يتم التحميل...

الموضوع: قدرة الشعب الخراب في ايران سبل الاعمار

خطاب

الحاضرون: منتسبو مؤسسة الاتصالات الهاتفية

عدد الزوار: 75

التاريخ 19 فروردين 1358 هـ.. ش/ 10 جمادى الاولى 1399 هـ.. ق‏
المكان: قم المقدسة
الحاضرون: منتسبو مؤسسة الاتصالات الهاتفية

بسم الله الرحمن الرحيم‏

دور منتسبي مؤسسة الاتصالات الهاتفية في انتصار الثورة
انني اعلم بأن مؤسسة الاتصالات الهاتفية اعانتنا كثيرا، فحينما كنا في الخارج، وفي الوقت الذي كان كل شي‏ء يتعرض لعملية التعتيم الاعلامي، عملت على تلقي مكالماتنا بشكل صحيح وايصالها ... انني اشكر كافة الاخوة واشكركم. فانتم شركاء في هذه الثورة وآمل ان تبلغ هذه الثورة مقصدها بمشاركتكم ايها السادة وسائر فئات الشعب.
ان هذه الثورة مازالت الآن في منتصف الطريق، اي اننا تمكنا ولله الحمد من قطع دابر الاجانب قدر الامكان، وتم طرد عملاء الاجانب وعلى رأسهم محمد رضا، وتمكنا بهمة الشعب وارادة الله تبارك وتعالى من بلوغ هذه المرحلة. ومن الآن وصاعدا امامنا قضية الاعمار والبناء واستئصال جذور تلك المجموعات التي ما زالت تمتد جذورها فاسدة في بلادنا والمتمثلة في الغالب بعملاء امريكا وان ظهروا بوجه اخر.

تفوّق قدرة الشعب‏
علينا ان نتعاضد فيما بيننا وان لا نتوهم بان الامر قد انتهى واننا بلغنا نهاية المطاف. علينا ان ندرك باننا في وسط الطريق حتى نتمكن من الانطلاق الى اخر الطريق بقدرة وقوة. علينا ان ننطلق الى الامام معا، فكما لاحظتم فاننا تمكنا بوحدة كلمة الشعب وبالاعتماد على الاسلام والدين، من بلوغ هذه المرحلة في وقت كانت القدرة بأيديهم ولم يكن بايدي ابناء شعبنا غير قبضاتهم ودمائهم، ولكن التوكل على الله ووحدة الكلمة التي تحققت بين مختلف فئات الشعب بلغت حدا سلب القوى الكبرى القدرة على ابقائه (الشاه) في السلطة! فالجميع كانوا يصرون سابقا" كلا، يجب ان يبقى!". فهذه بريطانيا كانت تقول:" انه وفي لنا ويجب ان يبقى". وامريكا كانت تتحدث بشكل اخر، والاتحاد السوفيتي ايضاً ولكنهم جميعا كانوا يوفرون له الدعم.
وعلى الرغم من دعم جميع القوى ورغم القدرة الشيطانية التي كانت بحوزته، وكانت له مؤسسات وتشكيلات، ولكن قدرة الشعب كانت متفوقة على كل شيئ.

ولكن بماذا تحققت قدرة الشعب؟ لقد تحققت حينما اتفق الجميع على ان الاسلام هو الهدف! ولو تعاضد الجميع ولكن هدفهم كان شيئا اخر غير الاسلام لما تمكنوا من الصمود هكذا. لقد رأيتم كيف ان شباننا الذين استشهدوا كانوا يستقبلون الشهادة، ذلك لانهم تحلوا بقدرة الاسلام. وينبغي حفظ هذه القدرة في المستقبل ايضا، ينبغي حفظ هذا الايمان كي يتم حفظ وحدة الكلمة وتحقيق النصر في النهاية ان شاء الله. انني آمل ان نتمكن من طي هذا الطريق حتى منتهاه وكما نريد بوحدة الكلمة وقدرة الايمان.

الخراب الذي لحق بالاقتصاد والثقافة
ان جميع اجهزة الدولة مازالت تعاني من وجود مخلفات الطاغوت. لقد عودوا الادارات خلال سنوات طويلة، عودوا جميع الفئات على وضع طاغوتي، ولكي يتم استبداله بوضع اسلامي انساني فان الامر يستغرق وقتا.
ومن جهة ثانية فان الدمار الذي الحقوه بايران حولها تقريبا الى خربة. ففي المجال الاقتصادي فان البلاد متخلفة بحيث انهم يحتاجون الى مدة طويلة كي يتمكنوا من انشاء اقتصاد سليم. ثقافتنا صاغوها بطريقة لا تسمح بوجود انسان، واليوم اذا اردنا تشكيل المجلس التأسيسي او مجلس الشورى فان علينا ان ناخذ مصباحا ونخرج للبحث هنا وهناك علنا نعثر على انسان امين ووطني لا تتنازعه الميول الى الغرب او الى الشرق، مخلص للاسلام، ومخلص للبلاد. لعثور على انسان كهذا فان علينا ان نحمل مصباحا ونبحث هنا وهناك. لماذا؟ لانهم بذلوا جهودا مضنية منذ سنوات طوال واخيرا منذ اكثر من خمسين عاما كي لايتم العثور على انسان آدمي. قتلوا الادميين، قتلوا المؤثرين واحد تلو الاخر ولم يسمحوا بوجود اشخاص امناء ومتدينين ووطنيين غير مياليين لليسار او اليمين. لم يسمحوا بتطور شباننا، لقد نفذوا الى الثقافة وجعلوها بشكل لايسمح بتربية الانسان.

سبل الاعمار والبناء
نحن الآن من الآن علينا ان نبدأ ببناء الانسان. ان لدينا بلادا غنية تمتلك كل شيئ، بلاداً تمتلك كل شي‏ء ولكنها رغم ذلك مطالبة بان تربض على كنوزها وتعاني من الجوع! ولم يكن الوضع كذلك الا لانهم لم يسمحوا بادارة بلادنا استنادا الى موازين انسانية. وعلينا الآن ان نجتمع كلنا ونتعاون، فئة لحالها لاتستطيع أن تفعل شيئاً، الحكومة وحدها لاتستطيع ذلك. الشعب مع الحكومة والحكومة مع الشعب، الجميع يفكرون معاً يجب على مفكرينا ان يضعوا الخطط لبناء ابناءنا لعلنا نتمكن بعد عدة سنوات من ادارة البلاد بشكل سليم.
أسأل الله ان يحفظكم انتم الذين تمثلون الطاقات البشرية لهذه البلاد، وان يحفظ شباننا، وان يوقظنا جميعا للعمل بمسؤولياتنا التي القاها الله على عاتقنا، وان تحفظ لنا هذه القدرة الانسانية ووحدة الكلمة هذه. وان تكون البلاد لنا- ان شاء الله- ونديرها بانجاح على الصعيد المعنوي وعلى الصعيد المادي.
اسال الله ان يمن على الجميع بالتوفيق والسعادة والسلامة. جزاكم الله خيراً ووفقكم، وسدد خطاكم وانعم عليكم بالسلامة إن شاء الله تعالى.


*صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 407

2011-04-30