواجهون شعبا يسعى بأسره لتحقيق أمر واحد فلتكونوا انتم معه، اذا كنتم حقا تريدون صالح الشعب فلتكونوا مع الشعب، واذا لم تكونوا معه فسيتبين انكم لا تريدون صالح الشعب وانكم تنشدون بث الفرقة لاعادة سلطة الاجانب علينا.

المشاركة العامة في الاستفتاء
اسأل الله تعالى ان يمنَّ عليكم بالسلامة والرحمة. اتركوا منازلكم غدا جميعا واعطوا صوتكم لصالح الجمهورية الاسلامية، انني اطلب منكم جميعا ان تعطوا صوتكم للجمهورية الاسلامية. طبعا انتم احرار ويمكنكم ان تصوتوا لما تشاؤون، يمكنكم ان تختاروا بين البطاقتين التي تحمل احداها" نعم" والاخرى" لا"، ويمكنكم ان تختاروا ما شئتم في البطاقة التي تحمل" لا"، فليس من الضروري ان تكون" لا" مجردة، لكم الحق وتستطيعون ان تكتبوا فيها ما شئتم" جمهورية ديمقراطية أو نظام ملكي، اكتبوا ما شئتم، انتم مخيرون، إلا ان الاستفتاء يعني" نعم" أو" لا"، فهو ليس انتخابا وإنما استفتاءا، ورغم انه كذلك إلا انكم مخيرون في ان تكتبوا ما شئتم على تلك البطاقة.
حفظ الله كافة ابناء الشعب من شرّ الاجانب، ومنّ بالعقل على تلك الفئات التي تسعى الى بث الفرقة بين المسلمين الذين هم اخوة فيما بينهم ورفقاء، انهم يقومون بذلك في وقت ينظر الإسلام باهتمام الى حقوق جميع فئات وطوائف هذا الشعب.

عليكم ومن أجل ان تعبروا عن شكركم للتخلص من الكبت ومن تلك السلطة الطاغوتية، ان تخرجوا الى الشوارع وتدلوا بآرائكم ... أنتم احرار ان تصوتوا لصالح ما تريدون، إلا ان الاستفتاء يعني" نعم" أو" لا"، ورغم ذلك فأنتم احرار.
ليكن واضحا لديكم ان" لا" لا تعني النظام الملكي وانما تعني رفض" الجمهورية الاسلامية"، فاذا قلتم" لا"، يمكن ان يكون ذلك تعبيرا عن رغبتكم في جمهورية مطلقة ويمكن ان تعبيراً عن رغبة في جمهورية ديمقراطية. على اية حال انتم مخيرون ان تقولوا" نعم" أو" لا" واكتبوا ما طاب لكم في تلك البطاقة فلن يمنعكم احد من ذلك.

استيفاء حقوق الشعب في الحكومة الاسلامية
أما ما يبثه البعض بين الناس من ان الإسلام لا يعطي للنساء حقوقها وأن الأمور ستصبح كذا وكذا بعد الاستفتاء، فهؤلاء ايضا هم جزء من اولئك، هم عملاء للاجانب، عملاء الاجانب يحاولون الفصل بين ابناء شعبنا بأشكال مختلفة ولا يريدون لهذا الاستفتاء ان يتم ولعلهم يأملون ببقاء النظام الملكي أو بمجيئ نظام آخر.
على اية حال ان الإسلام يحفظ حقوق النساء مثلما يحفظ حقوق الرجال، بل لعل الإسلام أولى النساء عناية أكبر من الرجال، لقد حرص الاسلام على حقوق النساء اكثر من حرصه على حقوق الرجال، ان للنساء حق التصويت، وما يقول به الاسلام للنساء اكثر بكثير مما يقوله الغرب لهن، للنساء حق التصويت، حق الانتخاب، حق الترشيح كل ذلك موجود، لهن الحرية في اختيار العمل الذي يرغبن به، طبعا هناك محدوديات في الشرع لمصالح معينة، فعلى الرجال مثلا محدوديات معينة، أي ان الاسلام وفي المواطن التي تؤدي الى افساد الرجل فانه يمنعه من لعب القمار مثلا أو شرب الخمرة أو تعاطي الهيروئين لما في ذلك من مفاسد.

على الجميع محدوديات معينة شرعية وإلهية. وهذه المحدوديات هي من أجل صلاح المجتمع، فالاسلام لا يحدد الأمور النافعة للمجتمع.
انني أعدكم بان الجميع سيكونوا احراراً في ظل الحكومة الإسلامية وسيحصل الجميع على حقوقهم المشروعة. وان ما يثيره هؤلاء الآن وقبل بدء الاستفتاء الشعبي وما يعكفون عليه، كلها امور تصب لصالح الأجانب، فتعالوا لانقاذ بلادكم.
لنذهب جميعا في الغد الى مراكز الاقتراع. انا شخصيا سأذهب الى مركز الاقتراع وأدلي بصوتي. لننطلق جميعا الى الامام لاقامة بلد حر يعود لنا جميعاً. مستقل!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏


* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 345

2011-04-30