الموضوع: وضع العشائر في العهد السابق انتخابات مجلس الشورى‏

التاريخ: 19 فروردين 1358 هـ. ش/ 10 جمادى الاولى 1399 هـ. ق‏
المكان: قم المقدسة
الحاضرون: جمع من ابناء العشائر في منطقة" جهار لنك" بختياري‏

‏بسم الله الرحمن الرحيم

جرائم الاسرة البهلوية بحق العشائر

ان احدى الجرائم التي ارتكبها رضا شاه بحق شعبنا تمثلت في قضائه على العشائر. لقد اشرت الى هذا الموضوع في احد مؤلفاتي ولكن الرقابة حذفت ذلك. لقد مثلت العشائر الايرانية التي تسكن المناطق الحدودية دعامات لحفظ استقلال ايران، ولان الاجانب لم يتمكنوا من تحمل هذه القدرة فقد امروا رضا خان والد محمد رضا بالقضاء على تلك العشائر. وقام بتقديم خدماته عبر خيانة الشعب وسار ابنه من بعده على نفس المنوال.

لقد كنتم، ياابناء العشائر، دعامة لهذه البلاد وستبقون كذلك ان شاء الله. لقد قدم آبائكم الخدمات لحفظ استقلال هذه البلاد، وعليكم انتم ان تسيروا على هذا النهج للحفاظ على استقلال بلادكم.

قطع أيدي الخونة

النظام الفاسد لازال قائماً حتى الان، وطالما بقي هذا النظام الخائن فان بلادنا لن تتمتع بالاستقلال ولا بالحرية. وكلكم قد عانيتم من القمع وغياب الحريات. ولكن ولله الحمد بقيام الشعب ومشاركة جميع الفئات سواء العشائر او ابناء المدن تمكّنا من استئصال جرثومة الفساد تلك وقد بلغ به الوضع حداً ان لا يرغب في استقباله احد وهو حائر الآن ماذا يفعل! وهو الآن يتذوق طعم جرائمه وخياناته.

غير أن عليكم يا ابناء العشائر المحترمين وسائر فئات الشعب، ان تنتبه بيقظة الى ان ايدي الخائنين عاكفون خلف الكواليس على ممارسة نشاطهم، فهم لايريدون ايرانا مستقلة، انهم يريدون من ايران ان تسلمهم كل ثرواتها بشكل مجاني، كما فعلت في السابق. اعطوهم نفطنا وانشأوا لهم في مقابله قواعد لامريكا، والا فان الاسلحة التي ارسلوها لايران لاتنفع ايران، ففي الحقيقة كانت اسلحة لهم. فاخذوا نفطنا واقاموا قاعدة عسكرية بدلًا منه. ومن الآن فصاعدا ينبغي وقف مثل هذه الخيانات، عليكم انتم ايها الشبان الشرفاء ان تنتبهوا لقطع ايدي الخائنين العاكفين على ممارسة نشاطهم. ان شاء الله.
انتخاب النواب الصالحين‏

الان وقد رأيتم هذا الاستفتاء الذي جرى على اكمل وجه، والذي لم يكن له نظير في العالم، فالاستفتاءات التي تجري في العالم لاتملك مثل هذا الزخم، فقد ادلى الايرانيون باصواتهم للجمهورية الاسلامية بشوق لانهم يحبون الجمهورية الاسلامية والاسلام، وقد شارك من حيث العدد اكثر من 20 مليون مقترع صوتوا للجمهورية الاسلامية والاسلام.

حفظكم الله. نحن بحاجة اليكم لتشكيل المجلس التاسيسي، ولابد من اختيار اشخاص امناء للمجلس التاسيسي، اشخاص افاضل، ذوي اطلاع، غير ميالين لليسار او اليمين، وطنيون، مستقلون، ذوي فكر مستقل. نحن بحاجة لأن تحافظوا على هذه الوحدة حتى تتمكنوا- ان شاء الله- من اختيار نواب صالحين في الوقت الذي سيتقرر بتشكيل المجلس التاسيسي، ولعلي انذاك اشير عليكم بالاشخاص الصالحين.
وبعد ذلك، نحن بحاجة اليكم ايضا، وذلك فيما يتعلق بتشكيل مجلس الشورى الوطني، ومجالس الشورى الوطنية التي يصطلح على تسميتها بالوطنية والا فهي مجالس شورى سلطانية تعلمون بانها لم تكن بارادتكم حتى الان. فلم يحصل ان قالوا لكم انكم مخيرون في اختيار من تريدون وتصوتوا له. ومثل هذا بات من الماضي، وان شاء الله لن يعود مرة اخرى، وانتم مستقلون واحرار في انتخاب اعضاء مجلس الشورى، ولكن عليكم ان تكونوا حذرين كيلا يعود الشياطين مرة اخرى ويستغفلونكم. عليكم اختيار نواب متحررين ووطنيين ومتدينين وافاضل لدخول مجلس الشورى.

اسأل الله تبارك وتعالى ان يمنّ بالسلامة والسعادة على عشائر ايران، عشائر" جهار لنك" الذين أعرفهم، واسأله السلامة للجميع. انتم دعامة البلاد وعليكم ان شاء الله ان تسعوا بقوة واقتدار للجيلولة دون وقوع الفساد وللحفاظ على استقلال بلادكم. والسلام على اخوتي واصدقائي كافة.

* صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 406,405